بن كيران بعد أن أُقيل من الحكومة خرج يقول: “الدولة المغربية مهددة بالزوال بسبب الفساد”

حذر الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية»، قائد الائتلاف الحكومي، «عبد الإله بن كيران»، من أن تفشي الفساد في مختلف القطاعات يهدد الدولة بالزوال، معتبرا أن احتجاجات إقليم الحسيمة هي نتيجة لاستشراء الفساد، ويمكن أن يمتد إلى مناطق أخرى.

 

ومنذ عدة أشهر تشهد «منطقة الريف» (شمالي المغرب) احتجاجات متواصلة تطالب بالتنمية وفرص العمل، وتتركز تلك الاحتجاجات بصفقة خاصة في إقليم الحسيمة.

 

وقال «بن كيران»، في لقاء مع هيئة مستشاري حزب «العدالة والتنمية» الأربعاء: «الفساد يهددنا، والحاجة إلى الإصلاح أصبحت ماسة وضرورة وليست خيارا»، حسب صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.

 

وأضاف: «نحن في نظام أضحى فيه الإصلاح والفساد مختلطين ومتشابكين؛ لذا يظهر في أحيان كثيرة أن الفساد هو السائد (…) أنا لا أخشى من فشل العدالة والتنمية أو تراجعه، فهذا ليس مهما، بل الأهم هو مصير البلاد؛ لأنه إذا لم نستقم كدولة وبلد فنحن مهددون بالزوال».

 

وأوضح أن «الاستعمار دخل البلاد بسبب الفساد؛ لأنه إذا لم يكن هناك فساد، لما تمكن من الدخول».

 

وعزا «بن كيران» ركونه للصمت في المرحلة السابقة التي أعقبت إعفاءه من تشكيل الحكومة، إلى كونه فكر في إنهاء عمله السياسي، بيد أن الإلحاح الكبير الذي عبرت عنه فئة واسعة من الناس بعدم التخلي عن دوره دفعه إلى مراجعة مواقفه.

 

وقال في اللقاء ذاته إن الظروف الحالية فرضت عليه أن يكون مقلّا أو ممتنعا عن الكلام مرة واحدة بإرادة منه.

 

وشدد على أن الأمر «ليس خوفا، ولكن باعتبار أن الكلام في مراحل معينة يكون ثقيلا، وباعتبار الظرف الذي يمر منه الحزب والبلد، وأيضا باعتبار ظرف أمين عام في آخر مراحله من المسؤولية، إلا إذا وقع شيء آخر غير معروف»، في إشارة إلى إمكانية بقائه على رأس الحزب لولاية ثالثة إذا طلب منه ذلك.

 

وخلافا لتصريحات عدد من قياديي الحزب الذين يقللون من خطورة الوضع الذي يعيشه الحزب، عقب إعفاءه وتنازلات خلفه «سعد الدين العثماني» (القيادي في حزب العدالة والتنمية) إبان تشكيل الحكومة، اعترف «بن كيران» بأن الحزب «يمر بأصعب امتحان في حياته منذ أن كان حركة»؛ أي حركة دعوية.

 

ووصف ما حدث للحزب خلال الفترة الماضية من تداعيات سياسية عقب إعفائه بأنه «ابتلاء، وهو مما يقع دائما، حيث تأتي المشاكل من الخارج أحيانا، وأخرى من خلال مؤامرات».

 

وخاطب أنصار حزبه قائلا إن «مدى مناعتك وقدرتك على التجاوز هو من يحكم ما إذا كنت قابلا للحياة والإنتاج والإنجاز أم لا».

 

ودعا «بن كيران» أعضاء حزبه إلى التشبث بالإصلاح رغم صعوبته، قائلا: «بغض النظر عما إذا كنا سنتفاهم داخل الحزب عن الرئاسة أم لا، فالمؤتمر (الاجتماع السنوي للحزب) سيحسم كل شيء، ولكن إذا حافظ الحزب على هذا الأمر، سيبقى وسيستمر وسيتجاوز هذه اللحظة الصعبة، أما إذا لم يحافظ عليه فسنذهب غير مأسوف علينا، كما ذهب الذين سبقونا، الذين غير مأسوف عليهم».

 

كما دعا «بن كيران» أعضاء حزبه إلى التشبث بمرجعيتهم الإسلامية والملكية.

 

وقال في هذا الصدد إن «الملكية في المغرب ليست لعبا أو اختيارا يمكن تغييره في أي وقت، أو إعادة السؤال بشأنه، وهذه القضية يجب أن تكون واضحة ومعلنة، سواء لدى أبناء حزب العدالة والتنمية أو غيرهم مهما حدث».

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث