محمد بن زايد وضع تحت تصرفهم مئات المليارات.. هؤلاء الرجال الثلاثة جندتهم الإمارات لهزيمة الربيع العربي

By Published On: 18 يوليو، 2017

شارك الموضوع:

نشر موقع ساسة بوست مقالة للكاتب محمد صلاح عبد الجواد معلقا على ما وصلت اليه ثورات الربيع العربي في “تونس وليبيا واليمن” ودور ثلاث رجال جندتهم دولة الإمارات من أجل هزيمة تلك الثورات في البلدان العربية .

 

وبدأ عبد الجواد  مقالته قائلا ” كالمعتاد تُتبع الثورات الناجحة بمجموعةٍ من التحركات التي تحاول استعادة الأوضاع والمصالح التي كانت في فترة ما قبل الثورة، وهذه التحركات سميت «الثورة المضادة» والتي تهدف إلى إبطال ما أحدثته الثورة من تغيرات في الأوضاع السياسية والديموقراطية “.

 

وأضاف عبد الجواد بإن الرجل المتحكم في كل شيء  بالإمارات هو محمد بن زايد ولي العهد الحالي ووزير الدفاع السابق الذي يمتلك نظرة عسكرية بامتياز جعلته يفكر ويعتبر كل شخص يختلف مع الإمارات العربية سياسيًا أو عسكريًا هو «عدو»، وقائمة بن زايد للأعداء تضمُّ الكثير من الطوائف بدايةً من داعش والإخوان المسلمين والنشطاء السياسيين المعارضين وإيران وبالطبع كل من ينتمي إلى ثورات الربيع العربي التي قد تهدد عرش آل زايد حال وصولها المملكة.

 

ورصد الكاتب الصحفي فى مقالته الثلاث رجال التى جندتهم الإمارات لهزيمة الربيع العربي فيما يلى :-

 

1- حفتر.. القائد العام للقوات الليبية

في أبريل الماضي استقبل محمد بن زايد الجنرال خليفة حفتر وقام بتقديمه على أنّه «القائد العام للجيش الليبي»، وهو اللقب الذي اعتاد أن يسمعه حفتر من قواته العسكرية والسياسيين والإعلام الليبي الموالي له في ليبيا، وكانت هذه الزيارة هي أول فِعل «رسمي» من دولة الإمارات يبرز فيه تأييدها لحفتر، فكلُّ شيء حدث في الماضي كان في «الظل».

 

منذ عام 2014 بعد انقلاب حفتر على حكومة المؤتمر الوطني «البرلمان المؤقت»، توالى الدعم الإماراتي لحفتر وقوّاته سواء من خلال ضخّ الأموال أو مدّ قوات حفتر بالسلاح والمساعدات العسكرية بشكلٍ مباشر، وفي أكتوبر الماضي نشر موقع «JANS » العسكري تقريرًا عن قاعدة الإمارات العسكرية السريّة في مطار الخادم الذي يقع في مدينة المرج الليبية التي تبعد 100 كم فقط عن بني غازي، وأوضح التقرير بالصور أن القاعدة العسكرية كانت متواضعة التجهيزات حتى مارس من العام الماضي ولكن في وقتٍ قصيرٍ جدًّا أصبح هناك إمداد عسكري يتضمّن طائرات مُقاتلة حديثة ومدافع مضادة للطائرات بالإضافة إلى أنه تمَّ إنشاء الكثير من المُنشآت داخل المطار، وبعد حوالي 7 أشهر وفي يونيو (الماضي أيَّدت الأمم المتحدة رواية موقع «JANS » عندما أصدرت تقريرًا توضح فيه أن دولة الإمارات انتهكت حظر التسليح الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا عام 2011، وأن الإمارات زوّدت قوات حفتر بمجموعة من الطائرات الهيلكوبتر والطائرات المقاتلة فضلًا عن أسلحة أخرى وحاملات جنود.

 

فهناك أبطال آخرون في قصة دعم محمد بن زايد لحفتر وحربه في ليبيا، مثل عارف النايض سفير ليبيا الحالي في أبوظبي وبرناردو ليون ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورجل الأعمال الليبي حسن طاطاناكي، وكلٌّ منهم يؤدي مُهمةً مختلفة أسندتها له الإمارات كي يمهِّد الطريق لحفتر في ليبيا، فعلى سبيل المثال:

 

35 ألف استرليني شهريًّا كانت كافية لشراء برناردو ليون

يمتلك برناردو ليون نجاحاتٍ كبيرة في حلّ الصراعات، وقد أرسله بان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة عام 2014 لأنه أفضل شخص يمكنه حلّ الأزمة الليبية، ولكن على ما يبدو أن برناردو ليون فضَّل الأموال الإماراتية على مهمة الأمم المتحدة، ففي عام 2015 ترك برناردو ليون ليبيا ذاهبًا إلى الإمارات كي يترأس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية لتدريب السياسيين الإماراتيين ليكون راتبه 35 ألف استرليني شهريًا بالإضافة إلى 96 ألف دولار أمريكي سنويًا بدلات للمعيشة في أبوظبي، وبعد ذلك نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنّ مجموعةً من الرسائل  الإلكترونية المُسرّبة قد تهدِّد فكرة الحديث عن السلام في ليبيا، وكان أحد أهم الرسائل هي رسالة من برناردو ليون إلى وزير الخارجية الإماراتي كان فحواها: «سأكون في العون بالسيطرة على المفاوضات طوال وجودي هنا، لكنني لا أنوي البقاء طويلًا كما تعرفون.. ويُنظر لي كشخص منحاز لمجلس النواب – في طبرق – ولذا فقد نصحت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بالعمل معكم».

 

عارف النايض.. «الرجل الذي يُلمّع صورة حفتر في الخارج»

عارف النايض أو سفير ليبيا في أبوظبي، يُعتبر الوسيط الأهمّ في تحالف قوّات حفتر ومجلس نوّاب طبرق، بالإضافة إلى لسان حفتر عند الإمارات الذي يتوسَّط له للحصول على الدعم المالي والعسكري، وقد اتسع  نطاق عمل النايض دوليَّا؛ ففي مارس الماضي استضافه عضو الكونجرس الأمريكي الجمهوري «ستيفن كينج» في اجتماعٍ سريٍّ بينهما وبعد الاجتماع مدحه كينج في تغريدةٍ خاصة على حسابه على موقع تويتر وكانت التغريدة تتضمن سؤالًا: «هل يكون عارف النايض رئيس وزراء ليبيا القادم؟». مما يشير إلى احتمالية تفكير الإدارة الأمريكية في تمهيد الطريق أمام النايض لكي يترأس الحكومة في حالة انتصار خليفة حفتر وسيطرته على أكبر مساحة من الأراضي الليبية.

 

حسن طاطاناكي رجل الأعمال المقرّب من الجميع

كان حسن طاطاناكي مقربًا جدًا من نظام العقيد معمر القذافي، وكان ينفق مئات الآلاف من الدولارات على شركات العلاقات العامة الدولية لتحسين صورة نظام القذافي في العالم وبخاصّة في الولايات المتحدة، وبعد الثورة وسقوط معمر القذافي حاول طاطاناكي أن يواكب الأحداث وأسس جمعية ليبيا الخير وخصَّصَ 20 مليون دولار أمريكي لهذه المؤسسة حتى تقوم بمساعدة اللاجئين الليبيين ومتضرري الحرب في ليبيا، وبعد صعود حفتر وتأسيس تحالف الكرامة الذي يضم كلًا من قوات حفتر وبرلمان طبرق؛ انضمّ لهما حسن طاطاناكي وأصبح متواجدًا بشكلٍ شبه دائم في أبوظبي من أجل هذا التحالف.

 

ومن أجل دعم حفتر إعلاميًا أسس طاطاناكي قناة «ليبيا أولًا» التي تتبنى أجندة معادية لكلّ من ينتمي لتيّار الإسلام السياسي وبالطبع تمدح كل من ينتمي لتحالف الكرامة أو تيار خليفة حفتر، وكانت قناة ليبيا أولاً هي إحدى الوسائل الإعلامية التي أنفقت عليها الإمارات 74.4 مليون دولار أمريكي حتى يكون هناك ظهير إعلامي قوي بجانب حفتر، والمشاريع الإعلامية الأخرى التي دعمت الإمارات تواجدها تتضمن كلًا من صحف الوسيط وبوابة أفريقيا والحدث بالإضافة إلى قنوات ليبيا 24 و ليبيا روحها الوطن و 218 التي تبث من سلطنة عُمان.

 

2- محسن مرزوق.. مرشح الإمارات في الإنتخابات الرئاسية التونسية القادمة

في مطلع يونيو الماضي صرّح الصحافي صالح عطية مدير موقع «الرأي الجديد» في إحدى الفضائيات التونسية وقال: هناك 30 ضابطًا ينتمون لجهاز المخابرات الإماراتي وصلوا إلى تونس تحت عنوان صوري «حماية السفير الإماراتي» -طبقًا لرأيه – وتابع حديثه بأن هؤلاء الضباط ما هم إلا محاولة جديدة من الإمارات العربية المتحدة لإفشال العملية الديمقراطية التونسية.

 

لو صحّت رواية صالح عطية لن تكون هذه هي الحادثة الأولى من نوعها التي تُبادر فيها الإمارات إزاء تونس، فمنذ اندلاع الثورة التونسية التي ألهبت شرارة الربيع العربي واظبت الإمارات على لعب دورها الذي اعتادت أن تلعبه ضد الثورة من عرقلة الديمقراطية من ناحية ودعم الثورات المضادة من ناحيةٍ أخرى، وكان أوّل موقف رسمي أخذته أبوظبي ضد تونس كان بعد موقف تونس من رفض عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ؛ إذ أنها أوقفت إصدار التأشيرات للمواطنين التونسيين وأوقفت مشروع شركة سما دبي الاستثماري الضخم الذي كان من المقرّر أن يبدأ في تونس عام 2013، وكما اعتدنا من الإمارات هناك دائما وجوه وشخصيات سياسية تلعب بهم ضد من يمثل الربيع العربي، وأشهر تلك الشخصيات السياسية في تونس: «محسن مرزوق».

 

ما يجعل من محسن مرزوق الرجل المُفضل للإمارات في تونس هو أنه يحاول تدمير القوى السياسية التي خرجت من رحم الثورة التونسية – على الرغم من انتمائه لها – فهو معروفٌ بمعارضته الشديدة لحركات الإسلام السياسي ومنها بالتأكيد حركة النهضة التونسية – الإخوان المسلمون في تونس – ورئيسها راشد الغنوشي الذي قد يعمد مرزوق لمنافسته على مقعد رئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة، فضلًا عن أنه ساهم في تدمير حزب نداء تونس وهو الحزب الذي ترأسه الباجي قائد السبسي رئيس تونس الحالي.

 

ففي عام 2014 تم اختيار محسن مرزوق  ليشغل منصب أمين عام حزب نداء تونس ولم يلبث سوى شهرٍ واحد في هذا المنصب حتى اختاره الباجي قائد السبسي مديرًا لحملته الرئاسية، ولكن بعد فترةٍ قصيرة جدًا نشبت خلافات حادة بينه وبين حافظ السبسي – نجل رئيس تونس – قدم مرزوق على إثرها استقالته من الحزب هو ومجموعة كبيرة من الأعضاء والقيادات ليؤسِّس بعدها بحوالي 6 أشهر حركة «مشروع تونس» التي كما تمّ الإعلان عنها تتبنى «إيديولوجية فكرية وسطية ليبرالية» معارضة لتيار الإسلام السياسي المتمثل في حركة النهضة من ناحية، وهي معارضة لحكومة السبسي الرخوة كما يصفها مرزوق دائمًا.

 

اتخذ محسن مرزوق جبهة الإمارات كثيرًا في السنوات القليلة الماضية في محاولةٍ منه لشغل مكانة السبسي عند الإمارات، فأثناء الانتخابات الرئاسية الماضية حاولت الامارات بشتّى الطرق مساعدة الباجي قائد السبسي للوصول إلى كرسيّ الرئاسة على أمل أن يحقق أجندتها في مواجهة الثورة التونسية، ولكنه أدار ظهره لهم عندما وصل إلى الحكم، مما مهد الطريق أمام محسن مرزوق لكي يصبح هو رجل الإمارات في اللعبة السياسية في تونس، ومنذ فترة نشر موقع عربي 21 وثيقة يقال إنها مسربة من مكتب السفير الإماراتي تفيد أن جبهة إنقاذ تونس «حزب مشروع تونس وحزب الاتحاد الوطني الحر» تطلب من السفير الحصول على الدعم المادي من الإمارات من أجل الوقوف في وجه تمدد حركة النهضة أو الإسلام السياسي في تونس، وإن صحت هذه الوثيقة فهذا دليل على أنّ جبهة الإنقاذ سوف تكون الجسر الذي  تقدم من  خلاله الامارات الدعم  لمحسن مرزوق.

 

بجانب ذلك، يمتلك محسن مرزوق تاريخًا يصفه البعض بـ«المشبوه»، وذلك لعدَّة أسباب أهمها أنه في العام الماضي عندما خرجت للعالم تسريبات بنما، جاء محسن مرزوق على رأس قائمة التونسيين الذين انخرطوا مع شركة «موساك فونسيكا» في بنما، إذ إن مرزوق أرسل لهم بريدًا إلكترونيًّا عام 2014 ليسألهم عن إمكانية إنشاء شركة خارج تونس دون وجود تتابعات ضريبية.

 

3- أحمد عبدالله صالح رجل الإمارات القادم لـ«تصفير» عداد اليمن

كانت جملة «تصفير العدّاد» هي إحدى الجمل التي قالها علي عبدالله صالح أثناء محاولته تهدئة موجة الربيع العربي التي مرّت باليمن عام 2011، وقال تلك الجملة في محاولة منه لإقناع الثوار أنه سوف يغير نظام الحكم في اليمن ويعيد الأمور إلى الوضع «صفر» الذي قد يرضي مطالب الثوار، ولكن قوبلت هذه الجملة بكثير من السخرية سواء من قبل الشعب اليمني الُمشارك في الثورة أو على صعيد النشطاء العرب المؤيدين للثورة اليمنية، وهي الثورة التي بالطبع لم تلقَ ترحابًا من قبل بعض دول الخليج وعلى رأسها الإمارات والمملكة العربية السعودية الدولتان اللتان مدّتا يد العون لعلي عبدالله صالح في البداية إلى أن انحرف عن رغبة السعودية والإمارات وتحالف مع الحوثيين والتي يتم دعمها بشكلٍ مباشر من إيران، عدو السعودية والإمارات اللدود؛ لتُشن بعدها حرب عاصفة الحزم بقيادة السعودية والإمارات في اليمن لمواجهة المد الحوثي – كما يدعي الحلف – الموالي لإيران.

 

في عام 2015 ,مع بدء عمليات عاصفة الحزم بشكل رسمي احتجزت الإمارات سفير اليمن أحمد علي عبدالله صالح نجل علي عبدالله صالح ووضعته هو وأسرته تحت الإقامة الجبرية حتى نهاية شهر أبريل من هذا العام، فعلى ما يبدو أن المسؤولين في الإمارات يرغبون في «تصفير العداد» وعودة آل صالح إلى الحكم ليكون المقابل التخلص من الحوثيين أو التخلص من أذرع إيران في اليمن.

 

كان أحمد عبدالله صالح يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري قبيل عزل والده من الحكم وهو أحد أكبر المناصب العسكرية في اليمن، إلى أن ترك الجيش وأصبح سفير اليمن في الإمارات قبل أن تحدد الإمارات إقامته جبريًّا حتى أعادت التفكير في أمره، وظهر تفكير الإمارات الجديد في تصريح أنور قرقاش وزير الإمارات للشؤون الخارجية إلى إحدى المواقع البريطانية والذي قال فيه: «اقترحنا على أصدقائنا في السعودية والولايات المتحدة وروسيا إتاحة الفرصة لعودة السفير اليمني السابق في الإمارات أحمد علي عبد الله صالح إلى بلاده من أجل القيام بدور أكثر فاعلية في هذا الموضوع، لأن وجوده في الإمارات لا يفيد بأي شيء».

 

وبعد تصريح أنور قرقاش أعلن شقيّ حزب المؤتمر الشعبي – الشق المؤيد لعبدالله صالح والشق المؤيد للرئيس هادي – موافقتهما على ترتيبات الإمارات، وخرجت الكثير من جماهير حزب المؤتمر الشعبي في الشوارع بمسيرات للهتاف باسم أحمد عبدالله صالح حاملين لافتات مكتوب عليها «غيرك لن نختار»، ومن المتوقع أن تدعم دولة الإمارات تحولًا في العملية السياسية اليمنية ووضع أحمد علي عبدالله صالح على قيادة حزب المؤتمر الشعبي وذلك لتحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف أهمها: تمهيد الطريق أمامه كي يعتلي أحد المناصب السياسية الكبرى في اليمن من المتوقع ان يكون المنصب رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى تكوين جبهة قوية تقف أمام حزب التجمع اليمني الذي يديره الإخوان المسلمون في اليمن، فضلًا عن هدف الإمارات – والسعودية – الأكبر وهو تثبيط قوى الحوثيين وتقليل النفوذ الإيراني في اليمن، وفي حالة نجاح خطة الإمارات سوف يضاف أحمد علي عبدالله صالح إلى فريق محمد بن زايد لقمع ثورات الربيع العربي.

 

شارك هذا الموضوع

One Comment

  1. منير 18 يوليو، 2017 at 4:21 م - Reply

    “اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ و في رواية أخرى … وفي مشرقنا قال: اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا؟ (قال الرواي) فأظنه قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان”.
    صحيح البخاري

Leave A Comment