نوال بنعيسى، الوجه الجديد في “حراك الريف” وإحدى أبرز ناشطات احتجاجات الحسيمة في المغرب. صعد نجمها بالخصوص بعد اعتقال قائد الحراك ناصر الزفزافي. فمن تكون الناشطة الريفية نوال بنعيسى؟
في الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام في المغرب على مصير ناصر الزفزافي، قائد حراك الاحتجاجات الشعبية التي تعرفها مدينة الحسيمة، تتجه الأنظار إلى نوال بنعيسى، الوجه القيادي الجديد في حراك الريف. برز اسمها منذ اعتقال قائد الحراك خصوصا بعد ورود أنباء عن أنها ستقوده في غياب الزفزافي الذي وجهت له السلطات تهما أبرزها “المساس بأمن البلاد”.
المعلومات المتوفرة حول نوال بنعيسى ليست بالكثيرة لكن أبرزها أنها ربة بيت وأم لأربعة أطفال وكانت ترعى مرضى السرطان. وتبلغ نوال من العمر 36 عاما، وتعيش في الحسيمة مع زوجها حيث اندلع حراك الريف. في إحدى تدويناتها على فيسبوك كتبت نوال بعد إحدى المظاهرات التي شاركت فيها: “تم قمعنا بوحشية لن أنسى صراخ ابنتي ذات السبع سنوات وهي تراهم يهجمون علينا.. دولة الحق والقانون يا سادة “.
دأبت الشابة المغربية على نشر تدوينات على موقع فيسبوك وصور لمشاركاتها هي وعائلتها في الاحتجاجات التي تعرفها المدينة منذ حادث طحن بائع السمك محسن فكري في حاوية نفايات. وفي تدويناتها تدعو نوال المشاركين في الاحتجاجات إلى الصمود وتؤكد في كل مرة على سلمية الاحتجاجات.
عُرف عن نوال بنعيسى نشاطها في مساعدة مرضى السرطان في مدينتها التي تعرف، كغيرها من مناطق الريف، نسب عالية من الإصابات بهذا المرض نظرا للغازات السامة التي استخدمتها اسبانيا في المنطقة خلال ما يعرف بحرب الريف. كما تشتغل الناشطة الريفية في مشروع خاص.
وبالإضافة إلى نوال برزت وجوه نسائية أخرى في الحراك، وهي ظاهرة رأت فيها بعض الوسائل الإعلامية المغربية تحولا جديدا في المشهد الاحتجاجي في المغرب.
وظهرت نوال أمس الخميس، في بث مباشر على فيسبوك قالت فيه إنها تفاجأت بخبر تلقته من عائلتها مفاده أن الشرطة كانت في بيت العائلة بحثا عنها بعد صدور مذكرة اعتقال في حقها وتوجهت الشرطة لبيت أهلها لأنه العنوان الموجود على بطاقة هويتها. وخوفا من انتقال الشرطة لبيتها وما قد يخلفه ذلك على نفسية أطفالها، قالت نوال إنها ستسلم نفسها للشرطة: “شرف لي أن أعتقل، وسأسلم نفسي لأني لم أفعل شيئا… أنا صامدة خرجت من أجل حقوقي ولطالما أكدت على سلمية الاحتجاجات ومازلت”.
وانتشرت أخبار عن تسليمها لنفسها بالفعل نقلا عن زوجها، في حين أكد ناشطون وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء الخميس بأنه تم إطلاق سراحها.
بصراحة أصبحت أناصر حركة انفصال الشمال عن باقي المملكة المغربية، فعداء هذه الدولة للشمال له جذور تاريخية قديمة ربما يمكن ارجاعها الى صعود الدولتين السعدية والعلوية وهما كما نعلم من أصول افريقية وبالخصوص من مالي بينما الشمال بقي أمازيغي مغربي الجذور ولقد عملت الدولتان كل ما في وسعهما لتهميشه واذلاله.