“بَشِعْ وشنيع والساكت عنه شيطان أخرس” .. الداعية الكويتي حامد العلي يُصدر فتوى “الحصار الجائر على قطر”

أصدر الداعية الكويتي حامد العلي فتوى شرعية بشأن “الحصار الجائر على قطر” بعد أن أعلنت كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين المغادرة، وأغلقت المجالات الجوية والمنافذ البرية والبحرية مع الدوحة.

 

وشدد العلي على “تحريم هذا الحصار البشع الشنيع على أهل قطر، وأنّ الساكت شيطان أخرس” داعيا إلى “تمزيق وثيقة الحصار على قطر”.

 

وفي ما يلي نص الفتوى:

بيان الشيخ حامد بن عبد الله العلي الداعية الكويتي في حكم الشريعة في الحصار الجائر على قطـر

الحمد لله الآمـر بالبر والتقوى والعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، الناهي عن الإثم والبغي والعدوان، كتب على الناس القسط ونهاهم عن الجور، وفرض الإصلاح ونهى عن الفساد، وأوجـب صلة الرحم ونهى عن قطيعتها، قال الحق سبحانه “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”.

وقال جلّ من قائل “فَهَـلْ عَسَيْتُمْ إنْ تولّيتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطّعُوا أَرْحامَكُمْ”، وقال الحق سبحانه “ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنّه آثمٌ قلبه”، وقال عزّ وجل في وجـوب بيان العلم “لتبينّنه للناس ولا تكتمونه”.

وقال عزّ من قائل “إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون”.

ومعلوم ما ورد من الزجر عن كتم العلم في سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن كاتمه يُلجم يوم القيامة بلجام من نار أعاذنا الله وإياكم منها.

والصلاة السلام على نبيّنا الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

فقد عُلم من دلائل الشريعة المطهرة، وهو من قطعيات الدين، ومن أصول ملّة المسلمين، التي لا يختلف عليها العلماء، ولا تخفى على عامتهم، فضلا عن خاصتهم، تحريم كلّ صور البغي والعدوان، ومنها حصار المسلم لأخيه، وإلحاق الضرر به، وإيصال الأذى إليه، وفي الحديث “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.

فكيف يكون حكم الشريعة إذاً في حصارِ شعب بأكمله، وإلحاق الضرر بمئات الآلاف من المسلمين، وما يترتب على ذلك من فساد عام يحدث في مصالحهم، ومعايشهم، وقطيعةٍ لأرحامهم، بمنعهم من صلتها بحجزهم في بلادهم بقطع الطريق عليهم، وما ينتج مـن ذلك من اضطراب كبير في مناحي الحياة يضـرُّ العموم من أهل الإسلام.

كما أنّـه لا يخفى على أحـد أنه يجب على أهل العلم البيان الواضح في تحريم هذا الحصار البشع الشنيع على أهل قطر، وأنّ الساكت شيطان أخرس، تشمله النصوص الزاجرة عن الصمت عن الحق حيث يجب بيانه.

وأما ما يقال مـن أنّ عقوبة هذا الحصار الجائر جاءت بسبب تآمر قطر مع عدوّ الأمة النظام الإيراني !! فقد علم من الشريعة المطهّرة أنّ الدعاوى لا تقبل ما لم يُقـم عليها المدّعون البيّنات، حتى لو كانت الدعوى في عود أراك، فكيف -ليت شعري- يُكتفى بدعوى مجرّدة في تهمة الخيانة العظمى للأمـة، يُكتفى بهـا ذريعـةَ لإيقاع مثل هذا الحصار العام رغم كلّ ما يشتمل عليه من أضرارٍ بالغـة الخطورة على أمّة من المسلمين، كما أسلفنا.

هذا مع أنّ الشعوب ليست معنيّة بالأمر أصلا، فحتى لو ثبتت البيّنات على خيانة، فليعاقب الخائن، لا شعـبٌ بأسره، ألا إنّ هـذا -والذي بعث محمداً عليه الصلاة والسلام بالحقّ- لا تقـره شريعة الله، ولا العقول السويّة، ولا الفطر السليمة في أيّ أمة من الأمم، فكيف بأمة الإسلام ذات الحضارة العادلة والقيم السامية؟!.

هذا .. مع أن الذي نراه عيانا بيانا، وعليه الدلائل الكثيرة، والبيّنات القاطعة أنّ قناة الجزيرة التي تُبثّ من قطر تدافع عن أهل السنة في العراق وسوريا ولبنان، وغيرها، وتذبّ عن أعراضهم ، ودمائهم، وأموالهم، وتتبنى قضايا الأمة الإسلامية، وشعوبها المضطهدة في كل مكان، بما لا تفعله بنفس قوة التأثيـر أيُّ قناة فضائية أخرى، ولم نشهد منها قط أنها تبنّت قضايا إيرانية، ومعلوم أنّ وراء هذه الفضائية المتميّزة إرادة سياسية من الدولة الحاضنة لقناة الجزيرة.

وختاما ندعو العلماء والعقلاء وقادة الرأي وأهل الغيرة على أمتهم، إلى تمزيق هذه الوثيقة وثيقة الحصار على قطر -كما سعـى الشرفاء من قريش وهم على جاهليتهم لتمزيـق وثيقة حصار بني هاشم- وذلك ببيان الحقّ وإظهاره والسعي بالسبل المتاحة لإنهاء الحصـار، لإنقاذ أهل قطر مما سيلمّ بهم من المصاب الجلل، وكذا الأمة مما سيصيبها من مزيد الفرقة والوهن أمام أعدائها.

ونسأل الله أن يجمع الأمة على البر والتقوى، وأن يوحّد صفوفها في مواجهة عدوّها، وأن يزيل ما بينها من أسباب الفرقـة والشقاق وفساد ذات البين، وأن يعيد لها مجدها، وعزّها، أمّـة موحّـدة تحت ظلّ شريعتها العليّة المطهّرة.

اللهم إني قد بلّغت اللهم فاشهد، اللهم هذا البيان، وعليك البلاغ، اللهم إني أعوذ بك أن أضلّ أو أُضلّ، أو أزلّ أو أُزلّ، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل عليّ، حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصيـر.

حامد بن عبد الله العلي

10 رمضان 1438هـ الموافق 5 يونيو 2017 م.

‫2 تعليقات

  1. حامد بن عبد الله العلي حياك الله وأحياك -بموقفك الشرعي هذا-وجعل الجنة متقلبك ومثواك؟!،هكذا لاتزال طائفة من أمة النبي (ص) للدين محافظين ،على الحق ثابتين،لا يخافون في الله لومة لائم،إنَها أفضل الجهاد؟!،كلمة حق عند سلاطين الجائرة؟!،فكيف بالمفتيين خانسين صموا آذانهم وأخرسوا ألسنتهم فحق عليهم قول ربَهم:(صم بكم عمي فهم لا يرجعون)؟!،أين هم من معاني الجوار في الإسلام؟!،كيف لا وهم يعرفون أنَ جبريل ظلَ يوصي بالجار حتى ظنَ النبي انَه سيورثه؟!،فهل من معاني حسن الجوار أن تبيتوا أنتم يامفتيين في أمان وسلام وطمأنينة في بيوتكم بينما إخوتكم في قطر من القطرين والمقيمين قد سلَط عليهم الحصار المطبق محولين أياهم والبلد إلى سجن كبير؟!،أين أنتم من قوله(ص) ليس منا من بات شبعان-أو في آمان -وجاره جوعان-أو في هلع وخوف واضطراب-؟!،أوليس الحصار من مراميه التجويع؟!،أوليس التهديد من مراميه الترويع؟!،أين أنتم من نفي النبي (ص) من انتساب له كل من روَع مؤمنا؟!،لقد سبق وان قلنا في أحد تعاليقنا ما قاله حامد بن عبد الله العلي مشكورا من أن على من بقي في نفسه أثر من أخلاق العرب الأقحاح-حتى لا نقول الإسلام- أن يعمدوا إلى كسر الحصار على إخوتهم؟!،مثلما فعل سادة بني هاشم لما أعلنوا عدم اعترافهم بالحصار وبالتالي خرقهم له في وضح النهار كون الكيل قد طفح؟!،وبالفعل فقد طفح الكيل بما دبر لقطر بليل؟!،وطفح الكيل بصمت العلماء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمت القبور لولا هذا القول الفصل من حامد بن عبد الله العلي وثلة من العلماء الذين لايثنيهم شيء عن قول الحق كائنا ماكان؟!،لقد ظنناهم بأنَهم وعوا الدرس العراقي الذي حوصر ل13 سنين دأبا؟!،ثم ماذا كانت النتيجة؟!،كانت النتيجة أن سلَم مكبلا على طبق من ذهب لإيران-حسب تعبير الوزير السعودي سعود الفيصل رحمه الله-؟!،أليسوا بإجرائهم هذا يريدون للتاريخ أن يعيد نفسه مع قطر؟!،فكيف تلام قطر لو ارتمت في الحضن الإيراني مدفوعة من ولاة أموركم دفعا؟!،أو لستم أنتم من علمتمونا بأن القرآن يقول:(فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلاإثم عليه)؟!،ومادام أنَ المضطر لا إثم عليه فعلى من يقع الإثم؟!،أكيد انَه سيقع على من جعل أخاه في موقف الإضطرار؟!،أوليس موقف الإضطرار هو الذي دفع بأمير الكويت جابر أحمد الصباح -رحمه الله-بأن يصرح بأنَه مستعد للتعاون مع الشيطان -معاذ الله- من أجل تحرير بلاده من قبضة صدام يومئذ؟!،لقد سبق منذ أيام أن ذكَرنا أحد السعوديين بتعامل الرسول(ص) مع جاره اليهودي حيث كان يزوره ويسأل عنه بالرغم من انَه كان يؤذيه ببوائقه واضعا أياها عند باب بيته؟!،أو ليس معاملة الجار لجاره المسلم بالصفح أولى ؟!،هذا إن كان هناك ما يؤاخذ عليه الجار ؟!،ففي هذه الحالة استحضار قوله تعالى:(واصفح الصفح الجميل) أقوم عند الله وعند السعاة بالصلح(والصلح خير)؟!،فكيف والحال أنَ الجار لم يؤذ أحدا ؟!،أوليس الاعتداء والتجني عليه تجاوز لا يرضاه الله؟!،بل الحق أن هذا الجار كثيرا ما سعى بالخير في قطر الخيرية مقدما المأكل والملبس والمأوى للاجئين السورين؟!،وقبلها للغزويين وإلى الآن؟!،فضلا عن أنَ قناة الجزيرة العاملة في قطر لم تذر قضية عادلة إلا و أبرزتها؟!،ولم تذر مظلومية واحدة إلاَ و شهرت بها ؟!،يشهد بذلك في الأقاصي مسلمو بورما ؟!،والمستضعفون من الروهينغا في مينمار ؟!،فضلا عن تغطيتها للمجازر المتعددة في حواضر وبوادي العراق وسوريا وغيرها؟!،في وقت غرق الكثير من إعلام المقاطعين في حفلات هشك بشك ؟!،وحصص الميوعة و الرقص كحصة أراب إيدول وذا فويس وغيرها من حصص الإبتذال؟!،إنها الصدمة؟!،ليس صدمة المقاطعة والحصار فتلك أهون؟!،ولكن صدمة رؤية من يتصدرون منابر العلم الشرعي والخطابة قد نأوا بأنفسهم عن الصدع بالحق وهم يرون بوادر سفك الدماء قد لاحت؟!،بل وشرع في قرع طبول الحرب لها؟!،فما لهم لا يتكلمون والرسول قد أوصى أن:(لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)؟!،فأين هم من تبيان الحق؟!،أوليس الحصار بمثابة خطوة اولى نحو إزهاق أرواح الأطفال الرضع؟!،والشيوخ الركع؟!،والحيوانات الرتع؟!،أليس حري بهم أن يذكروا المقاطعين الساعين في تضييق الخناق بالحصار برا وجوا وبحرا بأنَ امرأة دخلت النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تاكل من خشاش الأرض؟!،فكيف بهم يحبسون شعبا بأكمله بتبييت نية الإضرار المميت؟!،وكيف بهم يسكتون عن منع أحد المحاصرين امرأة من أن تصحب رضيعتها لما همت بالمغادرة بحجة أنَها قطرية؟!،أليس من مسؤليتكم تذكيرهم بأنَ هذا من فعل السحرة الذين يبغون التفريق بين المرء وزوجه؟!،وهاهم الآن طوروا سحرهم فأصبحوا يفرَقون بين الأم ورضيعتها في جريمة وأد حقيقية؟!،ألم يكن بوسعكم تذكيرهم بأنَ حد الساحر في الإسلام -العبرة بالنتيجة لا بالفعل-ضربة سيف؟!،وأنَ وأد البنت الرضيعة المبعدة عن أمَها غصبا عن قصد
    أو عن غير قصد مدعاة للاستنكار ؟!،أليس بإمكانكم تذكيرهم بالآية:(وإذا المؤودة سئلت بأيَ ذنب قتلت)؟!،ذنبها أنَها قطرية؟!،فأين انتم عندها من قول نبيَكم :(لا فرق بين عربي وأعجمي و لا بين أبيض وأسود إلا بالتقوى)؟!،فمالكم للعلم كاتمون؟!،وللحكام مساندون وموقعون لهم صكوك الطاعة والولاء على بياض وإن أتوا شيئا إدا!؟،ألا تخشون يوما تسألون فيه عن علمكم الذي لم ينفع ؟!،وعن قلوبكم التي لا تلين لمآسي البلاد والعباد؟ظ،وعيونكم المستنكفة عن حراسة الحق في سبيل الله؟ظ،لقد خيَبتم رجاءنا فيكم لولا هذه الثلة الأمة من الرجال؟ظ،رجال صدقوا الله على ما عاهدوا عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى