أميركا تسعى لتأكيد نظام القطب الواحد الذي توهم البعض أنه كاد أن يتحول إلى أقطاب متعددة : أبرزها روسيا المشاغبة عسكرياً ، والصين العملاق الاقتصادي المخيف ، وأوروبا المأزومة سياسياً ، وكافة المعطيات تؤكد هذه الاستراتيجية المتجددة .
أول خطوات تفعيل تلك الاستراتيجية تمثل في اللقاء التاريخي بين القيادة الأميركية وحكام العالمين العربي والإسلامي ذويْ المذهب السني ، ووضع لبنات المحور الاستراتيجي الأميركي العربي الإسلامي السني ، والخطوات التالية تترى من داخل أميركا التي تسعى لتطوير قدرات عسكرية غير مسبوقة ، ثم تكتيكات سيطرة وهيمنة وتأكيد الذات تجتاح كل العالم .
العالمان العربي والإسلامي ذوا المذهب السني تنفسا الصعداء باعتماد أميركا استراتيجية تأكيد نظام القطب الواحد والشروع في تفعيلها بهذا اللقاء التاريخي الأميركي العربي الإسلامي .
محاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي هي ورقة التوت التي يتخفى وراءها هذا التحالف المدشِّن للاستراتيجية الأميركية ، ولكن أين موقع التطرف اليميني المخيف في الغرب عموماً من هذه الصياغات والسلوكات الاستراتيجية الأميريكية .
لقد عمّقت الاستراتيجية الأميركية من الشعور الروسي بالامتعاض وربما بالرغبة في التحدي والتمادي في المشاغبة العسكرية كقوة إقليمية طموحة ، وعمّقت كذلك من الانقسام المذهبي للعالم الإسلامي ، حيث ستشعر إيران بالمرارة ومن ثم بالإصرار على المضي قدماً في سياساتها الشيطانية في المنطقة أكثر من شعورها بالانكسار والكف عن تأزيم الأوضاع في المنطقة وإثارة الفوضى .