في واقعة مثيرة للجدل وبعد غياب أكثر من 10 أشهر عقب زواجها من محافظ البنك المركزي طارق عامر (الذي أثار جدلا واسعا حينها)، عادت داليا خورشيد، أول وزيرة للاستثمار في مصر، للظهور بعد مغادرتها المنصب الوزاري، لتتصدر المشهد مجددًا باعتبارها سيدة أعمال ورئيس مجلس إدارة شركة «إيجل كابيتال» للاستثمارات المالية.
وفي صفقة أثارت تعجب وفضول العاملين بالحقل الإعلامي، استحوذت أمس الاثنين، شركة (إيجل كابيتال) للاستثمارات المالية والتي يرأس إدارتها داليا خورشيد، على حصة رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة في شركة إعلام المصريين التي تمتلك مجموعة قنوات (أون) وعدد من الصحف الهامة على رأسها (اليوم السابع).
وكانت شركة إعلام المصريون، تسيطر على “شبكة قنوات (ON)، وموقع وجريدة (اليوم السابع) والمواقع التابعة له، و(انفراد) و(دوت مصر)، و(دوت مصر TV)، و(صوت الأمة)، وصحف: (عين، ومجلتى إيجيبت تودى وبيزنس توداى)”.
إلى جانب “شركة بريزنتيشن سبورت، ومصر للسينما، وسينرجى للإنتاج، وسينرجى للإعلان، وأى فلاى، وPOD للعلاقات العامة، وهاشتاج للسوشيال ميديا، وسبيد المتخصصة للتصميم والجرافيك والتسويق الرقمي، وإيجيبشان أوت دور لإعلانات الطرق، وداينو لتنظيم الأنشطة التسويقية للشركات، وأكاديمية إعلام المصريين”، حسب الكاتب الصحفي إيهاب الزلاقي، عبر تويتر.
وأثارت الصفقة التساؤلات حول بيع أبوهشيمة حصته في هذا التوقيت رغم أنه اشترى قناة (أون) قبل عام ونصف تقريبا من رجل الأعمال نجيب ساويرس، والتكهنات حول كون شركة (إيجل كابيتال) ستار جديد لأجهزة سيادية بالدولة كما هو الحال في العديد من الفضائيات، وعلاقة انتخابات الرئاسة 2018 بالصفقة.
وفي تعليقها أشارت الكاتبة الصحفية مي عزام، إلى أن الصفقة جاءت بأوامر سيادية، وتندرت عبر صفحتها بفيسبوك قائلة: “إشترى ياأبوهشيمة.. حاضر ياباشا، بيع ياأبوهشيمة.. حاضر ياسعادة الباشا وربنا يديم المحبة”.
وتساءلت الأكاديمية علياء المهدي، عن مصدر أموال تلك الصفقة، وقالت: “من داليا خورشيد حتى تشتري حصة أبوهشيمة؟ وأين قانون: من أين لك هذا؛ ليطبق عليها؟”، فيما تساءل أيضا الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام، قائلا: “متى أسست وزيرة الاستثمار السابقة هذا الكيان الضخم؟”.
وفي عام 2016 تولت “خورشيد” حقيبة وزارة الاستثمار، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب في مصر، لكن القضية الأكثر جدلًا في الشارع للوزيرة السابقة كانت بإعلانها في شهر مارس من العام الجاري، عقد قرانها على محافظ البنك المركزي، طارق عامر، في حفل عائلي غير رسمي، ليتم تداول صور لهما خلال عقد القران، وأخرى خلال لقائهما الأول بأحد مؤتمرات الشباب أثناء توليها منصب وزيرة الاستثمار.
وتعد داليا خورشيد، التي ولدت عام 1974، صاحبة ظهور مثير للجدل دائمًا.
وفي تصريحات لموقع “عربي 21” أكد الكاتب والمحلل السياسي، سيد أمين، أن “هناك لغز في المسألة”، مضيفا “ولكني أعتقد أن الأمر له علاقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة؛ وهو موجه فقط لاستمرار سيطرة السيسي على الإعلام في حال ترشح مرشح عسكري”.
وأضاف “أمين” ربما يشك السيسي في ثبات مواقف أبوهشيمة منه حال إذا ترشح أي عسكري بالانتخابات المقبلة، وبالتالي فإن الاعتماد عليه كان مجرد مرحلة انتقالية انتهت وجاء الآن دور السيسي لإحكام قبضته على الإعلام عبر وسطاء ولائهم له هو فقط دون حتى المؤسسة العسكرية التي ربما يشك في استمرار دعمها له”.
ويعتقد أمين، أن “الحدث سيكون له مضاعفات على مستوي النخب الحاكمة؛ حتى وإن لم يظهر إعلاميا للناس”.
يشار إلى أن وزيرة الاستثمار داليا خورشيد، حصلت على بكالوريوس إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة.
وبدأت عملها مع البنك التجارى الدولي، كما تولت منصب نائب رئيس سيتي بنك لمدة ثماني سنوات.
وانضمت في عام 2005، إلى شركة أوراسكوم للإنشاء، ثم تولت منصب أمين الصندوق في الشركة نفسها، علاوة على العديد من المسؤوليات بالشركة، ومنها ملفات السيولة النقدية، وإدارة المرافق الطارئة، ومراقبة الخزانة للمجموعة، وكان آخر منصب تولته قبل الوزارة هو “المدير التنفيذي لأوراسكوم القابضة”.