كشف الدكتور “حسان عباس” جوانب من آلية العمل في المؤسسات العلمية في ظل أنظمة الاستبداد وقصة منعه من التدريس في جامعة دمشق عام 1992 إثر عودته إلى سوريا بعد سنوات طويلة من دراسة طويلة في فرنسا.
وآنذاك –كما قال في منشور له على صفحته الشخصية في “فيسبوك” قدم طلبا للتدريس في كلية الآداب في جامعة دمشق.
وذات يوم كان يبحث عن نتيجة طلبه فالتقى –كما يقول- أمام باب العميد بأستاذ كان زميلاً له في باريس، وكان مسؤولاً في “حزب البعث”، وعندما أخبر عباس زميله السابق عن مسعاه نظر إليه مع ابتسامة هازئة وقال له: “نصيحة لا تتعب نفسك! لن نقبلك”.
وأضاف عباس أنه تخلى آنذاك عن العمل في الجامعة لأن عمله في المعهد الفرنسي للدراسات العربية كان قد بدأ يأخذ جلّ وقته، غير أنه عاود المحاولة عام 2001 وقدّم طلباً إلى كلية الصحافة في جامعة دمشق أيضا
وأردف “عباس” أن أسابيع مرت دون أن يتلقى أي رد وبينما كان في الجامعة ليستفسر عن الطلب، اقترب منه أحد الشبان ممن كانوا يهتمون بمحاضراته وسأله عن سبب وجوده في الجامعة، وعندما أخبره عن السبب وعده الشاب بالبحث عن الموضوع.
وتابع ان الشاب اتصل به بعد أيام وطلب منه بصوت مرتعش أن يلاقيه، وحدد الوقت والمكان، وهناك أعطاه مغلفاً أصفر اللون ورجاه أن لا ينشره ما دام هو يعمل في الجامعة، وبعد سنوات حين أصبح الشاب في بلاد الشتات قرر د. عباس أن ينشر الوثيقة الصادرة عن رئاسة جامعة دمشق بتوقيع رئيسها “هاني مرتضى” والتي حملت صفة “سرية”، وتنص الوثيقة الموجهة لعمادة كلية الآداب على عدم تكليف “حسان عباس” للتدريس في قسم الصحافة في كلية الآداب أو في أي كلية أخرى.
ويعد. “حسان عباس” من مواليد مدينة مصياف التابعة لمدينة حماة عام 1955 حصل على شهادة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة “سوربون” الثالثة عام 1992 وعاد إلى سوريا ليعمل أستاذاً في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، كما عمل لعدة سنوات أستاذا للنقد الأدبي في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، شارك في تأسيس “جمعية حقوق الإنسان في سوريا” وفي العديد من الجمعيات الأخرى المهتمة بقضايا حقوق الإنسان ومُنع بأمر من منظمة الجامعة لحزب البعث، من التعليم في الجامعات السورية بالقرار رقم 3924/م تاريخ 17 أيلول 2001، كما مُنع مراراً من مغادرة سوريا، من أعماله المطبوعة كتاب “أنا، أنت، هم”، بالمشاركة مع فريق من الباحثين والفنانين وكتاب “سورية من الجو”، بالمشاركة مع المصور “هشام زعويط” وكتاب “دليل المواطنة”، بالمشاركة مع الفنان “أحمد معلا”
منع من العمل شي بسيط امام افعالهم الاخرى بسورية او ما تبقى من ما كان يسمى بسوريا