“وطن-خاص-وعد الأحمد”- نقل صحفي ومخرج سوري صورة مأساوية وقاتمة عن حياة دمشق والدمشقيين الذين لم يعد للفرح مكاناً في حياتهم، ويفضّل أغلبهم البقاء في البيوت، وروى الفنان صبري عيسى أن الحياة الاجتماعية في أقدم عاصمة في التاريخ غابت وكذلك والزيارات العائلية بين الأقرباء والجيران، ولم يبق للناس سوى الهاتف للسؤال والإطمئنان على بعضهم ويتواصلون مع القريب والبعيد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر “فيسبوك” والإنترنت وتبادل الرسائل النصية عبر خطوط الخليوي.
وأردف عيسى في مدونة له على صفحته الشخصية في “فيسبوك” أن المواضيع الأكثر استئثاراً باهتمام الجميع في دمشق هي أخبار الكهرباء والماء والغلاء الذي أصبح الكابوس الذي ينغص حياة الجميع، مضيفاً أن أحداً لم يعد يثق بأي وعود تطلقها أي جهة خدمية والكل –كما قال- على قناعة أن كل شيء أصبح خارج السيطرة، ولا أحد يملك الإجابة والكل يكذب، والحياة تسير بصعوبة وسط غول الغلاء والتوحش والفساد الذي يندد به الجميع ويمارسه الجميع علناً ، في الوقت الذي تنتشر فيه حكايات عن ثراء مفاجئ لفلان وفلان من الناس، وكأننا نعيش في غابة لاسلطة لأحد عليها غير شريعة الغاب !.
ومضى عيسى متحدثاً عن مناسبة العزاء مثلاً فكل كل يوم تعلن صالات المناسبات عن مواعيد العزاء بالأموات، وسط غياب المعزين الذين لا يغادرون بيوتهم في المساء، الشوارع فارغة والزيارات الاجتماعية لا تتم إلا عند الضرورة القصوى، والجميع يمضي معظم وقته متنقلاً بين القنوات الفضائية الإخبارية ليعرف ماذا يجري في بلده.
ووصف عيسى دمشق المدينة التي كانت لا تنام بأنها باتت تتثاءب وتنام باكراً رغم أصوات القصف البعيد والقريب الذي أصبح كابوساً ينغص حياة السوريين، وعندما يقترب المساء تصبح الشوارع موحشة وتصبح المدينة شبه مهجورة وهاجس الخوف والقلق يسكن صدور سكان المدينة والخوف يلمع في عيونهم من المجهول الذي أصبح الهاجس الذي يشغل حياتهم ويزيد من قلقهم على حياتهم ومستقبل بلدهم!
و”صبري عيسى” صحفي ومخرج من مواليد مدينة دير الزور 1945 درس في كلية الآداب بجامعة دمشق وعمل في صحيفة الثورة منذ عام 1968 في الاخراج الفني و الإشراف على تدريب الكوادر الفنية العاملة في الصحافة السورية. كما عمل عضواً في لجان الرقابة على الأفلام السينمائية عام 1971 وعضواً مقرراً في لجان الرقابة على المسلسلات التلفزيونية في الهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون عام 1979.كتب عدداً من الدراسات والأبحاث في الشأن الصحفي والثقافي.