يتمتع شابٌ سعوديّ بهواية فريدةٍ من نوعها، تتمثّل فيصناعة مجسمات لأجزاء بشرية مثل الأطراف المقطوعة والجروح الغائرة والأذرع المبتورة بأسلوب مدهش يوازي أو يفوق ما نشاهده في بعض أفلام هوليوود.
ويقول الشاب “فارس المعيلي”، المتخصص في صناعة مكياج المؤثرات السينمائية الخاصة، إنّ هوايته بدأت تقريباً قبل 7 أعوام، وأول عمل نفذه كان عبارة عن رأس مطعون بقلم، وكانت النتيجة بالنسبة له مبهرة وذلك باستخدام السيليكون”.
وأضاف: “أقرأ كثيراً وأمضي الساعات في الاطلاع على كتب الطب المتخصصة في الجانب التشريحي لطبقات الجلد والعروق والأعصاب والعظام والشحم وأعرف ألوانها، وأراسل مختصين في هذا المجال الفني حتى أصل إلى الاحترافية في أعمالي التي أقوم بتنفيذها”.
وبين المعيلي المتخصص في اللغة الإنجليزية أن المحرك الرئيسي في هذه الهواية هو الخيال والإبداع وحب التفرد، مؤكداً أنها مكلفة من الناحية المادية وتستغرق وقتاً طويلاً في تنفيذها.بحسب “العربية”
موضحاً أن عمل “الأصابع المبتورة” على سبيل المثال يأخذ منه يوم عمل كاملا، ويتطلب الأمر منه صناعة قالب في البداية ومن ثم يضع أصابع في القالب لتأخذ شكله وبعد ذلك يقوم باستخراجها وصب السيليكون، وتلوين الأصابع بلون يقارب للواقع، وأن عمل وجهه استغرق منه العمل لمدة 3 أيام.
وذكر أن أدوات صناعة هذه الأعمال غير متوفرة في السوق المحلي ويطلبها عبر مواقع متخصصة من الخارج.
وقال: “في كثير من الأحيان يتم سؤالي من الجمارك عن الهدف من جلب هذه الأدوات كون بعضها مواد كيميائية وقابلة للاشتعال غير مسموح بدخولها، وأضطر لشرح الفكرة لهم”.
وبنبرة مليئة بالإحباط واصل المعيلي حديثه موضحاً أنه تواصل مع عدد من صناع الدراما المحلية من مخرجين وممثلين للمشاركة بموهبته في أعمالهم إلا أنهم أداروا ظهورهم له، والسبب كما يراه أنهم لا يحبون الإنتاج الاحترافي في أعمالهم ويكتفون بصبغ الألوان بطريقة بدائية عندما يكون المشهد يحتوي على جروح أو ما شابه ذلك.
وذكر بأن الصدمة الكبيرة التي تعرض لها كانت من جمعية الثقافة والفنون التي راسلها عبر حسابها الرسمي في تويتر قبل نحو عام أو أكثر مستفسراً عن معاهد أو دورات تقام في هذا المجال إلا أن ردهم عليه كان عبارة عن “بلوك” على حد وصفه.
وتابع حديثه: “تصرف الجمعية معي أصابني بإحباط نفسي لدرجة أنني شكيت في قدراتي وجدوى ما أقوم به، فتوقفت إثر ذلك عن العمل لفترة”.
ولفت في سياق كلامه إلى أن الفنيين المحترفين الذين شاركهم العمل في فيلم الملك فيصل “ولد ملكاً” أشادوا به وبإمكانياته ومنحوه الفرصة لتقديم ما لديه في عمل جروح وندبات المعارك والمؤثرات على الوجوه مثل حروق الشمس والكحل وآثار البيئة الصحراوية، معتبراً أن هذه الشهادة من كفاءات متخصصة في الصناعة العالمية وسام اعتزاز ودافع للمضي قدماً إلى الأمام بموهبته.
وكشف أن استغراب الأهل والأصدقاء من موهبته في البداية تحول إلى تشجيع ودعم وحث على المواصلة.
وتمنى المعيلي أن يتيح قدوم السينما السعودية المجال للشبان السعوديين الموهوبين لنيل الفرص لتقديم إبداعاتهم بدلاً من استقدام كوادر بمستوى أقل من الخارج، ويطمح أن يكون لديه معهد متخصص في المؤثرات السينمائية متكامل الأدوات في يوم من الأيام.