وصف تهديده بـ “العهر الدبلوماسي”.. مسؤول أمريكي سابق: ترامب لن يقطع المعونة عن مصر
انتقد فيليب مود المسؤول السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” تهديدات الرئيس دونالد ترامب بقطع المساعدات عن الدول التي أدانت قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، متوقعا ألا يستطيع فعل ذلك مع مصر على وجه الخصوص.
وأضاف فيليب مود، الذي يعمل محللا في الشؤون الاستخبارية بشبكة سي إن إن الأمريكية، أن ما فعله ترامب يرتقي إلى أن يكون “عهرا دبلوماسيا”، بحسب صحيفة “ذا هيل”.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لن يستطيع معاقبة مصر التي تساعد الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، بعد أن شاركت في تصويت الأمم المتحدة الذي طالب إدارة ترامب بإلغاء إعلانه بشأن القدس.
وتابع: “هل تعتقد أن الرئيس ترامب سوف يتصل هاتفيا قائلا: “بسبب تصويت غير ملزم بالأمم المتحدة سنسحب شراكتنا معكم في حربكم ضد أنصار داعش في مصر”.
ومضى يقول في تصريحات أدلى بها للمذيع الشهير وولف بليتزر: “دعني أكون فظا هنا، إنه عهر دبلوماسي. فنحن هكذا نخبر الآخرين، إذا لم تصوتوا معنا، لن نمنحكم أموالا، وإذا لم تتفق قلوبكم مع السياسات الأمريكية لن ندعمكم فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية”.
واستطرد: “لن يحدث ذلك الأمر، لن يفعل الأمريكيون ذلك”.
يذكر أن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل” أغضب حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة صوتوا مع أغلبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة إعلان ترامب الذي كسر عقودا من السياسة الأمريكية.
وكانت نيكي هالي المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة قد حذرت أعضاء الجمعية العامة من أن إدارة ترامب ستتذكر المصوتين ضد بلادها.
ودافعت هالي عن تعهد ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، واصفة القرار بأنه يتسق مع رغبات الشعب الأمريكي.
وصوتت الجمعية العامة بالأمم المتحدة الخميس الماضي لصالح مشروع قرار يدين إعلان ترامب بشأن القدس بأغلبية 128 صوتا، مقابل رفض 9 أصوات، وامتناع 35 دولة عن التصويت.
واستخدمت أمريكا الفيتو ضد مشروع قرار قدمته مصر بمجلس الأمن الإثنين الماضي يرفض الاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل”
وفي ذات السياق، نقل موقع “وولد إسرائيل نيوز” عن سفير إسرائيل السابق لدى القاهرة تسفي مازئيل قوله: “لا يوجد سبيل لمعاقبة الولايات المتحدة مصر. إنها حليف إستراتيجي لكل من أمريكا وإسرائيل”.
واستطرد: “لا ينبغي على المرء أن ينسى أن مصر دولة عربية، ورغم ذلك فهم يملكون تأثيرا إيجابيا من خلال العمل مع إسرائيل لمحاربة داعش في سيناء، والتدقيق على حماس في غزة”.
وواصل : “مصر في وضع صعب جدا. إنهم يتعاونون مع إسرائيل لكنهم ما زالوا مركز العالم العربي”.
ونقل الموقع كذلك عن الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم يورام إتينجر قوله: “تهديدات ترامب بحجب المعونة تتسق مع إستراتيجيته الأمنية “أمريكا أولا”، والتي تبعث مجددا سياسة الرد في أرجاء العالم”.
وأردف: “مصر تلعب مباراة. ومن خلال تقديم ودعم القرار الأممي، رأى الرئيس السيسي في ذلك أسلوبا فعالا لإرضاء المتطرفين في بلاده. الأمر معقد بالنسبة لمصر، لكنهم يبذلون قصارى جهدهم في لعب المباراة”.
واتفق اتينجر على أن واشنطن لا تستطيع معاقبة مصر في تلك القضية.
وفسر ذلك قائلا: “مصر حالة خاصة لأن تقوية السيسي تصب في صالح أمريكا”.
وكالة أسوشيتد برس قالت في تقرير سابق: “بعد أن هدد الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات عن الدول التي وبخته بشأن قرار القدس، يواجه دونالد ترامب سؤالا رئيسيا مفاده هل سيمضى قدما في ذلك التهديد”.
هيثر ناويرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ذكرت أن قطع المساعدات عن الدول المناهضة للولايات المتحدة مسألة لم يتم حسمها.
وزادت قائلة: “فريق السياسة الخارجية لترامب لديه صلاحيات لدراسة الخيارات المتنوعة التي تتعلق بالدول الأخرى، لكن لم يتم الوصول إلى قرارات بعد”.
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول بارز في إدارة ترامب طلب عدم الكشف عن هويته قوله إنه لا توجد خطة حتى الآن بإلغاء المساعدات للدول التي وبخت الرئيس الأمريكي.
وتضمنت قائمة المصوتين لصالح قرار القدس مصر التي تستقبل سنويا نحو 1.4
مليار دولار من المساعدات الأمريكية والأردن التي تتلقى 1,3 مليار دولار.
وأضافت أسوشيتد برس: “بالرغم من الدولتين شريكان مقربان للولايات المتحدة، وتعتمدان على الدولارات الأمريكية، لكنهما كانتا ستخاطران باضطرابات سياسية داخلية إذا لم تعارضا قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”.
ويثير ذلك السؤال التالي، هل ستقطع الولايات المتحدة حقا المساعدات عن الأردن ومصر، من أجل تسجيل نقطة بشأن إسرائيل، رغم أنهما الدولتان العربيتان الوحيدتان المرتبطتان باتفاقات سلام مع تل أبيب؟، بحسب الوكالة الأمريكية.
وأجابت: “يبدو ذلك خطوة غير متوقعة نظرا لحاجة ترامب لدعم الدولتين في
تأمين اتفاق السلام بين إسرائيل وفلسطين”.
وبالمقابل، قال ديفيد ماكوفسكي، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال: “مبدأ ربط المساعدات بتصويتات الأمم المتحدة سليم، لكن ليس من الملائم إثارة ذلك في تصويت يتعلق بالقدس نظرا للصدى الديني الذي يحدثه هذا الأمر في العالمين العربي والإسلامي”.
كل ما اتمناه هو ان يقطع ترمب مساعدته لمصر والاردن والسلطة الفلسطينية، لان هذه المساعدات تذهب لحماية الكيان الصهيوني. اتمنى من كل قلبي ان يقطعها