في تطور خطير للأزمة وظهورها للعلن.. السودان يسحب سفيره من مصر والقاهرة تتوعد

في تطور خطير للأزمة الساكنة بين مصر والسودان، أعلنت الخارجية السودانية في وقت متأخر من مساء الخميس، عن استدعاء سفيرها لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم إلى الخرطوم، وذلك على إثر الخلافات المتراكمة بين البلدين والتي ظهرت إلى العلن وبشكل قوى مؤخرا.

 

وقال بيان نشرته وكالة السودان للأنباء إن “وزارة الخارجية قررت الخميس استدعاء سفير السودان لدى القاهرة السفير عبد المحمود عبد الحليم إلى الخرطوم بغرض التشاور”.

 

من جانبها، ردت الخارجية المصرية بالقول إنها تقيم خطوة استدعاء السودان سفيره لاتخاذ الإجراء المناسب.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن “مصر تقوم الآن بتقييم الموقف بشكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب”، دون تفاصيل.

 

وكشف مصدر سوداني رفض الكشف عن اسمه كونه غير مخول له بالتصريح الإعلامي، أن السبب الأساسي هو الهجوم البذيء الذي تتعرض له السودان ورموزها في الإعلام المصري، تحت سمع وأنظار القيادة المصرية، متابعاً: “خاصة وأن الجميع يعلم أن تلك الوسائل الإعلامية التي تتعرض فيها الخرطوم للهجوم تابعة للأجهزة المصرية المسؤولة”.

 

وأشار إلى أن التوتر في العلاقات مع القاهرة تجاوز كافة الأعراف والتقاليد الدبلوماسية التي تليق لشعبين شقيقين، وفقا لما صرح به لصحيفة “العربي الجديد”.

 

وتصاعد التوتر في العلاقات أخيراً، بعد الاتفاقية التي وقعتها السودان مع تركيا، والتي حصلت بموجبها أنقرة على حق إدارة واستغلال جزيرة سواكن السودانية الواقعة في البحر الأحمر والتي اعتبرتها القاهرة “خطوة استفزازية” من جانب الخرطوم.

 

وبعد توقيع الاتفاقية بساعات في الخرطوم عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعاً مع وزير الأوقاف، ومدير المخابرات اللواء خالد فوزي، تبعه الإعلان عن نقل التلفزيون المصري صلاة الجمعة من حلايب، وكذلك إعلان الوزارة عن إقامة 100 وحدة سكنية متكاملة لسكان المنطقة الحدودية.

 

في الوقت ذاته أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام (جهة رسمية) عن إطلاق برنامج إذاعي وآخر تلفزيوني يبث من حلايب، في إطار فرض الدولة سيطرتها على كامل الإقليم المصري، وفقاً لإعلان الهيئة نفسها.

 

في المقابل لذلك أيضاً، قال مصدر دبلوماسي مصري، إن زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، الأسبوع الماضي، جاءت بطلب عاجل من نظيره عبد الله بن زايد لمناقشة تحركات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لدول أفريقية، والخطوة السودانية بمنح تركيا، مهمة تطوير جزيرة سواكن.

 

وكان سفير السودان لدى القاهرة ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية عبد المحمود عبد الحليم، قد شن هجوما غير مسبوق على الإعلام المصري بسبب تناوله زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان قبل يومين، حيث وصف الإعلاميين المصريين بـ”الغوغائية والحمقى”.

 

وقال عبد المحمود فى تصريحات خاصة لصحيفة “اليوم التالى” السودانية، إن الإعلام المصرى وجد فى زيارة أردوغان للسودان فرصة سانحة أخرى للنيل من السودان وخياراته، وتحقير قيادته وتاريخ أمته، على حد قوله.

 

واستطرد المسؤول الدبلوماسي السوداني قائلا: “إن مثل هؤلاء يسعون لتسميم الأجواء وإفسادها”، لافتا إلى أن بعض الإعلاميين المصريين يحسبون أي نشاط سيادي أو تحرك سودانى أمرا نشازا تدق له طبول الرفض والتجريم.

 

وقال عبد المحمود إن على هؤلاء إدراك أن السودان ليس بجمهورية موز، وأن علاقاته الإقليمية والدولية، ليست خصما على رصيد علاقاته مع الآخرين، على حد تعبيره.

 

يشار إلى ان وسائل الإعلام المصرية الموالية للنظام لم تتوان منذ أيام من هجومها على السودان ورئيسه عمر حسن البشير، متهمة إياه بالارتماء في الحضن التركي وتسليمه جزيرة “سواكن” لأنقرة نكاية في مصر.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

  1. شيئ جميل……ماالفائدة أصلا من سفير المتصهــينين………احترس من العدو الغربي ( مرة على مرة)..وأحترس من العدو المصري كل لحظــة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث