استنكر الكاتب السعودي المعروف تركي الشلهوب، سياسات “ابن سلمان” الخرقاء التي دمرت الاقتصاد السعودي وكان آخرها استيلائه على مجموعة شركات “بن لادن الضخمة” في جريمة بحق الاقتصاد السعودي.
وقال “الشلهوب” في تغريدة له بـ”تويتر” رصدتها (وطن) كاشفا عن السياسة التي اتبعها النظام للاستيلاء على المجموعة الاقتصادية العملاقة بالمملكة ما نصه: “الحكومة تعمّدت عدم دفع استحقاقات بن لادن، مما جعل الشركة عاجزة عن دفع رواتب موظفيها،ثم وضعوا ذرائع وحجج واهية من ضمنها حادثة الحرم بعدها جاء محمد بن سلمان واستولى على الشركة.”
وتابع موضحا آثار وتوابع هذا الحادث:”هذه جريمة بحق الإقتصاد، وزلزال ضرب ثقة المستثمرين بالمملكة !”
https://twitter.com/TurkiShalhoub/status/951814773636718594
وكشفت تقارير إخبارية أن الحكومة السعودية قد تولت إدارة مجموعة بن لادن العملاقة، والتي تعتبر إحدى أكبر شركات المقاولات العملاقة في المملكة، كما يجري البحث حالياً إمكانية نقل بعض أصولها وممتلكاتها إلى الحكومة.
ولم يصدر عن المجموعة أي تعليق بشأن القرار الجديد الذي يأتي بعد أسابيع من حملة اعتقالات طالت رئيس المجموعة، بكر بن لادن، ضمن العشرات من الأمراء والوزراء الذين تم توقيفهم بتهم فساد، وأفرج عن العديد منهم لاحقا بعد تسويات مالية.
ولم تكن خطوة سيطرة النظام السعودي واستيلائه على مجموعة بن لادن مفاجئة، نظراً للأحداث التي جرت في السعودية في السنوات الماضية، حيث بدأ الإعداد لهذه الخطوة قبل ثلاث سنوات قبل موسم الحج بأسبوعين وبالتحديد يوم 11 سبتمبر من العام 2015 عند حادثة سقوط رافعة تابعة للمجموعة أثناء العمل في توسعة الحرم المكي والتي راح ضحيتها قرابة 107 أشخاص فيما أصيب أكثر من 238 شخصا، وعقب الحادثة مباشرة وجه العاهل السعودي بتكوين لجنة تحقيق رسمية كلفت بدراسة أسباب الحادثة وخلصت اللجنة إلى أن المجموعة تتحمل جزءاً من المسؤولية فيما تم استبعاد الشبهة الجنائية عنها.
وبالنظر للأحداث المثيرة التي شهدتها المملكة العربية السعودية والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مؤخراً في ظل تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية والذي يعتبر الداعم الرئيس لخزينة الدولة، اتخذت الحكومة السعودية من مكافحة الفساد ذريعة لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في أكتوبر من العام الماضي شملت أمراء ووزراء سابقين وحاليين ورجال أعمال لديهم استثمارات مليارية داخل وخارج المملكة، وكان من ضمن المعتقلين بكر بن لادن رئيس مجموعة بن لادن وعدد من أفراد عائلته.
وتعتبر مجموعة بن لادن، التي انطلقت من نواة شركة بن لادن التي أسسها رجل الأعمال محمد بن لادن في عام 1931 في عهد مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود، أكبر مجموعة مقاولات وإنشاءات في المملكة والشرق الأوسط ويبلغ طاقمها حوالي 100 ألف موظف وعامل ولها فروع منتشرة في جميع أنحاء العالم، وقد شاركت بشكل كبير في تنفيذ معظم المشاريع العملاقة في المملكة وذلك على كافة الأصعدة بالإضافة إلى توليها كافة الأعمال الإنشائية والتوسعية في الحرمين المكي والمدني وساهمت بقدر كبير في تنفيذ معظم مشاريع الطرق والجسور والمشاريع الصناعية والسياحية والعقارية العملاقة بالسعودية، كما إنها أول شركة تقوم بتوسعة الحرم المكي بعد ألف عام من آخر توسعة وكان ذلك بعد أن منحها مؤسس المملكة عقود التوسعة في عام 1950م، وحظيت المجموعة عقب ذلك بثقة كبيرة لدى الحكومة السعودية إستمرت على مدى قرابة الـ 80 عاماً.