في إشارة للثورة.. كاتب جزائري: الجزائر لن يحكمها “مرسي” ولا “السيسي”
شارك الموضوع:
قال الكاتب الصحفي الجزائري، سعد بوعقبة أن حال الجزائر السياسي والاقتصادي والمالي والمؤسساتي الحالي يشبه حالة مصر في آخر أيام مبارك.
وقال “بوعقبة” في مقال له بعنوان: ” الجزائر لن يحكمها لا مرسي ولا السيسي: وضع البلاد يشبه حالة مصر في آخر أيام مبارك”، نشرته مجلة “العصر” أن هنا لغط كثير يثار هذه الأيام حول ارتباك السلطة في ترتيب أمور الحكومة، فتكليف سلال بمشاورات تشكيل الحكومة بعد الانتخابات ثم إنهاء مهامه وتعيين تبون رئيسا للحكومة لمدة أسابيع، ثم إنهاء مهامه في ظروف مضحكة! بالإضافة إلى تعيين وزير لمدة أيام ثم إنهاء مهامه، ثم تعيينه ثانية لمدة ساعة ثم إنهاء مهامه! دون تقديم أي شروحات عما حدث ويحدث، كل ذلك يدل على أن الفوضى الحاصلة في السلطة تتعلق بصراع صامت يخص تحضير انتخابات 2019 قبل موعدها أو في موعدها، ولكن بترتيبات سابقة تقدم ضمانات لانتقال سلس وسلمي للسلطة”.
وأكد الكاتب على أن الجميع يعلم أن عهدة خامسة لبوتفليقة أصبحت شبه مستحيلة، لأن السلطة أصبحت في حاجة إلى رئيس “يركض عبر البلاد والعالم طولا وعرضا لإقناع الناس بالإجراءات التي تتخذها السلطة بفعل الأزمة الاقتصادية”، موضحا ان هذه المهمة لا يمكن أن يقوم بها أي شخص نيابة عن الرئيس، كما كان الأمر في العهدة الرابعة وفي نصف العهدة الثانية، بسبب أن الأموال التي كانت متوفرة في نهاية العهدة الثانية وبداية الرابعة، والتي جعلت من سلال وغيره رئيسا بالنيابة عن الرئيس، لم تعد موجودة، والرئيس وجهازه في الحكم لم يعد باستطاعته التحكم في الأمر.
واعتبر “بوعقبة” أن الإدارة أصبحت مفككة وولاؤها للرئيس غير مضمون، والدليل على ذلك تعيين ولاة لمدة شهر كوزراء ثم عزلهم، بالإضافة إلى أن الأحزاب السياسية الموالية أصبحت هي الأخرى عبئا على السلطة نفسها، من خلال الانتخابات التي خاضتها وحصلت على مقاطعة وصلت إلى 90%، رغم أنها ترشحت ببرنامج الرئيس، وبذلك أنهت شرعية الرئيس نفسه وليس شرعية البرلمان، مؤكدا على أن الجيش أيضا قد ضاق ذرعا بالرداءة والفساد والجهوية التي تحكم البلاد، ولم يعد باستطاعته الاختباء خلف الشرعية للمؤسسات لأجل حماية ودعم حكم وصل إلى هذه الحدود غير المقبولة.
واوضح الكاتب أن الحديث عن عهدة خامسة للرئيس معناه الحديث عن عهدة ثالثة لأخيه السعيد! لأنه عمليا، الرئيس لم يعد يحكم البلاد منذ بداية العهدة الثالثة.. وأخلاقيا، فإن الدستور يمنع حتى عهدة ثانية للسعيد، مستنكرا ذلك بالقول: “فما بالك بعهدة خامسة لأخيه ويمارسها هو مكانه وباسمه”.
ومن وجهة نظر “بوعقبة” فإن حال الجزائر الآن كحال البلاد سياسيا وماليا ومؤسساتيا يشبه حالة مصر في آخر أيام مبارك، موضحا ان جمال مبارك كان يركز على مسألة التوريث، بحجة أنه الفرصة الوحيدة لإبعاد العسكر عن الحكم، وأن جمال مبارك هو الفرصة الوحيدة للمصريين لتمدين الحكم!، وهو الامر الذي يتماشى مع ما يتحدث به الناس “أشباه السياسيين عن مسألة تمديد البوتفليقية عهدة أخرى، سواء عبر العهدة الخامسة، أو عهدة أولى لأخيه”.
واختتم الكاتب مقاله قائلا: “فالبوتفليقية لا تواجه صعوبة في التمديد بسبب رغبة المؤسسة العسكرية في استرجاع الأمانة من الرئيس، بل تواجهها صعوبات أخرى أكثر حدة من الجيش، وتتعلق بالنتائج المحصلة لحكم بوتفليقة طيلة 20 سنة كاملة.. فالاقتصاد منهار والمؤسسات الدستورية نخرها التزوير وعدم الشرعية.. والفساد في تسيير البلاد بلغ مستويات قياسية لم تعد تحتمل، ووضع البلاد الدولي والإقليمي أصبح يبعث على الضحك من الناحية السياسية والدبلوماسية.. لكن الأكيد أن الجزائر لن يحكمها لا مرسي ولا السيسي ولن تعرف ثورة فايسبوكية؟!”.
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، تم مسخ بلد المليون و نصف شهيد إلى بقرة حلوب خاصة بالجنرالات الإنقلابيين و رفاقهم من رجال المال و الأعمال و أذناب فرنسا و الأمريكان…و الشعب الجزائري المنكوب بهذه الحثالة يتجرع الويلات و المآسي و من ضمنها الحرب الأهلية الضروس في تسعينيات القرن الماضي،وزاد الطين بلة تهاوي أسعار النفط و الغاز و الذي تُشكل مداخيله 95% من إيرادات ميزانية البلاد.
و الحقيقة أن مسخرة قيادات جيش التحرير الوطني و من بعده وريثه الجيش الوطني “الشعبي”مستمرة بدون إنقطاع منذ الإنقلاب العسكري الأول على الحكومة المؤقتة الجزائرية في المنفى عام 1962 و بعده إنقلاب عام 1965 على الرئيس بن بلا بـــ”زعامة” العقيد محمد بوخروبة المدعو “هواري بومدين”.
-أصبحت الجزائر اليوم على كف عفريت … تحت حكم هذه الحثالة من الجنرالات الإنقلابيين و رفاقهم من رجال المال و الأعمال و أذناب فرنسا و الأمريكان …فلدينا ”رئيس” فاقد للشرعية الدستورية و للأهلية العقلية و الصحية و الحركية و لدينا “حكومات” و “برلمانات “و “أحزاب” كارتونية مُفبركة يتم تنصيبها و إقالتها حسب مزاج “أولي الأمر” بقصر المُرادية…و هذه كلها مؤشرات و مواصفات موجودة في دولة فاشلة أو في طريق التحول نحو دولة فاشلة.
– و اللهم لا شماتة…و لكنها الحقيقة التي يجب أن تُقال و تُكتب.