الترفيه فقط هو المرشح للازدهار.. “بلومبرغ”: رؤية “ابن سلمان” غير مبشرة وتكلفة فشلها ستكون باهظة

By Published On: 17 أكتوبر، 2017

شارك الموضوع:

قال موقع وكالة “بلومبرغ “المتخصصة في الأخبار الاقتصادية إن عواقب فشل عملية التحول الكبير في السعودية ستكون باهظة، وعلى عكس تجارب الماضي فإن إمكانية إنقاذ أسعار النفط للاقتصاد “المأزوم” تبدو ضئيلة.

 

ونقلت الوكالة عن تركي الرشيد -وهو رجل أعمال سعودي- قوله إن الأزمات مع قطر وفي اليمن وسوريا والعراق تعرقل التحول في السعودية وتهدد بعدم تحقيق التنمية المستدامة.

 

وقال آخرون إنَّه “في حين كانت رؤية عام 2030 ضرورية، إلا أنَّنا هرعنا واعتمدنا كثيراً على الإصلاحات السريعة بدلاً من التغيير التدريجي. وشيئاً فشيئاً، رفض بعض السعوديين الخطة بأكملها باعتبارها مشروعاً غير ناجح يعتمد بشكل مفرط على استشاريين أجانب ليس لديهم سوى القليل من المعرفة بالسياق الاجتماعي والسياسي في المملكة”.

 

وتُظهر البيانات الرسمية أنَّ الناتج المحلي غير النفطي، الذي يُعَد المحرك لخلق فرص العمل، بالكاد، قد توسَّع في الربعين الأولين من هذا العام. وقد تقلصت ميزانية قطاع البناء، بفعل تخفيضات الإنفاق العام، لمدة ستة أرباع سنة على التوالي منذ بداية عام 2016.

 

وبالنسبة للحديث عن تنويع الإيرادات، يُذكَر أنَّ تقليص عجز الميزانية لهذا العام كان مدفوعاً بدخل أعلى من صادرات النفط.

 

وأضافت أنه منذ عامين من بدء حملة الإصلاح يواجه المسؤولون السعوديون مسائل شائكة في كيفية توفير الأموال وتسريع التغيير الاجتماعي دون شل الاقتصاد والاشتباك مع المؤسسة الدينية المحافظة.

 

وأشارت بلومبرغ إلى أن الحكومة السعودية قبل أن تعلن رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة الشهر الماضي اعتقلت رجال دين ونشطاء آخرين.

 

وبحسب “بلومبرغ”، فإن القطاع الذي يبدو المرشح للازدهار، فهو صناعة الترفيه التي تسير قيادة البلاد قدماً في دعمها رغم اعتراضات المحافظين.

 

فقد أُعلن عن سلسلةٍ من المشاريع المحلية الضخمة، مثل شركةٍ بقيمة 2.7 مليار دولار للاستثمار في وسائل الترفيه المحلية، وهي خطة يُنظَر إليها على أنَّها وسيلةٌ لتعزيز انفتاح المجتمع والاحتفاظ ببعض الأموال التي تُنفَق على رحلات السعوديين إلى دبي وأماكن أخرى.

 

وأشار التقرير إلى انه في ذكرى اليوم الوطني السعودي، رقص عشرات الرجال والنساء السعوديين في شوارع الرياض على الأضواء المثيرة والموسيقى الإلكترونية الصاخبة، وهو مشهد لم يكن بالإمكان تصوُّره حتى وقتٍ قريب في مدينةٍ كانت مطاعمها تفصل “الرجال العُزَّاب” عن المجموعات المختلطة من الجنسين، أو لم تكن تسمح للنساء بالدخول على الإطلاق.

 

وعندما زار الملك سلمان روسيا، تضمَّن جزءٌ من برنامج الزيارة عرضاً استثنائياً لـ3 أفلام سعودية، كان من بينها الفائز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

 

ويرى أيمن جمال، المخرج والمصرفي السابق، البالغ من العمر 45 عاماً، أنَّ رؤية 2030 تمثل “العصر الذهبي” لصناعة السينما الناشئة، وقال: “إنَّ هذه الرؤية خلقت فرصاً ونماذج وقطاعات جديدة، لكنَّها شكَّلت أيضاً تحدياتٍ للجيل القديم، سواء فيما يتعلق بنماذج أعمالهم أو هوامش أرباحهم الكبيرة”.

 

وقال ياسر الرميان، العضو المنتدب لصندوق الاستثمارات العامة، وأحد الأشخاص الرئيسيين في دائرة السياسة الداخلية للأمير محمد بن سلمان، إنَّ هذا النوع من التفاؤل يُظهِر كيف تتزايد أعداد المؤمنين برؤية 2030 بعد المقاومة المبدئية لأفكار الأمير محمد بن سلمان. وأضاف أن الرؤية تتضمَّن 543 مبادرة ونحو 376 مؤشراً رئيسياً للأداء.

 

ونبهت الوكالة الاقتصادية إلى أن الأسرة المالكة أظهرت استعدادا ضئيلا لتحمل أعباء الإصلاح، وذكرت أن الملك سلمان اصطحب معه خلال زيارته الأخيرة لروسيا 1500 مرافق، ومصعدا ذهبيا للطائرة، وحجز فندقين فاخرين بأكملهما في العاصمة الروسية موسكو.

 

يذكر أن بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي(البنك المركزي) أظهرت قبل شهر أن الاحتياطيات الأجنبية للسعودية تراجعت في أغسطس/آب الماضي لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل/نيسان 2011.

 

كما توقع تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني صدر مؤخرا فشل “رؤية السعودية 2030” التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل السعودي.

 

وعدد التقرير أسباب هذا التوقع، ومنها صعوبة وقف اعتماد السعودية على النفط، والمشكلات التي ستواجه الاتجاه إلى بيع الممتلكات الضخمة من أجل تمويل المشاريع الاستثمارية.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment