الحقيقة الكاملة لزيارة محمد بن سلمان إلى إسرائيل

بعد أن كانت تقتصر اللقاءات السعودية الإسرائيلية على مسؤولين سابقين في السعودية مع شخصيات إسرائيلية، اتجهت في الحال هذه اللقاءات إلى زيارات رسمية بين كبار المسؤولين والقيادات السعودية والإسرائيلية، الأمر الذي يكشف مدى تقاطع المصالح بين الطرفين، ويشير إلى أن العلاقات بين الطرفين هي علاقات ضاربة في العمق.

ولا يعتبر الحديث عن لقاءات بين مسؤولين سعوديين ونظرائهم الإسرائيليين حديثا جديدًا، حيث إن رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل زار مسبقا وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون على هامش مؤتمر الأمن الذي انعقد في ميونيخ خلال فبراير الماضي، إضافة إلى زيارة جمعت ضابط الاستخبارات السعودي السابق أنور ماجد عشقي وأحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي دوري غولد في ندوة استضافها مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن في يونيو الماضي.

وفي الوقت الذي كان محمد بن نايف وليا للعهد ومحمد بن سلمان ولي ولي العهد رحل الملك سلمان إلى القاهرة في زيارة رسمية استغرقت خمسة أيام وتمّ توقيع الاتفاقية التي تضمنت نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية.

وكانت أهمية هذا الاتفاق الثنائي لتعزيز العلاقات الإسرائيلية السعودية إلى حد أن محمد بن سلمان لم يرافق والده أثناء رحلته إلى تركيا للحضور في قمة التعاون الإسلامي التي عُقدت في إسطنبول بل رحل إلى المملكة الهاشمية الأردنية نيابة عن والده وأجرى أول زيارته الرسمية مع بنيامين نتنياهو في مدينة العقبة المحاذية لمدينة إيلات في فلسطين المحتلة، وحضر اللقاء من الجانب الأردني رئيس الأركان الفريق أول ركن مشعل محمد الزبن.

ولربّما يمكننا اعتبار هذه الزيارة منعطفا ومحورا هاما في مسار العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل في جميع المجالات، حيث أدت إلى بدء إنشاء وتنفيذ مشاريع مثل إطلاق مشروع مدينة “نيوم”، وبناء جسر الملك سلمان البري، وإنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء، ومشروع نقل وإسكان اللاجئين الفلسطينيين في سيناء و.. الخ.

وفي السياق نفسه كشف أخيرا العديد من المصادر الإعلامية بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زار تل أبيب سرّاً. حيث ذكرت بعض المصادر نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس: أن “المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”. وكشفت الوكالة الفرنسية أيضاً أن الصحفي الإسرائيلي أرييل كهانا الذي يعمل في أسبوعية “ماكور ريشون” اليمينية القومية قال بتغريدة على موقع تويتر: إن محمد بن سلمان زار إسرائيل مع وفد رسمي والتقى ببعض المسؤولين.

وكذلك قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية في السابع من سبتمبر/أيلول المنصرم: “إن أميرا من البلاط الملكي السعودي زار إسرائيل سرّا، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”.

هذا وقد صرح وزير الاستخبارات السعودية الأسبق خلال خطاب ألقاه في اجتماع بعنوان قضايا الأمن في الشرق الأوسط بمدينة نيويورك الأمريكية يوم الأحد الموافق لـ 22 أكتوبر: “إننا اقتربنا كثيرا من افتتاح السفارة الإسرائيلية في الرياض فنرجو أن يتحقق هذا الأمر طيلة الأشهر القادمة”.

وفي سياق تطيبع العلاقات بين إسرائيل والسعودية كشفت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الرياض إلى تل أبيب عن كون العلاقات السعودية الاسرائيلية رسميا. وبحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في عددها الصادر يوم 25 من مايو الماضي، فإن رؤية ترامب التي نقلها للقادة العرب في الرياض تقول إن التقريب بين “إسرائيل” والدول العربية هو موضوع ضروري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى