يبدو أن الإعلام المصري الذي يربط أي جريمة أيا كانت بـ (قطر وتركيا والإخوان) لمداهنة النظام وكسب رضا رئيسه عبد الفتاح السيسي وتحاشي غضبه، قد أثر كثيرا على آراء وتوجهات الشعب المصري البسيط وخاصة الأطفال.
حيث ظهر عدد من الطلاب الثلاثاء، بمدرسة اللغات التجريبية بدمياط، وهم يقدمون عرضا تمثيليا يجسد حادث “مسجد الروضة” الإرهابي بشمال سيناء، والذي راح ضحيته أكثر من 300 مصري الجمعة الماضي، بعد استهداف المصلين أثناء شعائر صلاة الجمعة.
والغريب في الأمر هو حمل الطلاب لأعلام إيران وإسرائيل مع أعلام قطر وتركيا، في إشارة صريحة منهم إلى رؤيتهم بأن هذه الدول هي المسؤولة عن مجزرة مسجد الروضة وعن أي إرهاب يحدث في مصر.
وتدلل الحادثة على انتشار سموم الإعلام المصري التي يبثها ليل نهار، وتأثيرها على فئات كبيرة من الشعب خاصة الأجيال الناشئة.
ويهدف الإعلام التابع للنظام المصري إلى تشويه صورة معارضيه بشتى الطرق حتى لو بنشر الأكاذيب و(دفق التهم والافتراءات).
واستنكر عدد كبير من النشطاء، ما وصفوه بتشويه فطرة وأفكار تلك الأجيال الناشئة وتربيتهم على معتقدات وأفكار أشبه بالسموم القاتلة التي ستضر لا محالة بهم وبمستقبلهم.
وكانت تركيا التي يحاول الإعلام المصري تشويه صورتها وربطها بالإرهاب، من أوائل الدول التي قدمت التعازي لمصر في ضحايا الحادث الآثم، كما أعلنت تنكيس أعلامها تضامنا مع أهالي الضحايا.
وكذلك بعث أمير قطر الشيخ تميم بن آل ثاني، ببرقية رسمية إلى عبد الفتاح السيسي معزيا في ضحايا المجزرة، وذلك رغم مشاركة مصر في حلف الحصار الجائر ضد دولة قطر، وهو ما يعكس الأخلاق النبيلة والسامية لهذه الدول وقيادتها التي تقابل السيئة بالحسنة.