كّمْ أحّبْبْتُ صّحّارِيّهْا ضّحُّاوُيِّ شْمْوُسُهْا وُ انْوُارُ بْدّورُِ ليّاليّها
وُ صّمْتُ جِنانُها بْوُادّ سْكّينةٌ غّضُّ رِياضُّ وُ وُاحّْاتُ فْيافيّها
انمْلُ الأزمْانِ رّسْمْتْ سْطُّورّها اخُّفْ انعّامٍ فْوقَّ كثّابِيّهْا
تْفْتْحّتْ لأنفْاسْ الصّبحِ زّهْائرّهْا مْنَائرُّ شْمْوسٍ لبكّرّةِ سْاهِديّهْا
وُ فْسْيِحُّ هِضّابٍ غّازّلهْا الزّمْانُ فتَجّمْلتْ مِنّ انْفَاسْهُ طّيبُ عّواليّهْا
آياتُ الجّمْالِ تْجّمعّتْ فِيّ رُّبْاهْا احّتْارَّ الحُسْنِ لسْحّرِّ خوٌاليّهْا
فْيّهْا صّدّىَّ طٌرّبُ الرّبْابةِّ عّزّفُ شْجّىَّ صّوُتُ الحِّدّىَّ مْغَّانيّهْا
و لحّنُ نايٍّ هْامْسٌُ نْسْائِمهاٌ عّشْقٍّ فْيّ أذّنْ الزّمْانِ بأنْفَاسُهُ مْعّانْيّهْا
تُناجّي الأيّامْ سْهْوُ مْاضّيِّ وُ الآتيِّ حّنيِنُ صّّحّوهِ يُنْاجّيّهْا
جّنْتْ جّمْوُعّ العّرّبِ وُ الإبُلُِ رّابِْكةٌ حّولَْ مْوُقّدَّهْا دّفْؤِْ جّوانْيّهْْا
جّنحّتْ صّقُوُرّ السْمْاءِ لصّيِّدِ طّرّيدّةٌ فْوُقَّ الرّيحِّ تْسْرّيّ حّبْارّيهْا
اكتْمْل عُّكاظّ العّبقَّرّية بْمزَّار مْكّةَ قرّائحَُ فِكّرّهْاّ قّوُافْيِّ شْاعّرِيهْا
امْا كّانَْ للعّرّبِ عّدّنْانهاٌ و قّحّطَانُ وُ لعّبْسٍ مْضّاءٌ يضّوُيِّ صّحَّارِيهْا
عّيّوُنٌ رّقّراقة رقّت بالفْؤادِّ طّوُفَ خّمْائلٍ فْوُاحّةْ غّضَّاوُيهْا
و الثُرّيّا فْوقَّ قُّرّاهْا وُ الثْرَّىَّ صّوُارّيِّ فْلكِهْا لاَمْستْ زّّرّقَّة سَمْاوُيّهْا
ألاَ ابْصّرّتَ شِهْابُ فْلاَهْا سَابِحّةٌ لأعّيّنِ الدّهْرِّ تُزهْدُ سَاهِرّيهْا
وُ آفْاقّ تِلوُنْتْ مِنَْ الخّيّالِ تَبْرّجّا عّرَّائسُْهْا تَسْلوُ هْيّامَْ نْاظّرّيِهْا
هْجّعّتْ عّلىَّ خّدّْ الزّمْانِ احّلامُْ الْقُّبْلِ غّرّيدُّ طّيرِهْا لأنْيِقّ رّوُابْيّهَا
بْيّنْ ثرّاهْا نْوادِرُّ عّبْقٌ مِنْ بْوُاسِقَّ نْخِّلهْا للوُجّودِّ شْذّىَّ عّاطِرّيِهْا
تَدّلتْ عّناقّيدُّ الشْهدِ دّرٌّ حّوُلَ اعّناقِّهْا حّلوُ الرِّطّابِ بمْذّاقِّ دّوٌاليّهٌا
هْالتْ بِتْلكَ الرّبوُعّ غّيثُ حِسْانٍ عِطّرُهاُ نْدّىَّ مْاءُ زّمْزَّمَْ لسْوُاقّيّهْا