شنت الأكاديمية الإماراتية وأستاذة علم الإدارة الاقتصاد في جامعة الإمارات سابقا، الدكتور سارة الحمادي هجوما عنيفا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك على إثر تصريحاته بحق الإسرائيليين العيش بسلام في أرضهم، وتأكيده على المصالح المشتركة التي تجمع المملكة مع إسرائيل.
وقالت “الحمادي” في تدوينة لها عبر حسابها بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”:” إلى #محمد_بن_سلمان إذا أردت أن تبيع نفسك، فبعها، فبئس البائع أنت وبئس الذي يشتري جاهلاً مثلك. المشروع الصهيوني يشكر كل تصريحاتك ومجاملاتك وكذباتك ويدعوك لمزيد من الانبطاح”
إلى #محمد_بن_سلمان
إذا أردت أن تبيع نفسك، فبعها، فبئس البائع أنت وبئس الذي يشتري جاهلاً مثلك. المشروع الصهيوني يشكر كل تصريحاتك ومجاملاتك وكذباتك ويدعوك لمزيد من الانبطاح— د. سارة الحمادي (@hmadi_sara) April 7, 2018
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أكد في مقابلة أجراها معه رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتيك” الاميركية جيفري غولدبرغ قبل اندلاع اعمال العنف الاخيرة في غزة وإسرائيل ونشرت الاثنين انه ليس هناك اي “اعتراض ديني” على وجود دولة اسرائيل.
وردا على سؤال عما اذا كان يعتبر ان “الشعب اليهودي لديه الحق في ان تكون له دولة قومية فوق جزء من أرض أجداده على الاقل؟” قال الامير محمد “أعتقد أن لكل شعب، في أي مكان كان، الحق في ان يعيش في وطنه بسلام. اعتقد ان للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي الحق في ان تكون لكل منهما أرضه”.
كما اعتبر “ابن سلمان” ان “اسرائيل اقتصاد كبير مقارنة بحجمها واقتصادها ينمو بقوة. بالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها مع اسرائيل، وإذا كان هناك سلام، فستكون هناك الكثير من المصالح بين اسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي ودول اخرى مثل مصر والاردن”.
وفي نفس السياق، أشار “ابن سلمان” في حواره مع مجلة “التايم” الذي نشر فجر الجمعة، إلى التوافق الكبير بين المصالح السعودية والإسرائيلية.
وفي رده على سؤال حول مدى توافق مصالح السعودية مع مصالح إسرائيل، وهل سيكون هناك دور لإسرائيل في خطته التي يتبناها للتنمية قال: “حسنا، لدينا عدو مشترك، كما أن لدينا العديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي، لكن ذلك لن يكون قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، لأن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين الحق في العيش والتعايش، وحتى حدوث ذلك، سنراقب ونحاول دعم حل للسلام”.
وأردف قائلا: “عندما يحدث ذلك، بالطبع في اليوم التالي سيكون لدينا علاقة جيدة وطبيعية مع إسرائيل، وستكون الأفضل للجميع”.
وعن رأيه فيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال “ابن سلمان”: “نحن نحاول فعل ما بوسعنا، إنني أحاول التركيز على الفرص التي أمامنا، وعلى الخطوة القادمة، وكيف تؤخذ الأمور في وضع أفضل، وليس على المجادلة بشأن أي خطأ”.
يشار إلى أن تصريحات “ابن سلمان” كانت محل إشادة وترحيب من قبل الصحافة الإسرائيلية، وتحت عنوان:”هل أصبح ولي العهد السعودي صديقا لـ(إسرائيل)؟”، رأت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن “بن سلمان قام بشيء استثنائي وتاريخي”، وهو اعترافه بـ(إسرائيل).
وأضافت: “قد تبدو الكلمات واضحة، لكنها تاريخية.. السعودية هي غوريلا 600 رطل من العالم العربي.. الحاكم السعودي الذي يتحدث عن حق (إسرائيل) بالوجود هو مُغيّر للعبة.. الآن يوجد ولي عهد سعودي يتحدث بصراحة عن حق (إسرائيل) في الوجود، واليهود الذين يعيشون في المملكة”.
وتابعت الصحيفة: “الآن يوجد زعيم للمملكة جعل القضية أكثر قوة ضد إيران من رئيس الحكومة الإسرائيلية.. هل أصبح محمد بن سلمان صديقا لإسرائيل والشعب اليهودي؟.. قد يقول الكثيرون لا إن قراراته هي مجرد معاملة تجارية، ولم يكن هدفه أكثر من وقف إيران، واقترابه من (إسرائيل) من باب عدوّ عدوي صديقي”.
وأردفت الصحيفة: “هل محمد بن سلمان يكره إيران أو يحب (إسرائيل)؟.. هو فقط يمكنه الإجابة على هذا السؤال، وهناك بالتأكيد سبب للاعتقاد بأن الأول مقنع له أكثر من الأخير”.
وختمت بالقول: “لكن في التحليل النهائي، ملك السعودية المستقبلي الذي يتحدث عن حق (إسرائيل) بالوجود، وبدأ السماح برحلات جوية إلى (إسرائيل) فوق أراضيه، ويدين تمويل الجماعات الإرهابية مثل حماس والإخوان المسلمين، ويتحدث بانفتاح عن اليهود الذين يعيشون في بلده، يستحقّ أن يؤخذ على محمل الجدّ ويستحق التعامل معه”.
كما نشرت صحيفة”هآرتس”، مقالا موسعا للكاتب “تسفي برئيل” حمل عنوان: “أقوال ولي العهد السعودي تثير الحماسة، لكن علم (إسرائيل) لن يرفرف قريبا في الرياض”، قال فيه إن “طبيعة التعاون بين (إسرائيل) والسعودية يستحق الفحص على خلفية عداء الجانبين المشترك لإيران”.
وأضاف: “في الوقت الذي يتم فيه نشر تقارير عن التعاون الأمني بين الطرفين بشكل علني، عندما تلتقي شخصيات إسرائيلية رفيعة مع ممثلين سعوديين، وعندما تكون مصالح مشتركة بين الجانبين (كما اعترف ولي العهد بذلك) فيبدو أنه ليس للسعودية أية مشكلة في التعاون مع (تل أبيب) حتى بدون وجود اتفاق سلام معها”.
وتابع: “مع ذلك، ليس من نافل سؤال ما هي أهمية المصالح الإسرائيلية – السعودية في كل ما يتعلق بإيران؟.. هل هذه المصالح ستجعل (إسرائيل) توافق على أن تقوم السعودية بتطوير برنامج نووي خاص بها؟.. وهل ستشجع الكونغرس على المصادقة على بيع تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية للسعودية أو ستستمر في العمل على إحباط صفقة المفاعلات التي تتمّ بلورتها بين واشنطن والرياض؟”.
وتابع: “يجب علينا أن نتمنى له النجاح لأنه ما زال للسعودية دور كبير في تشكيل السياسات الموالية للغرب في الشرق الأوسط، وعند الحاجة، يمكنها لي أذرعا عربية وغربية كثيرة”.
وختم بالقول: “لكن من يعتبر أن أقوال بن سلمان إشارة إلى أن علم (إسرائيل) سيُرفرف قريبًا في الرياض يجب عليه أيضا أن يفحص هل يوجد للسعودية شريك في (إسرائيل)”، على حد تعبيره.
من ناحيته، قال موقع “غلوبس”، إنها “المرة الأولى التي يُطلق فيها مسؤول سعودي تصريحا كهذا”.
وأضاف: “إنه قال إن السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين سيعطي دعماً لمصالح مشتركة بين (تل أبيب) ودول الخليج”.