السعودية وقطر قلب الإسلام النابض ودم العروبة الدافق وليذهب المرجفون إلى الجحيم
يخبرنا التاريخ ، كما يؤكد التطور الاجتماعي للأمة العربية على مدى تاريخها بعد أن عمها الإسلام بحقيقتين :
الحقيقة الأولى تعدد بؤر التجانس الاجتماعي والفكري وتشرذم الدول العربية فيما يشبه الكتل أو المنظومات الجزئية ، فظهرت مجموعة الخليج وكانت الأكثر تجانساً ،وظهرت مجموعة المغرب العربي وكانت التالية بعد الخليج في التجانس ، ثم مجموعة الشام والعراق والأردن ، ومجموعة مصر والسودان .
والحقيقة الثانية أن مجموعة دول الخليج العربي كانت هي الأكثر تجانساً وتماسكاً وتكتلاً في تلك البؤر ، وقد انتابت تلك المجموعة العديد من الخلافات والاختلافات ،ولكن جميعها كانت سياسية وسطحية وهامشية ، ولم تمس التكوين الاجتماعي والفكري والثقافي لشعوب ومجتمعات تلك المجموعة ، وكانت دائماً تذهب أدراج الرياح وتعود المجموعة أكثر تماسكاً وأكثر إصراراً على الصمود والمضي قدماً نحو الهدف وهو الاستمرار وتخطي الأزمات وتحقيق أهداف شعوبها في حياة أفضل .
وربما نستشرف قوة وفجائية الأزمة التي تمر بها مجموعة الدول الخليجية ، وذلك للانفتاح والسيولة في العلاقات الدولية والمجتمعية التي سببتها الثورات العربية وما نجم عنها من تداعيات مرعبة جلّت الكثير من الحقائق .
ولعل أهم تلك الحقائق هو المكاشفة في المواقف والسلوكات ، والذهاب إلى أبعد تلك المواقف والسلوكات ، حتى تدبير وإدارة الصراعات العسكرية ، وتدمير بنية المجتمعات العربية المادية والفكرية ، من أجل المرور بتلك المرحلة والانتصار فيها ، أو الحفاظ على الأوضاع ، وتخطي المرحلة الحرجة من تاريخ العرب وجيرانهم دون خسائر تؤثر على الوضع السياسي للفواعل وهي النظم السياسية التي تراهن على سلامة موقفها سياسياً وأيديولوجياً وأخلاقياً ، وهذا يؤكد على سياسية الأزمة ، والسياسة متقلبة دوماً وسطحية باستمرار .
فمن كان يتصور كل ما حدث بين العرب وبعضهم وبينهم وبين جيرانهم مثل إيران وتركيا وإثيوبيا ، وتدخل سافر من قوى إقليمية وعالمية في حروب على أرض عربية وإزالة نظم بتدميرها بشكل وبأسلوب لم يكن أحد يمكن أن يتصوره ! وتدمير دول وإنهاء وجودها وهيبتها ، وتبقى إسرائيل هي الرابح الوحيد في المنطقة !!
لقد جاءت أزمة العلاقات الخليجية على مستوى الحدث الذي اجتاح المنطقة ، وستكون تلك الأزمة اختباراً لقوة وتماسك النظم الاجتماعية والأخلاقية والفكرية وحتى السياسية والاقتصادية في الخليج العربي ، وتؤكد التجارب التاريخية على أن المجتمعات الخليجية ستمر بهذه الأزمة بالرغم من قوتها وعنفها .
إن أقطاب الأزمة الخليجية السعودية وقطر لا يمكن إغفال دور كل منهما أو التقليل منه في كافة شئون العالمين العربي والإسلامي ، فهما قلب الإسلام النابض ودم العروبة الدافق ، كما لا يمكن لأي منهما أن يستغني عن الآخر ، ولو تعرض أي منهما لسوء لا قدر الله سيكون الآخر هو أول من يبادر إلى دفع السوء بكافة السبل والوسائل .
ولا يستغرب أحد من تهويننا من الأزمة ، ومن يقيننا من تلاقي وعناق الأشقاء في القريب العاجل ، والسبب وراء هذا اليقين هو أن الأزمة إعلامية وسياسية ومفتعلة وليست نابعة من الشعبين العربيين المسلمين الأصيلين الشعب السعودي والشعب القطري اللذين لا يمكن أن يفترقا .
وأقول للمرجفين من الإعلاميين والأطراف الثالثة التي تحاول صب الزيت على النار ثم النفخ فيها حتى تستعر ، هذه ليست شيم المسلمين العرب الأخوة الأشقاء فالخالق يقول “إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” (الحجرات 10) ، فالإصلاح أمر من الخالق العظيم بين الأخوة ، والتقوى مطلوبة حتى يرتدع المرجفون ، والرحمة ستتغشى المصلح التقي ، فأين المصلحون الأتقياء ؟! فيا شعبي السعودية وقطر لا تفترقوا فتشمتوا الأعداء !!