وصف مسؤول أمني في الحرس الرئاسي التونسي نشر فيديو زيارة اللواء الليبي المتمرد “خليفة حفتر”، الذي عينه مجلس نواب طبرق المنتهية ولايته “قائدا عاما للجيش الوطني الليبي”، مرفقا بقوات خاصة مدججة بالسلاح إلى تونس بـ”البروباجندا”.
وكان “حفتر” قد وصل إلى تونس الاثنين الماضي في زيارة خاطفة للقاء الرئيس الباجي قايد السبسي للبحث عن مخرج من الأزمة السياسية في ليبيا.
وأظهر فيديو نشرته “القيادة العامة للجيش الليبي” في وقت لاحق من الزيارة، على شبكة الانترنت أجزاء من رحلة الوفد الليبي انطلاقا من مطار بنغازي.
وأظهرت مقاطع من الفيديو عناصر من القوات الخاصة مسلحة برشاشات وثلاث سيارات رباعية الدفع مصفحة، وأخرى للتشويش يتم شحنها في الطائرة وقد هبطت لاحقا في مطار تونس.
كما وقف الجنود في مدرج المطار الليبي، وهم يرددون هتافات عسكرية قبل أن يصعدوا إلى الطائرة.
وقال أنيس المقعدي المسؤول بالإدارة العامة للأمن الرئاسي التونسي لإذاعة موزاييك الخاصة “الفيديو بروباجندا اعلامية موجهة إلى الداخل الليبي”.
وأضاف “المقعدي” “من الناحية البروتوكولية هناك تنسيق أمني يحصل قبل الزيارة. في زيارة الرئيس المنصف المرزوقي سابقا ورئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى ليبيا كانت هناك ايضا مرافقة أمنية”.
وزعم قائلا: “كنا على علم بعدد العناصر الامنية ونوعية أسلحتهم. كان عددهم 32 عنصرا لكنهم لم يغادروا الطائرة، ولم يرافق حفتر إلى قصر الرئاسة سوى أربع عناصر مدنية”.
https://www.facebook.com/MilitaryInformationDivision/videos/1714060198635582/
ولم يتضح سبب الرغبة من “حفتر” في إظهار هذه الاجراءات العسكرية المرافقة لزيارته إلى تونس، لكن الفيديو أثار انتقادات في تونس لدى نشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصف عماد الدايمي النائب في البرلمان وعضو العلاقات الخارجية الاجراءات المرافقة لزيارة حفتر من الجانب الليبي بـ”الاستفزازية”.
وكتب عدنان منصر القيادي بحزب حراك تونس الإرادة المعارض “هذه فضيحة حقيقية لرئاسة الجمهورية، وتجاوز للأعراف ليس له أي مبرر، وخرق لتقاليد الأمن الرئاسي”.
وأضاف منصر “لم يتم هذا حتى بمناسبة زيارة (وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة) هيلاري كلينتون لقصر قرطاج في 2013، حيث طُلب من الأمن الرئاسي تطبيق ما تعود تطبيقه، ودون أية استثناءات”.
يشار إلى أنه في عام 1979، زار الرئيس العراقي السابق صدام حسين تونس وبصحبته فرقة مسلحة، لكن الرئيس التونسي آنذاك الحبيب بورقيبة، اعترض على قبول المرافقة المسلحة الزائدة عن اللزوم، وتم تبليغ صدام عند اِستقباله في المطار أنّ أمنه وسلامته على التراب التونسي شأن الدولة التونسية التي لا تقبل وجود مظاهر مسلحة من خارج قواتها على أراضيها.