مهند بتار يكتب: أصداء تغريدات الرئيس الفخري لجمهورية مصر العربية تركي آل الشيخ ضد المغرب
(معاك يا صمام الأمان والإستقرار والتنمية) ، تلك كانت تغريدة الإمتنان والعرفان التي وجهها مؤخراً القائد السعودي تركي آل الشيخ إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمناسبة ترقيته له من رئيس شرفي للنادي الأهلي المصري إلى رئيس فخري لجمهورية مصر العربية، ودون أن ألتفت إلى تعليقات الزوار على هذه التغريدة العرفانية فقد سارعتُ الخطى للوصول إلى الهدف من وراء مروري على صفحة آل الشيخ التويترية، وأعني بهذا الهدف تغريداته العنترية العدائية ضد المملكة المغربية لا لشيء إلا لأنها رشحت نفسها لإستضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2026 دون التماس الموافقة المسبقة من سيادته بإعتباره القائد والرمز المرجع والممثل الشرعي الوحيد للأمة العربية في المحافل الدولية .
في تغريداته المعنية ، عاب الرئيس تركي آل الشيخ على المغاربة في مسعاهم لإستضافة هكذا بطولة عالمية إغفالهم أو إهمالهم (للقاعدة الجيوسياسية الكونية المستحدثة) التي تقول بأن الرياض هي قطب الرّحى الذي تدور حوله كل الأجرام الدولية ، أو كما سماها (عرين الأسود ) الذي يستحيل القفز عليه للوصول إلى المرمى الدولي ، فكيف بالمغاربة يتجاوزون (عرين الأسود) هذا ويتقدمون مباشرة إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم بطلب تنظيم مونديال 2026 ؟! . وعليه فقد إستحق المغاربة وغير المغاربة ممن لا يرضخون لهذه القاعدة (من الخليج إلى المحيط) توبيخ وتقريع وإدانة القائد العروبي تركي آل الشيخ حفظه الله وأبقاه ذخراً للرياضة والسياسة والثقافة والفنون والإكس بوكس والشيلات العربية .
ورغم إن المعلقين على تغريدات آل الشيخ الفروسية ضد المغاربة قد إنقسموا بين مؤيد ومعارض ، إلا أن تعليقاتهم إجمالا عكست حالة متطرفة من الإستقطاب الحاد بين فريقين متخاصمين بشراسة ، أحدهما يمثل الجمهور العربي العريض المؤيد للمغاربة والمدافع عنهم بوجه آل الشيخ وتخرصاته العدوانية الحمقاء ، والآخر يمثل الجيش الألكتروني السعودي الذي يُراد لعقيدته الشعبوية الإستعلائية الموبوءة بالجراثيم العنصرية أن تعمّ على كامل الخريطة السعودية ، وما بين أولئك وهؤلاء إمتد خندق مريع من نيران الحقد والكراهية المتبادلة ، وكل هذا بسبب من انفلات آل الشيخ ونظرائه من نخبة العهد السعودي الجديد كالذئاب المسعورة على كل آخر وأي آخر لا يشاطرهم مواقفهم السياسية من كل قضية وأية قضية ، وهو الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عما إذا كان كبيرهم الأمير محمد بن سلمان يطّلع ولو على النزر اليسير من خطابهم العدواني اليومي المتخم بالملوثات الشعبوية والعنصرية ، وعما إذا كان يوافقهم الرأي من عدمه فيما يذهبون إليه بخطابهم الفوقي هذا ، خصوصاً وإنهم ما برحوا يرددون بأنهم لا يخترعون رأياً من عندياتهم و (لا يقدحون من رؤوسهم) في كل ما يكتبون ويغردون ويصرحون .
يبقى القول أن وزارة الخارجية المغربية لم تستدع إلى الآن السفير المصري في الرباط للإحتجاج على تغريدات الرئيس المصري الفخري تركي آل الشيخ ضد المملكة المغربية ، ومع إن تصريحات وتغريدات مغربية غير رسمية عديدة تصدت لإجتراءات آل الشيخ بحق المغاربة إلا أن موقفاً رسمياً مغربياً منها لم يصدر إلى اليوم لإعتبارات تقول مصادر موثوقة أنها تعود إلى الإلتباس الحاصل فيما يتعلق بالجهة التي يمثلها تركي آل الشيخ ، وبحسب هذه المصادر فإن الخارجية المغربية لم تستقر إلى اليوم على الجهة التي ستحتج رسمياً لديها على تخرصات آل الشيخ بالنظر إلى أنه يتبوأ أكثر من منصب رسمي في أكثر من دولة ، فهو من جهةٍ محسوب على الكادر القيادي في المملكة العربية السعودية حيث يحتل موقع مستشار برتبة وزير في الديوان الملكي السعودي ، ومن جهة أخرى يشغل كرسي الرئاسة الفخرية لجمهورية مصر العربية ، هذا إضافة إلى تصديه للعديد من المناصب والمهام القيادية المتنوعة الأخرى سواء الرياضية منها أو الترفيهية أو البلايستيشنية .
مهند بتار