فاروق شوشة اقوى المدافعين عن لغة الضاد.. يحظى بتكريم “غوغل” في ذكرى ميلاه
يحتفل محرك البحث الشهير جوجل بذكرى ميلاد الشاعر والأديب المصري فاروق شوشة الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1936.
يعد فاروق شوشة من الشخصيات الأدبية والشعرية المعروفة في مصر والوطن العربي، قدم الكثير من الإبداعات، خاصة في مجال الشعر، كرس حياته للدفاع عن اللغة العربية وخدمتها، كما عرف بتصريحات انتقد فيها الإعلام المصري، توفي عام 2016.
المولد والنشأة
ولد فاروق شوشة يوم 17 فبراير/شباط 1936 في الشعراء بمحافظة دمياط التي تطل على البحر المتوسط، نشأ في بيئة ريفية بسيطة، وتمنى والده الذي كان يمتهن التعليم أن يلتحق ابنه بالأزهر.
“تركيز” .. أول موقع عربي يهتم بأخبار محركات البحث على شبكة الإنترنت
الدراسة والتكوين
حفظ فاروق شوشة القرآن الكريم في قريته وأتم دراسته في دمياط، ثم التحق بالجامعة في سن 16 وتخرج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة 1956، وفي كلية التربية بجامعة عين شمس 1957.
الوظائف والمسؤوليات
عمل شوشة مدرسا في التربية والتعليم لمدة عام، ثم التحق بالإذاعة المصرية عام 1958، وتدرج في الوظائف إلى أن تولى رئاسة الإذاعة عام 1994.
كما شغل عدة مناصب، منها الأمين العام لمجمع اللغة العربية في القاهرة (الذي تأسس عام 1932، وبدأ بالعمل فعليا عام 1934) وعضو مجمع اللغة العربية، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة النصوص في اتحاد الإذاعة والتلفزيون.
كما كان شوشة يلقي محاضرات في الأدب العربي بالجامعة الأميركية في القاهرة.
التجربة الأدبية
يعد شوشة من الأسماء البارزة في عالم الثقافة والأدب بمصر والوطن العربي، بدأ يتذوق الشعر وهو في سن العاشرة، وكانت له مسيرة شعرية امتدت على مدى نصف قرن.
اتسمت أشعار فاروق شوشة بالدفء والرومانسية، وكلماتها بالبساطة والعذوبة مع الحفاظ على قوة المفردات وفصاحتها، إذ كان من أشد المدافعين عن اللغة العربية.
عرف شوشة ببرامجه التلفزيونية والإذاعية التي كرسها للتعريف بجماليات اللغة العربية وبلاغتها، وكان أبرزها في التلفزيون برنامج “أمسية ثقافية” الذي بدأ تقديمه عام 1977 واستضاف خلاله عددا كبيرا من المثقفين والأدباء والمفكرين، من بينهم توفيق الحكيم، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ، وأمل دنقل، وعبد الرحمن الأبنودي.
ومن برامجه الإذاعية “لغتنا الجميلة” الذي ظل يقدمه منذ عام 1967.
وعن حال اللغة العربية قال شوشة في حوار أجراه مع الجزيرة نت في أبريل/نيسان 2011 إن كمية مهولة من الأخطاء تظهر على ألسنة العاملين بأجهزة الإعلام، وعلى ألسنة الضيوف في برامجهم، و”أصبح من النادر أن نجد متحدثا يجيد لغته أو يستطيع السيطرة على لغته”.
وأضاف أن اللغة العربية قادرة على استيعاب كل العلوم، وأنه لا بد من إرادة قومية للدولة تهتم بمسألة النهوض بها، ورفض في ذات الحوار أن تكون هناك مؤامرة على هذه اللغة، وشرح موقفه قائلا “أعتقد أننا نحن الذين تخلفنا، ونحن الذين أهملنا لغتنا العربية ونزلنا بمستوى التعليم إلى الحضيض، وإذا كان هناك متآمرون فهم نحن”.
ومن المواقف التي عرفت عن شوشة أنه شن هجوما على الإعلام المصري في برنامج “سيرة أدبية مع فاروق شوشة” على يوتيوب، حيث قال إن “الإعلام كاذب في كثير مما يقول”، وإن الذي جعله يستمر في منصبه في الإذاعة المصرية والتلفزيون كونه كان بعيدا “عما تسمى التعليقات السياسية والأخبار والبرامج الموجهة والهجوم على الخصوم، والحملات الإعلامية التي تشنها الدولة بمناسبة أو بدون مناسبة”.
وقال إنه كان يرى عن قرب “كيف تطبخ الأشياء وكيف يدس السم، وكيف تلجأ الأنظمة إلى حيل لتكذب بها على شعوبها”.
كما شن شوشة هجوما حادا على المثقفين، مضيفا “أنهم أصبحوا أحد أسباب نكبتنا وخدما للمسؤولين”، وذلك في قصيدة “خدم.. خدم” التي ألقاها ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ34.
المؤلفات
ترك شوشة العديد من الدواوين الشعرية، من بينها: “إلى مسافرة” عام 1966، و”العيون الزرقاء” عام1972، و”لؤلؤة في القلب” عام 1973، و”في انتظار ما لا يجيء” عام 1979، و”لغة من دم العاشقين” 1986، و”هئت لك” عام 1992، و”سيدة الماء” عام 1994، و”حبيبة والقمر” (شعر للأطفال) عام 1998، و”الجميلة تنزل إلى النهر” عام 2002.
ومن مؤلفاته أيضا: “لغتنا الجميلة”، و”أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر العربي”، و”أحلى عشرين قصيدة في الحب الإلهي”، و”لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة”.
الجوائز
تلقى الراحل العديد من التكريمات من دول ومهرجانات ومؤتمرات كثيرة في مصر وخارجها، وكان آخر ما حصل عليه جائزة “النيل في الآداب” في يونيو/حزيران 2016، وهي أبرز جائزة سنوية تمنحها مصر بمجال الثقافة والفنون.
كما حصل شوشة على جائزة الدولة في الشعر عام 1986، والتقديرية في الآداب عام 1997، وجائزة كفافيس العالمية عام 1991.
الوفاة
توفي شوشة يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2016 عن ثمانين عاما في قرية الشعراء بدمياط، وقد نعاه وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في بيان قائلا “كان شاعرا كبيرا ومعلما عظيما تربى على يديه ملايين المصريين والعرب”.
كما نعاه مجمع اللغة العربية بالقاهرة وكثير من الكتاب والأدباء والإعلاميين العرب، من بينهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، والمفكر السعودي سلمان العودة، والكاتب الإماراتي حمد الحمادي، والكاتب المصري يوسف القعيد، والشاعر المصري محمد إبراهيم أبو سنة، ووزير الثقافة المصري السابق جابر عصفور.
المصدر: مواقع مختلفة