معارض سوري بارز يكشف لـ”وطن” عن دور الإمارات في اختراق الثورة السورية والسيطرة على القرار السعودي

By Published On: 5 يونيو، 2017

شارك الموضوع:

“وطن- كتب شمس الدين النقاز”-  أكد المعارض السوري البارز خليل المقداد، وجود تعاون كبير بين دولة الإمارات العربية المتحدة والنظام السوري بقيادة بشار الأسد، على عدة مستويات أبرزها العسكري والاقتصادي والاستخباري.

 

وقال المقداد في حواره مع “وطن” “هل هناك ثورة عربية لم تساهم دولة الإمارات وحكومة أبو ظبي تحديداً في وأدها؟ والجواب “لا” ليس هناك دولة لم تتدخل الإمارات فيها سلبا لصالح الأنظمة القائمة وفلولها أو الدولة العميقة، وهي في الحقيقة لم تتوقف عن دعم نظام الأسد ماديا وإعلاميا وسياسيا، وهي كذلك قامت ومنذ الشهور الأولى للثورة بإبعاد العديد من الناشطين والمعارضين السوريين، وساومت بعضهم على أن يكونوا عملاء وجواسيس لها سواء في الإغاثة أو الإعلام أو العسكرة.”

 

وأضاف “وهي كذلك أحد أهم أطراف غرفة الموك التي تمسك بزمام العديد من فصائل الثورة السورية وتسيرها ونجحت في إحكام قبضتها على عدد من الفصائل من خلال أدواتها الدحلانيين كخالد المحاميد الذي أفرغ سورية من الآثار ويتاجر بكافة أنواع الممنوعات بدءاً من السجائر وصولا إلى الإغاثة والآثار والسلاح ويقدم الرواتب لعدد من الجهات في حوران منها دار العدل وغيرها من الفصائل”، واصفا إياه بدحلان سورية.

 

وعن حقيقة تقديم الإمارات لمساعدات عسكرية واقتصادية واستخباراتية للنظام السوري، أكد المعارض السوري البارز أن هناك تعاونا اقتصاديا واستخباراتيا بين النظامين، تقدر قيمته بحوالي 10 مليارات دولار، ولعل أهم وأكبر الصفقات تمثلت في تحديث ترسانة السيسي العسكرية من خلال إرسال القديم منها لنظام الأسد كما حدث في صفقة الدبابات من طراز تي-72 التي أرسلتها لنظام الأسد وقامت بشراء دبابات من طراز تي-90 المطورة لنظام السيسي، وهي كذلك تقوم بدفع ثمن الصواريخ المصنعة في مصر والتي يستخدمها نظام الأسد بقصف الشعب السوري، مشيرا إلى أن الإمارات تقوم أيضا بتمويل صفقات شراء مئات الدبابات والعربات المصفحة للحشد الشيعي في العراق وباسم الجيش العراقي والتي فضحها إستيلاء ميليشيات الحشد عليها فور وصولها إلى مطار بغداد.

 

وكشف الكاتب والباحث السياسي خليل المقداد، أن الإمارات نجحت في اختراق بعض الفصائل السورية وجرها لقتال بعضها البعض لحرف مسار الثورة، وذلك من خلال سيطرتها على غرفة الموك كونها رأس الحربة في الحرب على الشعوب العربية ومنعها من النجاح في تغيير أنظمتها سلما، وهي تتحمل المسؤولية الكبرى في تأجيج الصراعات ليس فقط في سورية بل وفي ليبيا والعراق واليمن ومصر وتونس، مشيرا إلى أن تركيا لم تسلم من التدخل الإماراتي في شؤونها من خلال دعمها جماعة فتح الله غولن وتمويلها للانقلاب الفاشل على حكومة إردوغان.

 

وحول أهداف أبو ظبي من ذلك ولماذا لم تتمكن القيادة السعودية من ثنيها عن ذلك، شدّد المقداد على أنه لا يوجد فائدة فعلية في انخراط الإمارات في الحرب على شعوبنا وتبديدها لثروات الشعب الإماراتي، لأن نظام أبو ظبي مع الأسف هو رأس حربة النظام الدولي على شعوبنا، فهي من يتولى قيادة عملية الثورات المضادة، فالغرب يدير الصراع مع أمتنا من الخلف ويوجه بعض الأنظمة لتولي القيادة، والسعودية هي الحاضر الغائب في هذا الصراع الذي يديره محمد ابن زايد، الذي يلعب على كافة التناقضات ويحاول تسخيرها لخدمة هدفه من خلال أذرعه في المنطقة ومن ضمنها السعودية نفسها، إذ وبعد وصول الملك سلمان إلى سدة الحكم، قام بتفكيك شبكة محمد ابن زايد في البلاط الملكي، لكن ابن زايد استطاع احتواء محمد ابن سلمان مستغلا طموحاته في خلافة والده على العرش وهذا الأمر قد يجر المملكة لصراع لا يحمد عقباه.

 

وفي ختام حديثه مع “وطن”، لم يستبعد خليل المقداد أن تنقلب نيران الثورة السورية مستقبلا على الإمارات، قائلا “فعليا لا يوجد هناك خشية من ثورة في الإمارات التي يحكمها نظام أبو ظبي بالحديد والنار مستعينا بمنظمات شبه عسكرية كبلاك ووتر وعناصر أجنبية  كنيبال وكولومبيا، شخصيا أنا مؤمن بعدالة الله التي لا تقبل الظلم لذلك فإن ابن زايد الذي قتل اثنين من إخوته غير الأشقاء أحمد ومنصور وسمم خليفه وحجر عليه، سيشرب من نفس الكأس حتى وإن نجح في مراقبة أبناء الإمارات فردا فردا من خلال شبكات التجسس التي يزرعها في الدولة والمنطقة.”

 

 

يشار إلى أن تقارير إعلامية غربية، كانت قد تحدثت في شهر أكتوبر 2015، عن أن موسكو جندت متطوعين من القوزاق للانضمام إلى مليشيات روسية من أجل القتال في سوريا برعاية وتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة وموافقة الأردن ومصر.

 

وجاء التحرك الروسي ضمن اتفاق موسكو السري الذي وافق عليه 3 من قادة العرب وهم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وملك الأردن عبدالله الثاني وعبدالفتاح السيسي الرئيس المصري، والاتفاق يدعو إلى التدخل العسكري لروسيا من أجل انقاذ نظام الأسد ومحاربة الجماعات الإسلامية المقاتلة في سوريا.

 

وفي الجانب الاقتصادي تمثل الإمارات مكانا آمناً لتهريب أموال شخصيات النظام السوري، فبعد العقوبات التي فرضت على الشركات الروسية تم تهريب 22 مليار دولار من موسكو إلى أبو ظبي للإفلات من هذه العقوبات، كما تشير المصادر إلى أن رامي مخلوف رجل الأعمال السوري وابن خالة بشار الأسد له حسابات بمئات ملايين الدولارات في مصارف الإمارات.

 

وفي الجانب الإستخباري وبحسب مصادر في الجيش السوري الحر، فقد قامت الإمارات بتزويد عناصر في الجيش السوري الحر بأجهزة اتصالات، ثم زودت نظام بشار الأسد بشيفراتها مما أدى إلى مقتل عدد كبير من مقاتلي وقيادات الجيش الحر ممن استعمل هذه الأجهزة.

 

هذا وزودت الإمارات النظام السوري بوقود للطائرات الحربية، حيث نشرت عدد من وكالات الأنباء أخبارا مفادها أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركة إماراتية، متورطة في إمداد نظام بشار الأسد بمنتجات نفطية إلى الحكومة السورية، لاستخدامها في تزويد الطائرات العسكرية بالوقود لقمع الثورة السورية.

 

وقال بيان صدر عن وزارة الخزانة الأمريكية، إن شركة “بانجيتس” ومقرها إمارة “الشارقة” بدولة الإمارات العربية المتحدة، قامت بتوريد منتجات نفطية لسوريا منها وقود طيران منذ عام 2012 وحتى أبريل من العام الجاري (2014)، مشيرا إلى أنه من المرجح أن تلك المنتجات استخدمت في أغراض عسكرية.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment