نشر موقع “جلوبال ريسيرش” الكندي تقريرا كشف فيه بعض أسرار رسائل البريد الإلكتروني الخاص بوزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي لم يحالفها الحظ مؤخرا للوصول إلى البيت الابيض, مشيراً إلى أن فرنسا وحلفاؤها “بينما” كانوا يتخذون قرارا في مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يفرض حظر جوي في ليبيا، بدعوى اهتمامها الأساسي بحماية المدنيين الليبيين، كان أحد الأسباب الحقيقية للتدخل في ليبيا وقتل القذافي هو منع ظهور الدينار الذهبي.
وأوضح الموقع الكندي في تقرير ترجمته وطن أن إحدى رسائل البريد الإلكتروني التي أصدرتها وزارة الخارجية الأمريكية في ليلة رأس السنة الجديدة عام 2012 كشفت عن وجود أدلة تشير إلى أن مؤامرة الناتو للإطاحة بالقذافي كانت تغذيها أولا الرغبة في إلغاء العملة الأفريقية المدعومة بالذهب، وثانيا احتياطيات النفط الليبية.
وأرسلت رسالة البريد الإلكتروني المعنية إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من قبل مستشارها غير الرسمي سيدني بلومنثال بعنوان “العميل الفرنسي وذهب القذافي”، وتحدد الرسالة الإلكترونية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي رئيسا للهجوم على ليبيا مع وضع خمسة أهداف محددة في الاعتبار: الحصول على النفط الليبي وضمان النفوذ الفرنسي في المنطقة وزيادة سمعة ساركوزي محليا وتأكيد القوة العسكرية الفرنسية ومنع تعاظم نفوذ القذافي.
والأكثر إثارة للدهشة هو الجزء المطول من الرسالة الذي يحدد التهديد الهائل الذي يمثله احتياطي القذافي من الذهب والفضة، والذي يقدر بنحو 143 طنا من الذهب، وقدرا مماثلا من الفضة، وهو الأمر الذي يؤثر على الفرنك الفرنسي كعملة أفريقية رئيسية.
وتثبت رسالة البريد الإلكتروني أن حلف شمال الأطلسي لديه دوافع خفية لتدمير ليبيا، موضحة أنه قد تراكم هذا الذهب لدى القذافي قبل التمرد الذي شهدته ليبيا وكان من المزمع استخدامه لتأسيس عملة عمومية أفريقية هي الدينار الليبي الذهبي. وقد صممت هذه الخطة لتزويد البلدان الأفريقية بالعملة الجديدة كبديل عن الفرنك الفرنسي.
وفقا لأشخاص مطلعين على مجريات الأمور في ليبيا، فقد اكتشف ضباط المخابرات الفرنسية هذه الخطة بعد وقت قصير من بدء التمرد في البلاد، وكان ذلك أحد العوامل التي أثرت على قرار الرئيس نيكولا ساركوزي بالتزام فرنسا بتنفيذ الهجوم على ليبيا، ووفقا لهؤلاء الأشخاص فإن خطط ساركوزي كانت مدفوعة بعدة أهداف.
وأوضح الموقع أن أبرز هذه الأهداف الرغبة في الحصول على حصة أكبر من إنتاج النفط في ليبيا، بجانب زيادة النفوذ الفرنسي في شمال أفريقيا، بالإضافة إلى تحسين وضع ساركوزي السياسي الداخلي في فرنسا، وإتاحة الفرصة للجيش الفرنسي لإعادة إثبا نفوذه في العالم، ومعالجة مخاوف مستشاري ساركوزي بشأن خطط القذافي على المدى الطويل ليحل محل فرنسا كقوة مهيمنة في أفريقيا.
وبعد أن اكتشف الفرنسيون خطط القذافي لتوسيع النفوذ عبر الدينار الذهبي، قرروا قيادة الحملة ضده، ومن المعلوم أن القذافي حذر أوروبا في وقت سابق في محادثات هاتفية مع رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير بأن سقوطه سيؤدي إلى ظهور التطرف في الغرب، وهو ما قد حدث لاحقا.