في سابقة فريدة من نوعها، كتبت صحيفة “القدس العربي” تقريرا تحدّثت فيه عن تصريح أدلى به القيادي البارز في حركة النهضة “عبد الفتاح المورو لصحيفتنا “وطن يغرّد خارج السرب”، قال فيه إن الداعية المصري وجدي غنيم -المعروف بمواقفه المتشددة- ليس صديقا لحركة النهضة، وأنه سبق وأن تصدّى له ومنعه من دخول تونس، مشيرا إلى أنّ اللقاء الذي جمعه به خلال فترة حكم الترويكا كان في إطار المناظرة لإسكاته.
والغريب في الأمر هو أن صحيفة “القدس العربي” أكّدت أن تصريح “مورو” هذا جاء في حوار له مع صحيفة “أميريكان نيوز بيبر” غير الموجودة أصلا، أي أنّها نسجت إسما لصحيفة من وحي الخيال – ونحن هنا لا نصدّر على النوايا- وادّعت أنّ الأستاذ عبد الفتاح مورو حاورها، في محاولة منها لحرمان صحيفة “وطن” من سبق صحفي هزّ الرأي العام لما فيه من مجافاة للحقيقة ومجانبة للصواب، إذ أن المتابعين للشأن السياسي في تونس يعلمون أنّ “وجدي غنيم” لقي من مورو “القبلات المتتاليات” والترحاب اللائق، فكيف ينقلب فجأة على هذه الصّور.
وتريد صحيفة “وطن يغرّد خارج السرب” في هذا الصّدد أن تلفت انتباه متابعيها الأجلّاء إلى أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي “تستحوذ” فيها “القدس العربي” على تصريحات ضيوفها المحاوَرين وتنسبها لمواقع أخرى، كما تشير إلى أنّها نبّهت عبر كتب أرسلته لبريد هذه الصحيفة الخاص أنّ تصريحات مورو جاءت أثناء محاورة “وطن” له وليس غيرها من الصّحف الإلكترونية المزيّفة وفق “خيالها”، ومع هذا لم تحصل على ردّ أو تصحيح إلى الآن، وهو ما يدلّ على تعمّد “القدس العربي” تغييب إسم صحيفتنا من قائمة الصحّف التي تحصل على أكثر التصريحات إثارة للرأي العام.
إدارة القدس العربي تربت على يد خبير في الاحتيال الدولي، وإن كان أصبح مكشوفا الآن ويلعب الآن على جميع الحبال في مسرح خفي.