ضج موقع التواصل “تويتر” بموجة عارمة من الغضب والاستنكار بين المغردين السعوديين، بعد إعلان وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة عن البدء في إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالسعودية.
وعبر هاشتاغ “#السينما_في_السعودية” ندد النشطاء بسياسات النظام الحالي التي يرونها كسر للتقاليد الدينية وأصول وعادات المملكة بينما يراها “ابن سلمان” انفتاحية وتحرر.
https://twitter.com/alwathiq21/status/940245016110301185
https://twitter.com/saeiq1/status/940232766188408832
https://twitter.com/NOUR1122H/status/940219075288068096
https://twitter.com/mm7ty/status/940231024243552256
وقالت وزارة الثقافة والإعلام السعودية في بيان صحفي إن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع.
وأضافت: “سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة”، كما أكدت بأن “العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثري وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة”.
ونشر نشطاء صورا لأخبار قديمة تثبت أن الملك عبدالعزيز المؤسس
أمر بإحراق أفلام السينما وتحطيمها، وأشرف على ذلك بنفسه.
https://twitter.com/badralialotibi1/status/940244931104428033
https://twitter.com/G9AvkmddvGiCnpV/status/940241436225785856
https://twitter.com/G9AvkmddvGiCnpV/status/940241436225785856
ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز ٩٠ يوماً.
يأتي ذلك في وقت حاول فيه المنحازون للسينما في السعودية، إحياء الفن السابع في بلادهم، مستفيدين من بيئة جديدة أكثر انفتاحًا وتحولا نحو العلمانية في المملكة منذ قدوم محمد بن سلمان.
وفي العام 2009؛ ولأول مرة بعد ثلاثة عقود، استطاع السعوديون في العاصمة الرياض، ممارسة طقس الذهاب إلى السينما، وإن لم يُسمح للنساء بخوض تلك التجربة، في حين سُمِح للرجال والأطفال، بما في ذلك الفتيات حتى سن العاشرة، بالحضور، بعد الموافقة الرسمية على عرض فيلم “مناحي” في مركزٍ ثقافيٍّ تديره الحكومة.
ويعارض شيوخ الدين المحافظون، العروض السينمائية، إذ ينظرون إلى الكثير من الأنشطة الثقافية، بعين القلق، لخشيتهم من أن تؤدي تلك الأنشطة إلى “الاختلاط بين الجنسين، وانتهاك القيم السعودية المحافظة”.
وفي ظل تولي “محمد بن سلمان” مقاليد الحكم الحقيقة في المملكة العربية السعودية أكدت عدة تقارير صحفية أجنبية أن المملكة في طريقها إلى كسر التقاليد الدينية, وانتهاج “العلمانية” , حيث شاهدنا وقائع عدة في السعودية بالأونة الأخيرة تُشير إلى ذلك.
ومن هذه المظاهر اعتقال علماء ودعاة المملكة المحسوبين على تيار الصحوة الذي هاجمه ولي العهد السعودي بشدة، وتقليم أظافر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت تضع قواعد صارمة للمرأة السعودية، لكنها باتت الآن قاب قوسين أو أدنى من الاختفاء تمامًا.
ووعد “ابن سلمان” عبر رؤيته الجديدة للسعودية المعروفة برؤية 2030 مواطنيه بالتحرر والانفتاح، وهو ما ظهر جليا في قرارات السماح للمرأة بقيادة السيارة ودخول الملاعب.
وتسود انطباعات واسعة لدى السعوديين بأن قيادتهم وسلطاتهم باتت “ملحقا لأبوظبي” على حد وصفهم، تطبق ما سبق أن نفذته أبوظبي في الدولة، بصورة دفعت صحيفة “لوموند” الفرنسية مؤخرا إلى وصف رؤية 2030 السعودية بأنها (قص/ لصق) لرؤية الإمارات 2021.