“حتى لا ننسى”.. وثائقي للتلفزيون الجزائري عن “العشرية السوداء” يفجر الغضب ضد نظام بوتفليقة

أثار بث التلفزيون الحكومي في الجزائر صوراً مروعة عن مجازر ارتكبتها جماعات إرهابية خلال الأزمة الأمنية الدامية التي شهدتها البلاد في التسعينيات جدلاً كبيراً في الجزائر حول الخلفيات السياسية التي دفعت السلطة إلى السماح للتلفزيون الحكومي ببث هذه الصور في الذكرى الـ12 للمصالحة الوطنية في الجزائر.

 

وفي خضمّ ذلك، عرض الفيديو خطب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي روّج فيها لسياسة الوئام المدني عام 1999 فور انتخابه رئيسًا للبلاد ثمّ سياسة المصالحة الوطنية التي عرضها على استفتاء الجزائريين في خريف 2005، وهو ما فُهم على أنه “ترويج لإنجازات بوتفليقة واعتباره صاحب الفضل في إطفاء نار الإرهاب دون غيره من الساسة والعسكر”.

 

وانتقد أغلب المتابعين إقدام التلفزيون الحكومي على بث صور وصفت بالبشعة والقاسية “كان يفترض ألا تبث أو يتم التنبيه على الأقل من عدم مشاهدتها من قبل الأطفال وذوي القلوب الضعيفة”.

 

وندد المرشح الرئاسي لانتخابات2014، عبد العزيز بلعيد، وهو رئيس حزب جبهة المستقبل، بإقدام التلفزيون الرسمي على بثّ صور مرعبة ومشاهد صادمة من المأساة الوطنية، معتبرًا ذلك “إرهابًا إعلاميًا يُراد به ترهيب الشعب الجزائري”.

 

واستنكر عبد العزيز بلعيد الذي رفض الالتحاق بحكومات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، سعي أطراف سياسية وحكومية إلى “فتح ملف العشرية السوداء في هذا التوقيت بالذات.. وهو توقيت سابق لأوانه ولا يخدم البلاد لأن الجروح لا تزال مفتوحة، ولا يجب أن ينسى الجزائريون أن بوتفليقة كان خارج البلاد حين تم وضع قانون الرحمة الذي جاء به الرئيس السابق اليمين زروال”.

 

وقال رئيس الكتلة النيابية لحركة مجتمع السلم أكبر حزب إسلامي معارض، إن التلفزيون الحكومي نفّذ “اعتداءً على الذّوق العام، ومساسًا بالسّكينة العامة في المجتمع”، مستغلاً المشاهد المروعة في ذكرى المصالحة الوطنية لأهداف سياسية.

 

وهاجم ناصر حمدادوش في بيان له ما اعتبره “إيحاءاتٌ سلبية، بالابتزاز والمساومة والمقايضة بين الأمن والاستقرار أو القبول بالوضع الحالي والإجراءات الجديدة للأزمة والحلول الانفرادية للسلطة والتلويح بالحلول والمقاربات الأمنية، في وقت تحتاج الجزائر إلى مزيدٍ من رسائل الطمأنة”.

 

ورأى القيادي الإسلامي أن حكومة رئيس الوزراء أحمد أويحيى ودوائر صنع القرار، تعتمدان على مثل هذا السلوك الإعلامي المستفِزّ بممارسة نوعٍ من الإرهاب المعنوي، وعدم التفكير في الإصلاح أو التغيير، ووضع المواطن البسيط في مقارنةٍ ساذجةٍ بين ما كنّا فيه وما أصبحنا عليه”.

 

وعلى المستوى الشعبي، ضج موقع التدوين المصغر “تويتر” بهجوم عنيف على السلطة بعد نشرها هذا الفيديو، مؤكدين بان الغرض ممنه هو تخويف الناس.

https://twitter.com/fatooma_dz/status/914241690982080512

https://twitter.com/Mohcene40/status/914213536536059904

https://twitter.com/sptitanlite/status/914128579226734592

Exit mobile version