يده لم تجف من دماء “رابعة”.. السيسي يزور النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية برواندا.. كأنه “ملاك طاهر”!
في تبجح شديد وحالة من التناقض المرضي، ظهر عبد الفتاح السيسي رئيس النظام المصري، اليوم في رواندا وهو يزور النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية هناك مستنكرا الأمر ومنددا، وتناسى السيسي أن يده لا تزال ملطخة بدماء ضحايا مجزرة “رابعة العدوية” التي وافقت ذكراها الرابعة أمس الاثنين.
وزار عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية في رواندا التي يزورها حاليا ضمن جولته الأفريقية، حيث وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري، كما تفقد متحفًا ملحقا بالنصب التذكاري يحوي توثيقاً للمذابح التي جرت في رواندا في تسعينيات القرن الماضي.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيسي وقع في سجل الزيارات، حيث أعرب عن أسفه لسقوط الضحايا الأبرياء، مؤكدًا أهمية التعايش المشترك بين مختلف أطياف البشر، وبحيث يكون التعاون والحوار والسلام هو اللغة السائدة بين مختلف شعوب العالم، معرباً عن تمنياته بألا تتكرر مثل هذه الأعمال البشعة، وأن يعم السلام جميع بقاع العالم.
ما يوضح تناقض “السيسي” الشديد وكذبه عندما صدر نفسه على أنه رجل السلام، متناسيا أنه صاحب أكبر مجزرة بشرية في التاريخ الحديث.
وتحل الذكرى الرابعة لفض قوات الأمن المصرية اعتصامي ميداني “رابعة العدوية” و”نهضة مصر”، بينما مشاهد هذا اليوم الدامية لم تغب مطلقا عن ذاكرة المصريين، رغم مرور العام تلو الآخر.
ففي 14 أغسطس/آب 2013، فضت قوات من الجيش والشرطة اعتصامي أنصار الرئيس محمد مرسي، بعد أشهر من الإطاحة به؛ ما أسقط 632 قتيلًا، بينهم 8 من رجال الشرطة، حسب “المجلس القومي لحقوق الإنسان” (شبه حكومي).
فيما تقول منظمات حقوقية محلية ودولية إن عدد القتلى تجاوز الألف بين المعتصمين، الذين كانوا يحتجون على إطاحة الجيش، حين كان الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع، في 3 يوليو/ تموز 2013، بمرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، وذلك بعد مرور عام واحد من ولايته الرئاسية.