أفاد صحفي يعمل في صحيفة “ديلي بيست” ان الوثائق التي وصلت الصحيفة عبر مجموعة من القراصنة تدعى “غلوبال ليكس” وتتعلق برسائل البريد الإلكتروني الخاص بسفير الإمارات في واشنطن “يوسف العتيبة” تعتبر فضيحة سياسية يتورط فيها بعض السياسيين في واشنطن سواء في عهد الرئيس السابق باراك أوباما أو الحالي دونالد ترامب.
وأكد الصحفي في اتصال هاتفي اجرته معه “وطن” والذي رفض الكشف عن إسمه احتراما لتوقيت النشر الذي وضعته الصحيفة وهو السبت ان العتيبة يتمتع بعلاقات قوية ومؤثرة حتى وانت تطلع على الوثائق تظن انها لواحد من صناع السياسة الأمريكية وليس سفيرا لدولة أجنبية يفترض فقط ان يراعي مصالح بلده.
وأكد المصدر ان العتيبة يتصرف بقوة المال الذي أفسد السياسة في واشنطن وهو بارع في تشكيل “اللوبيات” اي جماعات الضغط السياسي وان السفير الإماراتي لا يتوانى عن الإضرار بسمعة حلفاء واشنطن وأهمهم قطر مؤكدا ان بعض الوثائق تظهر شدة عداء الإمارات لجارتهابشكل مثير للتساؤلات.
وقال ينفق السفير الإماراتي ملايين الدولارات وينظم رحلات أشبه بألف ليلة وليلة لأعضاء كونغرس وسياسيين نافذين في واشنطن إلى الإمارات.
وكان الصحفي الامريكي كيفن بولسن قد كشف في مقال نشرته جريدة ديلي بيست الأمريكية أن مجموعة من القراصنة تمكنوا من اختراق الحساب البريدي الشخصي للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة، يوسف ابن مانع العتيبة ( كان ابوه وزيرا للنفط ) وتعهدوا بنشر الرسائل التي حصلوا عليها، والتي تكشف الكثير حول أساليب عمل الدبلوماسية الإماراتية وطرق تأثيرها على السياسات الأمريكية عبر استخدام المال وتجنيد اللوبيات.
وقالت الصحيفة، إن مجموعة من القراصنة التي تطلق على نفسها اسم “غلوبال ليكس” بدأت في نشر رسائل إلكترونية تم الاستحواذ عليها من صندوق بريد يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، الذي يوصف بكونه مهندس العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات، والمسؤول عن تنسيق مواقف البلدين خاصة في الحرب على داعش.
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء القراصنة اتصلوا بإدارة الصحيفة من خلال البريد الإلكتروني في هذا الأسبوع، وعرضوا عليها عينة من هذه المراسلات التي بحوزتهم، وأكدوا أنها “تظهر بوضوح كيف أن بلدا صغيرا وغنيا مثل الإمارات يمكنه استعمال اللوبيات من أجل الإضرار بمصالح واشنطن وحلفائها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العينة التي تم عرضها عليها تتكون من 55 صفحة يبدو أنه تم طبعها ومن ثم تصويرها بواسطة آلة كاميرا رقمية. وقد ادعى القراصنة أن الوثائق وصلت إليهم عن طريق أحد المبلغين الموجودين في العاصمة واشنطن ضمن إحدى جماعات الضغط، بعد أن دفعوا له مقابلا ماديا.
ولاحظت هذه الصحيفة أن فحص هذه الوثائق أظهر بكل وضوح أنه تم طبعها من الحساب البريدي للسفير العتيبة، وتعود أولى هذه الرسائل المسربة إلى سنة 2014، وآخرها إلى الشهر الماضي.
وذكرت ديلي بيست أنها اتصلت بالمتحدثة باسم السفارة الإماراتية لمياء الجباري، التي أقرت بأن هذا العنوان الإلكتروني يعود إلى السفير العتيبة، وأكدت بأنها لا علم لها بحصول عملية اختراق بصندوق البريد، وأنها لم تسمع سابقا عن اختراق الحساب أو تسريب الرسائل”.
وبحسب الصحيفة فإن هوية هذه المجموعة التي تسمي نفسها “غلوبال ليكس” لا تزال غامضة، وهي قامت بالاتصال بها من خلال حساب على إحدى خدمات البريد الإلكتروني المجانية الموجودة في روسيا.