لو تكررت مغامرة صدام حسين في الكويت مع قطر لذهبت دول الخليج جميعاً إلى غير رجعة

لقد تم تدمير الوطن العربي بسبب سياسات الصبية الذين ورثوا العروش ، لنبدأ من قصي وعدي صدام حسين في العراق ، ثم بشار حافظ الأسد وأخيه في سورية ، ثم الإخوان أبناء علي عبد الله صالح في اليمن ، ثم جمال وعلاء مبارك في مصر ، ثم أبناء زايد في الإمارت ، ثم سيف الإسلام وأخوته أبناء معمر القذاقي في جماهيرية القذافي ، ثم ننتهي بمحمد بن سلمان في السعودية .

كل من ذكرناهم أعلاه أفسدوا الحياة السياسية والحياة بشكل عام في بلادهم ، وهم يعدون أنفسهم ويعدهم المعدون لوراثة الحكم . ولم يكتف هؤلاء بالإفساد وهم في طور الإعداد السياسي ، بل انتقلوا إلى التدمير للأوطان ومقدراتها وللمجتمعات وتفاعلاتها ، وهذا ما حدث في العراق وسورية واليمن ومصر وليبيا ، وتبقى الإمارات والسعودية تنتظر نفس المصير .

هذه كانت عاقبة عدم وجود دستور محترم ومؤسسات سياسية دستورية وقوى سياسية لها احترامها ورسوخها في الحياة السياسية والاجتماعية ومؤسسات مجتمع مدني لها احترامها وتأثيرها .

ومن ناحية أخرى وإكمالاً للحلقة الجهنمية التي يسير فيه الصبية مراهقو السياسة فقد لاحظنا أن البعض يتحدث عن تفكير سعودي إماراتي في ابتلاع قطر ، وما لا شك فيه أن هذه ستكون هي النهاية المرعبة لدول الخليج جميعاً ، “.. فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” (الفرقان 63) .

والقراءة الاستراتيجية تؤكد على أن السعودية بفعل الضغط العسكري عليها ستتحلل إلى ثلاث دويلات ، دويلة الشرق تحت هيمنة إيران ، ودولة الوسط تحت سيطرة الشعب العربي الثائر ، ودويلة الحجاز التي قد توكل مهمتها إلى الأردن أو إلى إدارة دولية .

وسوف تتحلل الإمارات إلى إمارات مستقلة من جديد بعد أن تسيطر إيران على ما تشاء منها ، وسوف تبتلع إيران البحرين .

وسوف تقوم أنظمة ثورية جديدة في بقية دول الخليج ، وستستعر حرب لا نهاية لها ، وسوف تنسحب أية قوات مصرية من الخليج سريعاً لقمع ثورة الشعب المصري القادمة لا محالة .

وسوف يقضم العراق ما شاء من أرض الكويت والسعودية ، وسوف يسيطر الحوثيون على اليمن مع ضم الأجزاء الجنوبية من السعودية ، وسوف يسيطر نظام بشار على سورية من جديد ويسحق أية معارضة سياسية أو مسلحة .

وبالنسبة للتدخل العسكري الإقليمي والعالمي ، فسوف تنأى أميركا والغرب بنفسيهما عن التدخل وتبديد طاقاتهم المادية والبشرية ، وكذلك ستفعل روسيا ، أما إيران فسوف تنتهز الفرصة التاريخية لتقتطع من الأراضي العربية ما تشاء فستصبح حمى مستباحاً ، وأما تركيا فستكتفي بالدفاع عن قطر وحفاظاً على قواتها فوق الجزيرة ، وستنتهز الفرصة لتدمير أية كيانات سياسية أو عسكرية كردية بشكل نهائي ، وستغنم إيران والعراق واليمن وربما الأردن الكثير ، وتتشكل خارطة جديدة للمشرق العربي الإسلامي !!

وهذه ستكون موجة التسونامي الثوري الثانية في العالم العربي ، الأولى صنعتها الشعوب وأهدرتها مضادات الثورة ، والموجة المحتملة سيصنعها صبيان ومراهقو السياسة وستستفيد منها الشعوب المقهورة !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى