فايننشال تايمز: التحالف العربي فشل في اليمن.. يقصف أهدافا مدنية ويعزز تواجد القاعدة ولم يستطع استعادة صنعاء
شارك الموضوع:
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريرا, قالت فيه إن السعودية تحت حكم محمد بن سلمان، ولي العهد، أرادت من حربها على اليمن ردع إيران؛ بسبب محاولة توسيعها المحور الشيعي، الذي أقامته في جميع أنحاء العراق وسوريا ولبنان، بينما تبالغ الرياض في اتهام الحوثيين بدعمها.
وأضافت الصحيفة إنّ “طهران سعيدة باعتقاد المملكة أنّ نفوذها واسع».
وتتابع الصحيفة: «السعودية، بمساعدة الإمارات، فشلتا في تحقيق أيّ تقدّم على الأرض وفي إعادة نظام «عبدربه منصور هادي»؛ على الرغم من الدعم الأمريكي العرضي، ولم تستطيعا أخذ صنعاء من الحوثيين، بينما تواظبان بانتظام على قصف المستشفيات والمدارس وحفلات الزفاف والجنازات والمساجد والأسواق، إضافة إلى إعطاء القاعدة فرصة للوجود على أرضية كبرى في شبه الجزيرة العربية».
وبينما يشير البعض إلى أهمية التوجه نحو الحل السياسي، يتخذ الحوثيون من الوضع القائم فرصة للتصعيد وتحقيق مكاسب أكثر بالتوغل داخل الأراضي السعودية، وفيما تلعب الأوضاع الداخلية والأزمة الخليجية دورًا في هذا التصعيد، يساهم تعاظم الدور الإماراتي في تقوية القبضة الحوثية أكثر في اليمن، بحسب “ساسة بوست”.
الإمارات تضعف الشرعية اليمنية
ومن جهة ثانية، زعم الموقع الإخباري، نجحت الإمارات في إضعاف موقف الرئيس اليمني المعترف به دوليًّا، عبدربه منصور هادي، فأصبحت سلطته بفضل السياسة الإماراتية ضعيفة وغائبة، وتآكلت بشكل ملحوظ في هذا العام.
وحسب تقرير أعده المركز العربي واشنطن (دي سي) فإن: «حكومة هادي لا تزال تعيش تحت رحمة التحالف السعودي الإماراتي، ويقيم في الواقع في الرياض أكثر من عدن، والخوف الآن أن يخلق هذا الدور العلني صدعا مع السعودية، الأكثر قلقا بشأن وحدة اليمن وأمنه».
ويوضح التقرير أنه: «قد يؤدي دور الإمارات أيضًا إلى الانهيار التام لحكومة هادي، وهي السلطة الشرعية المعترف بها دوليًا في البلاد، وبينما تحرص الإمارات على إظهار تأييدها الكامل للمهمة السعودية في اليمن، فإن أفعالها تجاه «هادي» ودعمها القوى الانفصالية في البلاد ستؤدي إلى إضعافه وهدم شرعيته».
ويؤكد على هذا الوضع تقرير سرّي للأمم المتّحدة، نشره موقع «فورين بوليسي» الأميركي وجاء فيه أن هادي: «لا يمسك حاليًّا بزمام الأمور تمامًا في بلاده، وقد تمّ تقويض سلطاته من قبل المليشيات التي تموّلها وتديرها السعودية والإمارات، وهي الدول ذاتها التي تحارب من أجل إعادته إلى السلطة”.
يشار أن الناشطة اليمينة توكل كرمان اتهمت الإمارات والسعودية بمنع عودة الرئيس هادي إلى اليمن رغم شعارهم لتبرير التدخل في هذا البلد بإعادة الشرعية.
غسيل الادمغة، وصناعة الابواق:
__________
جان بول سارتر يحكي عن الاستعمار الفكري وصناعة الأبواق في الشرق، بالقول: (( كنا نحضر رؤساء القبائل وأولاد الأشراف والأثرياء والسادة من أفريقيا وآسيا ، ونطوف بهم بضعة أيام في أمستردام ولندن والنرويج وبلجيكا وباريس ، فتتغير ملابسهم، ويلتقطون بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة ، ويكتسبون منا طريقة جديدة في الرواح والغدو ، ويتعلمون لغاتنا وأساليب رقصنا ، وركوب عرباتنا ، وكنا ندبر لبعضهم أحياناً زيجات أوروبية، ثم نلقنهم أسلوب الحياة على أساس جديد، وطرز جديدة من الزينة، واستهلاك أوروبي جديد وغذاء أوروبي جديد، كنا نصنع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوْرَبة بلادهم، ثم نرسلهم إلى بلادهم، وأي بلاد ؟! بلاد كانت أبوابها مغلقة دائماً في وجوهنا ، لم نكن نجد منفذاً إليها، كنا بالنسبة إليها رجساً ونجساً، كنا أعداء يخافون منا … لكنا بمجرد أن أرسلنا المفكرين الذين صنعناهم إلى بلادهم ، صرنا بمجرد أن نصيح من أمستردام أو برلين أو بلجيكا أو باريس، قائلين :’ الإخاء البشري’ !!… نرى أن رجع أصواتنا يرتد إلينا من أقاصي أفريقية أو من فج من الشرق الأوسط أو الأدنى أو شمال أفريقية كما نقول ‘الإخاء البشري’ …… كانوا هناك يرددون ما نقوله هنا تماماً مثل الثقب الذي يتدفق الماء منه في الحوض، هاهي أصواتنا في أفواههم ، وهاهي تصمت أيضاً ، وحينما كنا نتكلم كنا نسمع انعكاساً صادقاً وأميناً لأصواتنا من الحناجر التي صنعناها بأيدينا، والأهم من هذا كله إننا كنا واثقين من أن هؤلاء المفكرين لا يملكون كلمة واحدة يقولونها غير ما وضعنا في أفواههم ))