سلام على قطر في يومها الوطني
شارك الموضوع:
تحتفل قطر بيومها الوطني هذا العام بظرف مختلف عما كانت عليه في الاعوام السابقة ، فبعد الدور الكبير والمؤثر الذي لعبتة على الساحة الدولية بشكل عام والساحة العربية بشكل خاص ومع نهاية القرن الماضي عندما لخّص رئيس وزرائها آنذاك وبكل وضوح الوضع العربي في أن العالم العربي يعيش حالة من التسوّل والاستجداء لمن نعاديهم إعلامياً ومن فوق الطاولة ، ونسترضيهم مادياً ، ونبذل في سبيل راحتهم وأمنهم الغالي والنفيس ومن تحت الطاولة أيضاً . اليوم تعيش قطر حالة مختلفة فهي المحاصرة من الاشقاء ، والحصار ليس غريباً في ثقافتنا العربية ؛ فهو ارث توارثناه منذ فجر الرسالة المحمدية عندما حاصرت قريش سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقاطعته ردحاً من الزمن وربما كانت هناك حالات مقاطعة قبل ذلك ، فنحن العرب نتغنّى بفروسيتنا على بعضنا البعض ؟! . إن قطرَ المحاصرة من الاشقاء لا تشكو الحصار من جوع او حاجة وضعف ؛ إنما هو عتب الشقيق على الشقيق ، فحينما تفتح ابواب العالم كلها أمام قطر فلن يكون للحصار اي تاثير مادي على الشعب القطري ، وانما التاثير المعنوي هو ما يشكو منه الشقيق القطري ، فكل تلك الابواب المشرَّعة من الخارج لا تعادل عند قطر اغلاق نافذة من شقيق بوجه شقيقة ، فعلى دول الحصار أن تدركَ ذلك ، وتفتحَ صفحة جديدة مع الشقيق القطري قبل ان تفتح وتشرّع الابواب والنوافذ مع عدو الامس القريب .
يفرض الوضع الدولي بشكل عام نوعاً من العلاقات والتحالفات الجديدة بين الدول ، و الدول المؤثرة في العالم ، والتي تهتم لمصالح مواطنيها تعمل ليلَ نهار وفق هذا النهج ، الا في عالمنا العربي ، والذي تراجع لآخر قائمة من على هذه الارض ، ورضي بدور الملعَب الذي تدور عليه ابشع المؤامرات والمباريات بين دول العالم المتقدم والساعية لتحقيق مصالحها ، واكتفى صاحب القرار العربي بدور الكمبارس والمنفذ للدور الذي يطلب منه او ’يفرَض عليه .
وفي مناسبة اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة ننظر لها على أمل لقيادة مرحلة عربية بشكل جديد ، وان تتبنى مشروع نهوض عربي شامل ؛ فقد سئمنا التبعية وصراع الجيوش وإبادة الشعوب لاجل شخص يتحرّك فقط ، ومَللّنا من مرحلة دولة الاصنام او القبيلة والتي تتربع على مساحة الوطن العربي ثم تجثم على صدور ابناء الامة من المحيط الى الخليج ، تلك الدولة والتي تدار بعقلية العصابة ، فتغضب بطريقة همجية ورعوية في حال انتقاد الزعيم الخالد ، وتحارب الشخص في قوتِه وامنِه إن عبَّرَ عن رأي له ، فلا يمكن ان تبني أمَّة او تحمل مشروعاً نهوضِ دول ’تدار بتلك العقلية ، فيجب أن تنتهي وتختفي تلك العقلية المسيطرة على عالمنا العربي ، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بمشروع يبدأ من التعليم وينتهي به يصل الى مرحلة الصناعة والانتاج. نحن اليوم في الاردن ، ومن منطلق ومنطق فكر الثورة العربية الكبرى ، وبعيداَ عن أية ايديولوجيا قومية كانت أم دينية ؛ نتغاضى عن هفوة الشقيق ، ونصبر عليه ونتجاوزها ليس ضعفاً او تملقاً ، ولكن لاننا ندرك ان الفرقة ضعف والمناكفة فشل ، ولطعن الشقيق في الظهر يعني ان تلقى الذي لقاه انت غداً وفي الصدر – لذلك ندعو كل الاشقاء تجاوز نقاط الخلاف وألا يستقوي أحدنا على الآخر، وان كان هناك استقواء او تمكين فليكونا ضد العدو الواضح للامة ، والجاثم على أرضِها وينهش منها ، واما العدو الاخر والذي نتمنى القضاء عليه على المستوى الداخلي ، والذي يؤرِّق الامة ولا يفتح مجال لها في التقدم فهو الجهل والفقر المتعمّد واللذان يجتاحننا في هذا العالم المنكوب – عِلماً بان لدينا من الامكانات ما يجعلنا الاولى من الامم على مستوى العالم ؛ لأننا كنا كذلك ، والحديث يطول ، والأمل موجود ، وسلاماً على قطر مرة أخرى في يومها الوطني ، وكل عام وقطر- شعباً وقيادةً بألف خيروخير، ونتمنى أن نحتفلَ العام القادم وقد زال هذا الحصار عن قطر ، ونراها تقود ربيعاً عربياً ثقافياً علمياً على مستوى المنطقة والعالم لا دموياً ، ويهدف لما فيه خير الامة ، فكم نحن بحاجة لمثل ذلك الربيع النابت من المدارس و المثمر في المعامل والجامعات في كل انحاء الوطن العربي .