“يضحك مثل المراهقين”.. “ديلي بيست” تفضح “ابن سلمان”: حلبه “ترامب” مقابل تلميع صورته وصورة مملكته الخارقة في أمريكا!
شارك الموضوع:
سلطت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية الضوء، على حملة الدعاية المبالغ فيها من قبل وسائل الإعلام الأمريكية المحسوبة على “ترامب” لتلميع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن المليارات التي تمكن الرئيس الأمريكي من جنيها من جيوب السعوديين عبر “ابن سلمان” هي السبب وراء ذلك.
وعلق الكاتب بالصحيفة “سبنسر إكرمان” معلقاً على قرار شركة ناشرة لمجلة “ناشونال إنكويرر” إصدار عدد خاص بمناسبة وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على أكشاك الصحف الامريكية ويحتوي العدد على تقارير تثني وتمدح بن سلمان.
وقال “إكرمان” إن المجلة التي حملت صورة ولي العهد وعنوان “المملكة الجديدة” والتي أصدرها حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “إمريكان ميديا إنك” قدمت أخباراً غير تلك التي اعتاد عليها المتسوقون في المتاجر الأمريكية الكبرى، فهي تقوم بالترويج لحليف ترامب، بن سلمان والذي يقوم بجولة خارجية لتقوية شرعيته ويزور أمريكا في محطته الأخيرة حيث اجتمع الأسبوع الماضي مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض.
وأضاف في مقاله الذي نقله “القدس العربي” أن أكشاك الصحف رحبت به من خلال مجلة صقيلة عالية التقنية عليها صورته ومملكته الجديدة. وسعر النسخة منها 13.99 دولار وعدد النسخ المعروضة للبيع 200.000 نسخة ويمكن مشاهدتها في المطارات الأمريكية ومتاجر وول مارت وسيفوي وكروغر بشكل أثار أسئلة حول العدد الخاص الذي لم يحتو على حتى إعلان واحد.
وتساءل المراقبون إن كان هناك مال خارجي أو سعودي أسهم في إنتاج هذا العدد.
ويضيف إكرمان أن عدد “المملكة الجديدة” لا يحتوي على تعليقات بذيئة عن بن سلمان والعناوين على الغلاف تحبس الأنفاس مثل “محمد بن سلمان ورؤية 2030″ و”حليفنا الأقرب في الشرق الأوسط يدمر الإرهاب” و”يسيطر على إمبراطورية مذهلة من 4 تريليونات دولار” و “يبني للمستقبل مدينة خيال علمي بقيمة 640 مليار دولار” و”يحسن حياة شعبه ويبني الآمال من أجل السلام”.
ويعلق أيضا أن هذه الحديث عن تدمير الإرهاب يتجاوز عقوداً من الدعم المالي الذي قدمته السعودية للجماعات الإرهابية. ويعلق أن العدد الجديد الأفضل الذي لم ينتقد ولي العهد منذ مقالة توماس فريدمان في “نيويورك تايمز″. وقال الكاتب إن الحديث عن إمبراطورية بـ 4 تريليونات محاولة لجذب انتباه ترامب الذي يهمه المال والصفقات التجارية.
وفي داخل العدد مديح لبن سلمان و”حياته الباذخة” وثروته الشخصية 3 مليارات دولار وملكيته لقصر مساحته 54.000 قدما قرب فرساي في فرنسا. ومع ذلك فهدف بن سلمان هو “نشر السعادة” بين شعبه. ويقول إكرمان إن أهم مقال في العدد هو عبارة عن افتتاحية دعائية خصصت لرؤية 2030 والتي يحاول من خلال إعادة تشكيل وتسويق المملكة في ظل بن سلمان.
وجاء فيها “لم يحدث منذ إنشاء المملكة أن مرت بهذه التحولات الجذرية” وأن تنويع الاقتصاد “ليس من أجل حماية النخبة الثرية”. ويريد بن سلمان أن تتحول السعودية إلى “مركز الإستثمار العالمي” ومركز التكنولوجيا.
ولم يذكر العدد حالات الإعدام بالسيف التي تزيد عن عدد الحالات التي قام بها تنظيم الدولة. ولم يشر كتاب العدد الى الحرب الجارية في اليمن منذ ثلاثة أعوام ويشرف عليها وزير الدفاع محمد بن سلمان، ولي العهد نفسه والتي قادت الأمم المتحدة للقول إن اليمن أصبح على حافة المجاعة.
ورغم ما تذكره المجلة من اعتقالات بن سلمان للأمراء ورجال الأعمال باسم مكافحة الفساد إلا أنها تنسى الجزء المهم وهو أن المعتقلين أجبروا على توقيع تعهدات بالتنازل عن أرصدة وحصص من ثرواتهم مقابل الإفراج عنهم، مع أن الأمير كما تفاخرت المجلة يسيطر على ثروة المملكة كلها. وفي الوقت الذي تتجنب فيه المجلة الحديث عن حقوق الإنسان والأمور الأخرى غير المريحة عن السعودية إلا أنها مرتاحة في التأكيد على الشراكة بين ولي العهد والرئيس ترامب.
ويحفل العدد بصور بين ترامب وبن سلمان خاصة زيارته للسعودية في أيار(مايو) 2017 ومنها صورته وهو يلمس مجسم الكرة الأرضية مع الملك سلمان. وتقتبس المجلة ما قاله بن سلمان عن ترامب وأنه الرئيس الذي “سيعيد امريكا للمسار الصحيح”. وهناك صورة لولي العهد مع بيل غيتس والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وهو يضحك مثل المراهقين إلى جانب وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. وتعلق المجلة أنه “زعيم دولي مستعد لنشر الحداثة داخل المملكة”.
ونقلت المجلة ما قاله ولي العهد إلى مراسل “غارديان” مارتن شولوف وتعهد فيه محمد بن سلمان “ما حدث في الثلاثين الماضية لم يكن سعوديا وما حدث بالمنطقة في الثلاثين الماضية لم يكن الشرق الأوسط وبعد الثورة الإيرانية عام 1979 حاولت الكثير من الدول نسخ هذا النموذج ومن بينها السعودية، ولم نعرف كيفية التعامل معها وانتشرت المشكلة في كل أنحاء العالم وحان الوقت للتخلص منها”.
ويعلق إكرمان أن مقالاً لكيسي غراين الذي عمل مستشاراً لواحد من أثرى أثرياء العالم الأميرالوليد بن طلال الذي اعتقله بن سلمان في فندق “ريتز كارلتون” حيث وقف غراين إلى جانب ترامب في المكتب البيضاوي ليعطيك صورة أن السعودية ليست “نسخة مصغرة من داعش” بل المركز المحرك للرأسمالية في القرن الحادي والعشرين.
ودعا السعودية للحصول على حصة من الأسهم في القطاع التكنولوجي. ويرى غراين أن السعودية ليست متعلقة كثيراً في المشكلة مع إسرائيل. فبعد سبعة عقود من الفرص الضائعة للقضية الفلسطينية يمكن ان تحل عبر سوق موحدة وبناء علاقات اقتصادية مع إسرائيل وتشكيل جيل فلسطيني مستعد لبناء مستقبل باهر ودائم لفلسطين.
ولا يوجد في المجلة أي إعلان وبسعر كبير لغلافها وعرض في السوق لشهر حزيران (يونيو) أي بعد زيارة بن سلمان في نيسان (أبريل).
وقالت المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، فاطمة باعشن “لا السفارة ولا أي طرف في الحكومة السعودية طلب هذا ولا نعرف من أصدرها”.
ونفى متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن يكون لها علاقة بنشر المجلة وأحال المجلة للبيت الأبيض الذي لم يرد على أسئلة الموقع ولا منظمة ترامب.
وأكدت “أمريكان ميديا إنك” أنها لم تحصل على دعم خارجي وقارنت العدد الخاص بالأعداد التي أصدرتها في الماضي لإلفيس بريسلي وكينيدي والألعاب الأوليمبية ويعرفون أكثر من ولي العهد البالغ من العمر 32 عاماً.
وفي بيان أرسلته الشركة الناشرة للموقع جاء فيه أن “نشر هذا العدد الخاص كان قرارا تجاريا من أمريكان ميديا إنك ووقت صدوره ليصادف واستثمار التغطية الإخبارية التي أحاطت بوصول ولي العهد والحديث عن لقائه الرئيس ترامب ومدراء الشركات الأمريكية”. مع أن الاهتمام الإعلامي بزيارة بن سلمان لم تكن عامة أبعد من مقابلته مع برنامج “ستون دقيقة” كما ان المجلة لم تركز عليه بل على السعودية: تاريخها وتضاريسها وسباقات الخيل وتربية الصقور ومدنها وطعامها.