بدأت الأوضاع في المغرب تتجه نحو الأسوأ بسبب ارتفاع التظاهرات في البلاد وسط صمت الحكومة، ومحاولة أطراف الإيحاء بأن إيران تقف وراء ما يجري في المغرب لتأسيس إمارة شيعية شمال البلاد.
ومنذ سبعة شهور والحراك الشعبي في الريف يسجل إيقاعا سلميا دون مواجهات، ولكن منذ الجمعة الماضية انفجرت الأوضاع بسبب خطبة اتهم فيها الخطيب في مسجد من مساجد الحسيمة الحراك بالفتنة وبدأت الاحتجاجات تنتقل الى باقي المغرب بسبب اعتقال زعماء الحراك، ومنهم الناشط ناصر الزفزافي.
وسجلت مدينة الحسيمة لليلة الرابعة على التوالي مسيرة كبيرة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، وشجبوا اعتقالات النشطاء، ونددوا بالتعذيب المزعزم الذين تعرضوا له في مخافر الشرطة. وقال وزير حقوق الإنسان السابق محمد زيان أن بعض المعتقلين عليهم آثار التعذيب ولا يمكن الاعتماد على محاضر الاستنطاق.
وتميزت مسيرة الحسيمة بكلمة لأب زعيم الحراك ناصر الزفزافي ليلة أمس، وخاطب الجموع الغفيرة بالحفاظ على السلمية. ورغم اعتقال أكثر من ثلاثين ناشطا، فقد عوضهم آخرون بخطابات أكثر راديكالية.
وامتدت التظاهرات مجددا الى مدن مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش، وواجهتها السلطات بالقوة لتفريقها.
وبدأ محللون يتخفون من بعض التحاليل التي تصب الزيت على النار، ونقل محلل معروف بقربه من الدوائر المخزنية، واسمه منار اسليمي في تصريحات لتلفزيون “بي بي سي” الثلاثاء بأن ما يجري في المغرب يطرح علامات استفهام حول السقف العالي للمطالب وعدم انزياح المتظاهرين ومنهم ناصر الزفزافي للحوار والتهدئة. وقال بأن الزفزافي قد يكون شيعيا وينسق مع الشيعة في أوروبا لإقامة إمارة شمال المغرب وأن السلطات تدرك أن البعض يريد إنشاء حشد شعبي في الريف.
وقال منار اسليمي وهو أستاذ جامعي بأن مخطط الشيعة والانفصال تدركه الحكومة المغربية وتواجهه الآن بحزم.
وخلفت تصريحات هذا المحلل القريب من السلطة تنديدا وشجبا في شبكات التواصل الاجتماعي لأنه نقل عن الحكومة المغربية ما تعتقد في الحراك الريفي، ويرفض الناس مثل هذه المواقف والتلميحات لأنها تحاول التغطية عن المطالب الاجتماعية الحقيقية لحراك الريف، وشجب وزير حقوق الإنسان السابق محمد زيان أسطوانة المؤامرة قائلا “لا توجد لا جهات خارجية ولا جهات فكلورية”.