العلاقة بين شيعة السعودية وحكامهم: خيبات متوالية وآمال مجهضة

By Published On: 16 أغسطس، 2017

شارك الموضوع:

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان في تقريرها السنوي لعام 2012 إن أبناء الطائفتين الشيعية والإسماعيلية يعانون تمييزا يصل في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد، وقد يتعرض من يفصح عن معتقداته الشيعية بشكل سري أو علني إلى الاحتجاز أو الاعتقال، وخاصة في الحرم المكي والمدينة، حسب قول المنظمة الدولية.

 

وتضيف المنظمة في تقريرها أن التمييز الرسمي ضد الشيعة يتضمن “الممارسة الدينية، والتربية، والمنظومة العدلية”، فيما يعمد المسؤولون الحكوميون إلى “إقصاء الشيعة عن بعض الوظائف العامة والرفض العلني لمذهبهم”.وهنا يطرح نفسه سؤال علاقة الشيعة مع الحكم في السعودية؟

 

ضم الأحساء والقطيف

 

احتل آل سعود الهفوف (حاضرة الأحساء) في 12 أبريل/ نيسان 1913 بسهولة بعد مقاومة ضعيفة أبدتها الحامية التركية.

 

وقد لعب موقف المجتهد الشيعي الأكبر في الأحساء الشيخ موسى بو خمسين وعدد من الوجهاء بعدم المقاومة دورا حاسما في إحراز النصر السريع لعبد العزيز آل سعود الذي عقد اتفاقا مع زعماء الشيعة ينص على “ضمان حرية الأهالي الدينية” وضمان “إعادة الأمن ونشر العدل” مقابل الولاء والانضمام إلى الكيان والحكم الجديد.

 

وعقب احتلال الهفوف أرسل عبد العزيز آل سعود مفرزة صغيرة (عشرة أشخاص) بزعامة ابن سويلم إلى القطيف للتفاوض على دخولها سلما.

 

7معلومات عن بلدة العوامية السعودية

 

وقد انقسمت المرجعية الدينية والزعامة السياسية في القطيف بين المقاومة والدعوة إلى التسليم حقنا للدماء، وحسمت المسألة نتيجة موقف الشيخ علي أبو عبد الكريم الخنيزي الذي رفض المقاومة حقنا للدماء، وهكذا فتح الأمير عبد الرحمن بن سويلم مبعوث ابن سعود القطيف سلما في 15 مايو/ أيار 1913.

 

وأصبحت واحتا الأحساء والقطيف اللتان تتسمان بالاتساع الجغرافي والثروات الكبيرة (قبل اكتشاف النفط) تشكلان قاعدة الدولة الجديدة التي كانت في طور التأسيس.

 

واضطرت الحاميتان التركيتان في الأحساء والقطيف إلى المغادرة عن طريق البحر، وقد عمل ابن سعود على التصالح والتعايش وكسب ود أهل المنطقة عن طريق اتفاقيات بعدم المساس بمعتقداتهم وتوفير الحماية والأمن لهم، بل إنه أقدم في فترة لاحقة على تعيين الشيخ علي الخنيزي قاضيا أكبر في المنطقة يتقاضى أمامه جميع السكان الشيعة والسنة على حد سواء، علما بأن ذلك يخالف ويتعارض مع النهج والمذهب الوهابي المتشدد.

 

 

ويعود أصل الشيعة في السعودية إلى وجودهم في شرق الجزيرة العربية في أواخر القرن الثالث الهجري، حيث سيطرت على المنطقة القرامطة، المنتسبون للفرقة الإسماعيلية، وكانت المنطقة تعرف قديما بالبحرين، وهي منطقة تغطي اليوم مملكة البحرين والقطيف والأحساء، وهي التي يتركز فيها الوجود الشيعي اليوم.

 

وتقدر نسبة الشيعة في المملكة العربية السعودية اليوم بحوالي 15بالمئة من العدد الإجمالي للسكان (الذي بلغ في عام 2015 نحو 31 مليون نسمة، يشكل المواطنون منهم أكثر من 20 مليونا)، ويتركزون في مناطق أخرى في المدينة، وفي الجنوب، في عسير وجيزان ونجران، وفي الغرب، في جدة ينبع. وتتنوع انتماءاتهم المذهبية ما بين الإمامية (الجعفرية)، وهو مذهب الغالبية، والإسماعيلية، والزيدية.

 

البترول

 

فى مايو/آيار 1933 وبعد ظهور البترول فى السعودية صدر المرسوم الملكي بمنح شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (أمريكية) امتياز التنقيب عن النفط في المنطقة الشرقية، وهو ما مثل بداية التحولات الجذرية في الخارطة السياسية حيث بدأ النفوذ الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة في الهيمنة على مقدرات الأوضاع في المنطقة، وكان من نتائجه الهامة على الصعيد الداخلي حدوث تغيرات اقتصادية واجتماعية هامة في المنطقة الشرقية، حيث جذبت صناعة البترول الوليدة أعدادا متزايدة من السكان المحليين ومن المناطق المختلفة في المملكة، وكان من نتائجه بدايات تشكيل اجتماعي طبقي حديث مرتبط بأهم مصادر الطاقة (البترول) في العالم.

 

وقد دشن ذلك بدايات لتشكيلات عمالية سياسية حديثة لا تستند إلى الولاءات والانتماءات التقليدية القبائلية القديمة، بل تتوجه نحو العلاقات الاجتماعية الحديثة القائمة على المصالح المشتركة بغض النظر عن الخلفيات الجهوية والقبلية والطائفية وقد جرى أول إضراب عمالي في المنطقة الشرقية عام 1944 حيث قدم العمال مطالب عمالية نقابية وجرى تشكيل أول لجنة عمالية في عام 1952 سعت إلى الاعتراف بها كممثل للعاملين في شركة ستاندر أوبل.

 

وفي أكتوبر/تشرين أول عام 1953 بدأ العمال الإضراب عن العمل الذي شارك فيه 20 ألف عامل سعودي وعربي واضطرت الحكومة لإطلاق سراح أعضاء اللجنة العمالية ووعدت شركة النفط بتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور.

 

وفي مايو/آيار 1956 اندلعت مظاهرات عمالية ضد قاعدة الظهران للقوات الأمركية، وساهم الشيعة بفعالية إلى جانب العمال السعوديين الآخرين وكانوا ضمن قيادات وفعاليات العمل والنضال النقابي السياسي حينئذ، وعقب اجتماع حاشد عقد في منتصف يونيو/حزيران 1956 في أحد مزارع القطيف حيث ألقيت الخطب والقصائد الشعبية الحماسية جرت اعتقالات واسعة في صفوف المشاركين من العمال والمثقفين وكانوا من الشيعة والسنة على حد سواء، ثم توالت التحركات العمالية المطلبية والتي بلغت ذروتها في 23 سبتمبر/ أيلول 1956 أثناء زيارة جمال عبد الناصر للسعودية.

 

وفي عام 1963 جرت اعتقالات واسعة وأذيع بيان رسمي عن اكتشاف تنظيم شيوعي يستهدف إشاعة المبادئ الهدامة والعمل على تعريض أمن الدولة للخطر، وتم إصدار أحكام قاسية بحقهم تراوحت بين 10 و15 سنة، ومثل الشيعة أغلبية عدد المحكومين منهم وقد انخرط الشيعة بفعالية منذ البداية في التنظيمات والحركات السياسية السرية التي شهدتها المملكة والتي كانت معروفة وموجودة على الصعيد العربي مثل القوميين والبعثيين والشيوعيين والناصريين.

 

وفي عام 1969 جرى اعتقال المئات من مختلف مناطق المملكة (شكل الشيعة حوالي نصفهم) بحجة اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم. وفي الواقع تبين أن كل المعتقلين من العسكريين والضباط لم يكن بينهم أحد من الشيعة.

 

وفي عام 1979 قامت الثورة الإيرانية التي أثارت مخاوف لدى الدولة السعودية، فكانت أحداث نوفمبر/تشرين ثاني عام 1979 حين وقعت صدامات عنيفة بين مواطنين شيعة وقوات الأمن أسفرت عن مقتل العشرات، واعتقال مئات، وملاحقة السياسيين الشيعة.

 

النهج الإصلاحي

 

وفي الثمانينات تمثل النشاط الشيعي في محاولات التصالح والمشاركة في الانتخابات والعمل في المجتمع المدني، والحوار مع الإصلاحيين، دون مصادمات مع السلطة الحاكمة، كما حاولوا مرارا تقديم مطالب واضحة للحفاظ على الوحدة الوطنية، ولإثبات أنهم شركاء في الوطن، وأكدوا رغبتهم في بناء مجتمع مدني يشارك في الحكم بغير احتكار أو استبداد.

 

وفي عام 1993 وعقب لقاء الملك الراحل فهد بن عبد العزيز بأربعة من قيادات الشيعة في المملكة تم إبرام صفقة مقابل وقف المعارضة الشيعية نشاطها في الخارج، والسماح بعودة المئات من المنفى، وإطلاق المعتقلين السياسيين الشيعة.

 

وفي عام 2003، قام الشيعة برفع عريضة بعنوان “شركاء في الوطن” تدعو إلى ضرورة تحقيق المواطنة الكاملة، والاعتراف بحقوق الشيعة، والمساواة مع أبناء الوطن الواحد، وإنهاء التحريض الطائفي وأشكال العنف والكراهية ضدهم.

 

وفي عام 2005، وبعد تولي الملك عبد الله السلطة، تبنى مبادرات تعمل على تهدئة الانقسامات الطائفية، وظهرت حالة من الانفتاح على الشيعة، فأنشأ جلسات الحوار الوطني التي اتخذت مبادرة الاعتراف بالتنوع الطائفي في المملكة، وشارك الشيعة في الانتخابات البلدية. لكن هذه المبادرات جاءت مخيبة للآمال إذ لم تتجاوز كونها شكليات، وهو ما أرجعه البعض لوجود أطراف في الأسرة الحاكمة، وفي المؤسسة الدينية ترفض هذا الانفتاح وتضع العقبات أمامه.

 

وتحولت حالة الإحباط واليأس من الإصلاح تدريجيا إلى حالة من الغضب، ففي عام 2009 شهدت المدينة أعمال شغب حيث اندلعت اشتباكات بين حجاج شيعة وأفراد من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة للنظام، بعدها دخلت قوات الأمن إلى الأحياء الشيعية في المدينة، وقامت بضرب السكان واعتقالهم.

 

وبعد ذلك كان الموقف الرسمي الذي أكد أن المملكة العربية السعودية تتبع مذهب أهل السنة، وعلى الشيعة في المنطقة الشرقية أن يحترموا ذلك، وهو ما أثار غضب الشيعة هناك، وانطلقت التظاهرات في القطيف والعوامية والصفوة. وأعلن حمزة الحسن، أحد منظري منظمة الثورة الإسلامية، تشكيل “حركة خلاص في الجزيرة العربية”، ومع استمرار الاشتباكات زادت شعبية رجل الدين آية الله نمر باقر النمر، وهو معروف بآرائه الرافضة للنهج التشاركي للإصلاحيين، وانتهى الأمر باعتقال النمر وعدد من أنصاره، وفرض حظر التجول في العوامية.

 

و أدت تلك الممارسات من قبل السلطات إلى زيادة الغضب الطائفي، وبدأ الاقتناع بالحل الإصلاحي يتلاشى خاصة في أوساط الشباب، ومع هبوب رياح التغيير في مصر وتونس، كان للسعودية نصيب منها، وكان الشيعة هم أصحاب هذه الاحتجاجات.

 

المصدر: BBC

 

 

شارك هذا الموضوع

4 Comments

  1. محمد 16 أغسطس، 2017 at 7:34 ص - Reply

    يا أخوانــــــي في صحيفة وطن لاتجعلوا الشيعة في السعودية فقط مطهدون أيضاً السنة يعانون نفس المعانا إن لم يكن أسوأ من ذلك في كلٍ من إيران والعراق لماذا لم تنشروا فضائع الحشد الشيعي في العراق لماذا لم تتطرقوا لما يحدث لعرب الأهواز في إيران لماذا تتحدثوا عن معاناة البلوش في إيران لماذا لم تطلعوا قرائكم وتخبروهم بأنه لا يوجد مسجد واحد لأهل السنة في طهران بينما لأقليات الشيعة في كل عواصم دول الخليج مساجد وليس مسجد ووووو .

  2. عبدالحق صداح 16 أغسطس، 2017 at 10:31 ص - Reply

    القائمة الرئيسية بحث دخول دور الشيعة في تقويض الحكم السني منذ 2013-08-04 الصراع بين الشيعة الروافض وأهل السنة صراع وجودي، وهو صراع قديم قِدم الإسلام ذاته، تولّى كِبْره ثلة من المنحرفين بقيادة رأس الفتنة عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي ادّعى الإسلام، وذهب لينشر سمومه بين المسلمين، تحت ستار التشيع، وحب آل البيت، وموالاة سيدنا علي رضي الله عنه، ثم حمل لواء النفاق بعده جماعة من المبطلين إلى أن قامت لهم دولة. الصراع بين الشيعة الروافض وأهل السنة صراع وجودي، وهو صراع قديم قِدم الإسلام ذاته، تولّى كِبْره ثلة من المنحرفين بقيادة رأس الفتنة عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي ادّعى الإسلام، وذهب لينشر سمومه بين المسلمين، تحت ستار التشيع، وحب آل البيت، وموالاة سيدنا علي رضي الله عنه، ثم حمل لواء النفاق بعده جماعة من المبطلين إلى أن قامت لهم دولة. فمنذ ظهور هذه الشخصية -السبئية- الحاقدة ولمسألة الصراع بين الإسلام والكفر طابع مختلف إلى حدٍ ما، حيث تحوّل الصراع من كونه صراع “خارجي/داخلي”، بين كفر وإيمان، إلى صراع “داخلي/داخلي”، بين نفاق وإيمان، ولهذا كثرت الاضطرابات والفتن، ودخل المسلمون في تطاحنٍ محموم بين أنفسهم، قبل أن يكون بينهم وبين أعدائهم من خارج المشهد الإسلامي. وهو صراع أشد ضراوته؛ لنفاق الطرف الآخر، وتقيته، وخداعه المستتر، فالشيعة قوم بهت تعودوا على العمل في الخفاء والظلام، ومهادنه أهل الإسلام، إلى أن يتمكنوا، فإن تمكنوا قلبوا ظهر المجن، وظهروا للمسلمين بشرِّ مظهر، وقد تكرر هذا المشهد على مرّ التاريخ مراتٍ ومرات، سنكتفي في هذا المقال بالتحليق سريعاً على عدد منها، لبيان أثر الشيعة في تقويض الحكم السني، ومحاولاتهم الدؤوبة لإسقاط دُول الخلافة الإسلامية. بادئ ذي بدء نشير إلى أن للشيعة عقيدة خبيثة تدفعهم دفعاً إلى أخذ هذا المنحى؛ وهذه العقيدة تقوم في الأساس على تكفير كل من لم يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر، وعلى هذا الأساس يرى الشيعة كفر جميع أهل السنة، وبناء على هذا الأمر أيضاً يرون أن أموال أهل السنة ودمائهم وأعراضهم حلال لهم، بل ويرون نجاستهم، وبناء عليه تحوّل خيارهم الوجودي إلى خيار مصادم لأهل السنة وساعٍ إلى تقويض ملكهم، وهدمِ دولتهم في سبيل إقامة مملكتهم المجوسية الساسانية الصفوية.

  3. عبدالحق صداح 16 أغسطس، 2017 at 10:33 ص - Reply

    دور الشيعة في تقويض الحكم السني
    منذ الصراع بين الشيعة الروافض وأهل السنة صراع وجودي، وهو صراع قديم قِدم الإسلام ذاته، تولّى كِبْره ثلة من المنحرفين بقيادة رأس الفتنة عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي ادّعى الإسلام، وذهب لينشر سمومه بين المسلمين، تحت ستار التشيع، وحب آل البيت، وموالاة سيدنا علي رضي الله عنه، ثم حمل لواء النفاق بعده جماعة من المبطلين إلى أن قامت لهم دولة. الصراع بين الشيعة الروافض وأهل السنة صراع وجودي، وهو صراع قديم قِدم الإسلام ذاته، تولّى كِبْره ثلة من المنحرفين بقيادة رأس الفتنة عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي ادّعى الإسلام، وذهب لينشر سمومه بين المسلمين، تحت ستار التشيع، وحب آل البيت، وموالاة سيدنا علي رضي الله عنه، ثم حمل لواء النفاق بعده جماعة من المبطلين إلى أن قامت لهم دولة. فمنذ ظهور هذه الشخصية -السبئية- الحاقدة ولمسألة الصراع بين الإسلام والكفر طابع مختلف إلى حدٍ ما، حيث تحوّل الصراع من كونه صراع “خارجي/داخلي”، بين كفر وإيمان، إلى صراع “داخلي/داخلي”، بين نفاق وإيمان، ولهذا كثرت الاضطرابات والفتن، ودخل المسلمون في تطاحنٍ محموم بين أنفسهم، قبل أن يكون بينهم وبين أعدائهم من خارج المشهد الإسلامي. وهو صراع أشد ضراوته؛ لنفاق الطرف الآخر، وتقيته، وخداعه المستتر، فالشيعة قوم بهت تعودوا على العمل في الخفاء والظلام، ومهادنه أهل الإسلام، إلى أن يتمكنوا، فإن تمكنوا قلبوا ظهر المجن، وظهروا للمسلمين بشرِّ مظهر، وقد تكرر هذا المشهد على مرّ التاريخ مراتٍ ومرات، سنكتفي في هذا المقال بالتحليق سريعاً على عدد منها، لبيان أثر الشيعة في تقويض الحكم السني، ومحاولاتهم الدؤوبة لإسقاط دُول الخلافة الإسلامية. بادئ ذي بدء نشير إلى أن للشيعة عقيدة خبيثة تدفعهم دفعاً إلى أخذ هذا المنحى؛ وهذه العقيدة تقوم في الأساس على تكفير كل من لم يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر، وعلى هذا الأساس يرى الشيعة كفر جميع أهل السنة، وبناء على هذا الأمر أيضاً يرون أن أموال أهل السنة ودمائهم وأعراضهم حلال لهم، بل ويرون نجاستهم، وبناء عليه تحوّل خيارهم الوجودي إلى خيار مصادم لأهل السنة وساعٍ إلى تقويض ملكهم، وهدمِ دولتهم في سبيل إقامة مملكتهم المجوسية الساسانية الصفوية.

  4. عبدالحق صداح 16 أغسطس، 2017 at 10:38 ص - Reply

    القائمة الرئيسية بحث دخول دور الشيعة في تقويض الحكم السني منذ 2013-08-04 الصراع بين الشيعة الروافض وأهل السنة صراع وجودي، وهو صراع قديم قِدم الإسلام ذاته، تولّى كِبْره ثلة من المنحرفين بقيادة رأس الفتنة عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي ادّعى الإسلام، وذهب لينشر سمومه بين المسلمين، تحت ستار التشيع، وحب آل البيت، وموالاة سيدنا علي رضي الله عنه، ثم حمل لواء النفاق بعده جماعة من المبطلين إلى أن قامت لهم دولة. الصراع بين الشيعة الروافض وأهل السنة صراع وجودي، وهو صراع قديم قِدم الإسلام ذاته، تولّى كِبْره ثلة من المنحرفين بقيادة رأس الفتنة عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي ادّعى الإسلام، وذهب لينشر سمومه بين المسلمين، تحت ستار التشيع، وحب آل البيت، وموالاة سيدنا علي رضي الله عنه، ثم حمل لواء النفاق بعده جماعة من المبطلين إلى أن قامت لهم دولة. فمنذ ظهور هذه الشخصية -السبئية- الحاقدة ولمسألة الصراع بين الإسلام والكفر طابع مختلف إلى حدٍ ما، حيث تحوّل الصراع من كونه صراع “خارجي/داخلي”، بين كفر وإيمان، إلى صراع “داخلي/داخلي”، بين نفاق وإيمان، ولهذا كثرت الاضطرابات والفتن، ودخل المسلمون في تطاحنٍ محموم بين أنفسهم، قبل أن يكون بينهم وبين أعدائهم من خارج المشهد الإسلامي. وهو صراع أشد ضراوته؛ لنفاق الطرف الآخر، وتقيته، وخداعه المستتر، فالشيعة قوم بهت تعودوا على العمل في الخفاء والظلام، ومهادنه أهل الإسلام، إلى أن يتمكنوا، فإن تمكنوا قلبوا ظهر المجن، وظهروا للمسلمين بشرِّ مظهر، وقد تكرر هذا المشهد على مرّ التاريخ مراتٍ ومرات، سنكتفي في هذا المقال بالتحليق سريعاً على عدد منها، لبيان أثر الشيعة في تقويض الحكم السني، ومحاولاتهم الدؤوبة لإسقاط دُول الخلافة الإسلامية. بادئ ذي بدء نشير إلى أن للشيعة عقيدة خبيثة تدفعهم دفعاً إلى أخذ هذا المنحى؛ وهذه العقيدة تقوم في الأساس على تكفير كل من لم يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر، وعلى هذا الأساس يرى الشيعة كفر جميع أهل السنة، وبناء على هذا الأمر أيضاً يرون أن أموال أهل السنة ودمائهم وأعراضهم حلال لهم، بل ويرون نجاستهم، وبناء عليه تحوّل خيارهم الوجودي إلى خيار مصادم لأهل السنة وساعٍ إلى تقويض ملكهم، وهدمِ دولتهم في سبيل إقامة مملكتهم المجوسية الساسانية الصفوية. يقول محدِّث الشيعة الشيخ الصدوق فيما يخص تكفير الجاحد لإمامة الأئمة: “واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا ممن بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله” (1). والجاحد للأنبياء أو لنبي منهم كافر لا شك في ذلك. ظهرت منذ اللحظات الأولى في مسيرة الدولة الإسلامية أمارات ودلالات على خيانة الشيعة لأهل السنة، وسعيهم إلى تقويض ملكهم ومملكتهم، وقد ظهر ذلك مع علي بين أبي طالب نفسه، وهو إمامهم المُكرَّم -كما يزعمون- بل رأس أئمتهم -وعليه والوا وعادوا، وعلى ولايته عقدوا مقصلة الإيمان والكفر، وأخرجوا جموع أهل السنة من الإسلام- حيث غدر به أهل العراق أكثر من مرة، وتخاذلوا عن نصرته، سيما أتباع عبد الله بن سبأ. والأمر ذاته حدث مع الحسن بن علي والحسين بن علي رضي الله عنهم، حيث أغر العراقيون الحسن بنصرتهم له، ثم تخاذلوا وغدروا، حتى أخذوا ماله وابتغوا قتله (رسالة الاعتقادات، للشيخ الصدوق: [ص:103])، والأمر ذاته حدث مع الحسين حيث تنكر الكوفيون له وخذلوه مقابل أموال ابن زياد (العالم الإسلامي في العصر الأموي، لعبد الشافي عبد اللطيف: [ص:473]). هذا عن وعود الشيعة وخياناتهم لأئمتهم، أما ما فعلوه مع مخالفيهم من المسلمين ودول الإسلام، فأدهى وأعظم؛ فكانوا يسلكون في هذا الأمر مسلك التقية حتى إذا تمكنوا انقلبوا على الدولة التي ترعاهم والحاكم الذي وثق فيهم ومكّن لهم، ومالوا إلى عدو المسلمين، سيما النصارى، وقد تكرر هذا الأمر في أكثر من مشهد وأكثر من مرحلة. يقول ابن تيمية واصفاً حال الشيعة مع أهل السنة: “وقد رآهم المسلمون بسواحل الشام وغيرها إذا اقتتل المسلمون والنصارى هواهم مع النصارى، ينصرونهم بحسب الإمكان، ويكرهون فتح مدائنهم، كما كرهوا فتح عكا وغيرها، ويختارون إدالتهم على المسلمين حتى أنهم لما انكسر عسكر المسلمين سنة غازان سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وخلت الشام من جيش المسلمين عاثوا في البلاد، وسعوا في أنواع من الفساد؛ من القتل، وأخذ الأموال، وحمل راية الصليب، وتفضيل النصارى على المسلمين، وحمل السبي والأموال والسلاح من المسلمين إلى النصارى، فهذا أمر مشهود من معاونتهم للكفار على المسلمين ومن اختيارهم لظهور الكفر وأهله على الإسلام وأهله” (منهاج السنة النبوية لابن تيمية: [6/ 374-375]). ومن أمثلة هذه الخيانات ما ذكره ابن كثير في قصة مقتل الطواشي؛ حيث ذكر أن الطواشي مؤتمن الخلافة الفاطمية في مصر قد “كتب من دار الخلافة بمصر إلى الفرنج ليقدموا إلى الديار المصرية، ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية. وأرسل الكتاب مع إنسان أمن إليه، فصادفه في بعض الطريق من أنكر حاله، فحمله إلى الملك صلاح الدين، فقرره، فأخرج الكتاب، ففهم صلاح الدين الحال، فكتمه، واستشعر الطواشي مؤتمن الدولة أن صلاح الدين قد اطّلع على الأمر، فلازم القصر مدة طويلة، خوفاً على نفسه، ثم عنَّ له في بعض الأيام أن خرج إلى الصيد، فأرسل صلاح الدين إليه من قبض عليه، وقتله، وحمل رأسه إليه” (البداية والنهاية، لابن كثير: [12/ 257-258]). فقد سعت الدولة الفاطمية إلى تقويض الحكم السني من خلال تعاونها مع الفرنجة، وحدث ذلك مع صلاح الدين الأيوبي عندما تولّى حكم مصر وأوهن الحكم الشيعي بها، وقصة الطواشي السابقة واحدة من عشرات القصص التي تحكي لنا خيانة هذه الدولة وتآمر أتباعها على الإسلام والمسلمين. ولم تختلف دولة القرامطة في منحاها التآمري عن الدولة الفاطمية بل ربما فاقت في شراستها وبغيها، ومن القصص المفجعة التي رواها المؤرخون قصة المقتلة التي أعدها القرامطة للحجيج في بيت الله الحرام، وأخْذهم للحجر الأسود. وفي ذلك يقول ابن كثير: “وفي سنة 317هـ خرج القرامطة إلى مكة في يوم التروية فقاتلوا الحجيج في رحاب مكة وشعابها، وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة، وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة والرجال تُصرَع حوله والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام؛ ولما قضى القرمطي اللعين أبو طاهر أمره، وفعل ما فعل بالحجيج؛ أمر رجلاً من رجاله بأن يقلع الحجر الأسود، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة، حتى ردوه في سنة 339هـ” (المرجع السابق: [11/ 160-161]). وعلى يد ابن العلقمي قامت أكبر مذبحة للمسلمين على مرّ التاريخ، وقد وصفها ابن تيمية بقوله: “لم يُر في الإسلامِ ملحمةٌ مثلَ ملحمةِ التركِ الكفارِ المسمين بالتترِ” (منهاج السنة، لابن تيمية: [3/38]). ففي هذه الملحمة تآمر الوزير الشيعي ابن العلقمي على الدولة العباسية، وساعد التتار على قتل المسلمين، رغبة منه في هدم الدولة الإسلامية، وإقامة دولة شيعية رافضية. حيث “كاتب التتارَ، وأطمعهم في أخذِ البلاد، وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقةَ الحال، وكشف لهم ضعف الرجال” (البداية والنهاية، لابن كثير: [13/202]). ثم حاك خطة مع ملك التتار ليمكنه من الخليفة العباسي المستعصم، وبالفعل تم له ما خطط له، وتمكن ملك التتار من خليفة المسلمين وسبعمائه آخرين من القضاة والعلماء والأمراء والأعيان، فقُتِلوا جميعاً ثم حدثت بعد ذلك الملحمة الكبرى التي راح ضحيتها غالبية أهل بغداد عدا اليهود والنصارى، ومن احتمى بهم، أو بدار ابن العلقمي الخائن. وشارك في هذه المؤامرة الشيعي الرافضي نصير الدين الطوسي، فقد كان ضمن خدم ملك التتار وأعوانه، يقول ابن كثير: “الخواجا نصير الدين الطوسي وزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية، ثم وزر لهولاكو، وكان معه في واقعة بغداد” (المرجع السابق: [13/267]). وعن عدد من قتل في هذه الغدرة يقول ابن كثير: “وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة؛ فقيل: ثمانمائة ألف، وقيل: ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فـ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة من الآية:156]، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم” (المرجع السابق: [13/202]). وفي العصر الحديث أسهم الشيعة بشكل كبير في ضياع كثير من الدول الإسلامية كأفغانستان والعراق وسوريا، وفي نشر الفتن والقلاقل في دول أخرى، وفي سبيل ذلك تعاونوا مع كل كاره للإسلام والمسلمين. ففي أفغانستان تكرر التآمر الشيعي على دولة الأفغان الفتية، وكادوا لأهل السنة هناك، حيث قام شيعة أفغانستان المتركزون في ولاية باميان وسط البلاد بالتحالف مع الروس في الغزو الأول للأراضي الأفغانية، وحالوا بين المجاهدين وبين الأهداف الأفغانية، كما قام الشيعة بالتجسس على المجاهدين لصالح الروس. ونفس الدور قاموا به حيال الغزو الأمريكي لأفغانستان، وزاد الأمر بازدياد الدعم الإيراني للشيعة الأفغان، وبفضل خيانات شيعة إيران وأتباعهم في أفغانستان، تم للأمريكان ما أرادوا من إنهاء الحكم الطالباني السني، وخلعه من الأراضي الأفغانية. وفي العراق تحالف محوري الشر: شيعة إيران، وصليبي أمريكا، ليتحول المشهد العراقي إلى مشهد عبثي تتحكم فيه القوى “الشيعية/الصليبية”، في مقابل الإقصاء التام للسنة ولكل ما هو سني، إلى غير ذلك من الإجراءات التعسفية التي أسهمت بشكل كبير في تغيير المشهد السياسي والديمغرافي للدولة العراقية. وأكد هذه الحالة التآمرية محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية حيث قال في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنوياً بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004م، قال إن بلاده: “قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق”، ومؤكدا على أنه “لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة”! ومن أكثر المشاهد التآمرية ضراوة على الدول الإسلامية ما بدأته أسرة الأسد النصيرية في سوريا منذ ما يقرب من أربعين عاماً، حيث سامت هذه الأسرة السوريين سوء العذاب، فقتلتهم، وشردتهم، وتآمرت مع الصليبيين، وطمست في أهل سوريا -وبينهم- روح السنة إلا قليلا. ومذبحة حماة 1982م أوضح شاهد على جُرم هذه الأسرة، ففيها تم محاصرة المدينة وقصفها، ما أدّى إلى سقوط ما يقرب من 40 ألف قتيل، واليوم يمارس بشار الأسد ما مارسه أبوه في السابق مع الشعب السوري، خوفاً من تحوّل قيادة هذه الدولة إلى أهل السنة من جديد، بعد هبَّة السوريين الأخيرة التي أحدثت ثورة عارمة في كل أرجاء الوطن السوري. أما آخر مخازي الشيعة وأدوارهم التآمرية فكان في أحداث الثورة المصرية وما تلاها من أحداث، ويعد ما حدث في 30 يونيو وقبله بقليل ذروة العمل التآمري الشيعي بالتعاون مع أجهزة أخرى، حيث اعترفت صفحة الشيعة المصريين على موقع التواصل “الفيس بوك” بضلوعها في عملية إسقاط الرئيس محمد مرسي، فقالت الصفحة: “كنا نحن المصريين الشيعة من أهم من دعموا وساعدوا حملة تمرد لإسقاط مرسي وإخوانه، وهذه معلومة احتفظنا بها لأنفسنا؛ لمنع أي تشويش على نجاح الحملة”. وأوضحت الصفحة أن المقر الرئيس لحملة تمرد منذ ولادتها هو مقر مركز مصر الفاطمية للدراسات وحقوق الإنسان، وقد انطلقت الحملة من داخل المركز. كانت هذه تطوافة سريعة على جملة من المخازي والخيانات التي قام بها الشيعة بهدف طمس الوجود السني وإنهائه من الوجود، وهي غيض من فيض، وقطره من بحر، فخيانات الشيعة لا يحصرها مقال، بل لا يكفيها عشرات المجلدات، وفي عصرنا الحالي لا تكاد توجد دولة سالمة من دائهم وشرهم، ففتنتهم في كل مصر وشرورهم لا تكاد بلد تخلو منه، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون} [الصف الآية:8]. ـــــــــ الهوامش: 1- (رسالة الاعتقادات، للشيخ الصدوق: [ص:103]). رمضان الغنام 1 05,462

Leave A Comment