على إثر حواره مع “وطن”.. مكتب حزب التحرير بتونس يردّ على رضوان المصمودي

By Published On: 30 أغسطس، 2017

شارك الموضوع:

أجرت صحيفة “وطن يغرّد خارج السرب” حوارا مع رئيس “مركز دراسة الإسلام والديمقراطيّة” رضوان المصمودي شمل عدّة محاور، كان أهمّها محور مدى التقاء الإسلام بالديمقراطية والحديث عن موقف حزب التحرير منه.

 

وردّ المصمودي على سؤالنا في هذا الصدد مستفهما: “هل هنالك إنسان يمثل دور خليفة الله في الأرض ويحكم باسم الله؟ لا يوجد، فحتّى الرسول صلّى الله عليه وسلّم لم يعيّن من ينوبه بعد وفاته، لأن الخليفة سيأتي من المسلمين أوّلا ثمّ ثانيا هم الذين سيحاسبونه، فمن حقّ الأمّة أن تختار من يحكمها باسم الديمقراطية أو غيرها، فنحن ضدّ الإستبداد وضدّ أن ينصّب فرد نفسه بدون حقّ وبدون شرعيّة كما فعل السيسي في مصر”.

 

كما اقترح السيّد المصمودي على حزب التحرير بأن يغيّر صبغة نشاطه من العمل الحزبي إلى العمل الجمعيّاتي، معلنا أنّه يختلف جوهريّا مع مبادئ هذا الحزب وأنه ينتقده على أكثر من صعيد.

 

حزب التحرير أرسل كتبا مفصّلا إلى إدارة صحيفة “وطن” تضمّن ردّا على ما جاء به حوارنا مع السيد رضوان المصمودي على لسان سليم بن صميدة عضو لجنة الاتصالات المركزية للحزب، وهو الآتي:

 

“جاءت في حديث صحفي لرضوان المصمودي مع صحيفة “وطن” جملة من الآراء حول عدّة مسائل، منها ماهو متعلق بالخلافة والإسلام والديمقراطية وحزب التحرير، ولكن ليس المشكل في أن تختلف مع شخص ما حول فكرة أو مفهوم أو رأي سياسي، بل المشكل في الإختلاف حول حقائق ملموسة لا تحتاج الى تفسير وإنما يكفي فيها نقل الواقع بشكل مطابق، ولست هنا لأناقش المصمودي في الأفكار والمفاهيم، وحبّذا أن تتاح الفرصة للنقاش أو التناظر أو أي أمر يرغب فيه، فقط لمسنا موقفا أقل ما يقال عنه أنّه بعيد حتى عما يسمى بالأمانة العلمية، فضلا عن كوني لدي معه أنا شخصيا نقاشات في منتدياته ونقاشات خاصّة بيننا، ولكن ها نحن ندعوه الى مناظرة فكرية مفتوحة مجدّدا، ونعده بأنه إذا صحّت حجته فسنضرب برأينا عرض الحائط”.

 

وأضاف سليم بن صميدة: “لإفادة قراء صحيفتكم دون إطالة سوف نوضّح بعض النقاط المهمّة:

1/ اختيار المصمودي للفظ مركب وهو “الإسلام والديمقراطية” فيه إحساس بالنقص أمام ما أنتجه الغرب من منظومة أقر بنفسه على أنها أفضل الشرور، كما يمكن لغيرك أن يقارن الإسلام بالاشتراكية أو أن يقول الإشتراكية والديمقراطية. فأنت اخترت هذا الخليط إما تصورا بأنه عجز في الاسلام أو عجز في الديمقراطية أو تلاعب بالمصطلحات بأنّي أقول كذا وأقصد كذا.

 

ورغم مرور الكثير من الحضارات على التاريخ فإنّه لم يكن متاحا للمسلمين بأن يستندوا إلى غير الإسلام فيما هو حضارة وتشريع واعتبروا ان ذلك خطا أحمر، مثل تماما كما يرى المجتمع الغربي المساس بالديمقراطية خطّا أحمر.

 

2/ مسألة كون الخليفة يحكم باسم الله، فلا أدري أين وجدت هذا في أدبيات حزب التحرير، وللأسف فإن الكثير من نخبتنا يقومون بعملية استنساخ لما يقع في الغرب، فالصراع التاريخي بين رجال الدين والقياصرة انتهى بالحلّ الوسط عبر فصل الدين عن الحياة، وحزب التحرير ليس بالحزب الديني ولا يدعو إلى دولة دينية ولا رجال دين في الإسلام، فكل من يعتنق الاسلام هو مسلم ولا يوجد في هذا الدين من يحكم باسم الله، أو يأتي بتشريع من عنده ينسبه لله، فهنالك فقهاء يستندون الى قوانين ونصوص شرعية من الكتاب والسنة وما يشد غليهما من قياس وإجماع.

3/ السلطان في الإسلام للأمة، أي أن الأمة هي من تختار حاكمها، ومحاسبة الحاكم ليست حرية عندنا بل هي فرض وهذا أصلا دور الأحزاب، والحاكم والنواب لا يخضعون الى حصانة أي ليسوا فوق القانون مثل ما هو في النظام الديمقراطي، فمحكمة المظالم لها دور النظر في أي مظلمة يقوم بها الحاكم على أي فرد من الأمة.

 

4/أمّا مسألة الدستور والقانون فمن العبث القول بأن الناس يعيشون بدون دولة وبدون دستور وقانون، والمشكل أنكم تريدون أحزابا لا تسعى الى التغيير وتعودتم على احزاب الديكور للنظام الديمقراطي، فهل تقبل الديمقراطية من يريد تغييرها؟ علما وأننا لم نلاحظ أن الديمقراطية جاءت عبر الصندوق فكلّ الديمقراطيات جاءت على ظهر دبابة.

 

5/ أما كونك خيرت لنا جمعية عوض الحزب، فإني أستغرب كيف تمارس الجمعيات الديمقراطية، وأطالب بتوضيح عدة أمور حول هذا، ثمّ كيف تتجرأ على حزب سياسي عالمي صاحب مشروع متكامل يحمل بديلا في خصوص نظام الحكم والنظام الإجتماعي والإقتصادي وعلى مستوى أجهزة الدّولة وأعد دستورا ومعه الأسباب الموجبة .

 

6/ ندعو أخيرا السيد رضوان المصمودي وغيره بأن يكونوا في صف أمّتهم وأن بتدبروا في أمورها الفكرية خاصة مع ما قاله ابن خلدون والطاهر بن عاشور والتونسي شيخ الأزهر محمد الخضر حسين حول الخلافة، وأننا في حزب التحرير نعرض ثقافتنا على الجميع وفوق الطاولة وأننا حملنا على عاتقنا تحرير أمتنا من براثن الاستعمار وانعتاقها عن جميع قيوده، والعقد أمام الأجنبي ولسنا متكلمين باسم الاسلام ولا ندّعي أننا اكثر حرصا عليه من غيرنا، لكننا مستبشرون ببشارة نبينا: “ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment