زاهر الساكت يفند فيديو لـ “روسيا اليوم” ومزاعم استخدام المعارضة للكيماوي في #دوما
شارك الموضوع:
(وطن-وعد الأحمد) عرضت قناة “روسيا اليوم” فيديو لما قالت أنه مختبر لتصنيع المواد الكيماوية استخدمه المسلحون في دوما، وأظهر الشريط عدداً من الأكياس مجهولة المحتوى في مستودع ترابي.
وفي مشهد تال يظهر مرجلان بديا وكأنه تم تركيبها للتو ولم يتأثرا بالجو المليء بالأتربة والغبار، وإلى جانبهما زجاجات كبيرة الحجم، وبدا رف مغبر مليء بزجاجات بلاستيكية وأنابيب للإيحاء بأن المكان مختبر رغم أنه مليء بالغبار والأتربة ولا يوحي بمثل هذا الأمر إطلاقاً، وأظهر مشهد تال نفقاً ترابياً وعدداً من القذائف الفارغة داخله أما مواد التحضير فبدت مكدسة وكأنها أرفف بقالية متهالكة دون وجود منافذ تصفية أو وسائط وقاية للموجودين في الشريط وبدا أحدهم وهو يصور بمنتهى الحرية والأريحية.
وقال مدير التوثيق الكيماوي السوري العميد الركن “زاهر الساكت” لـ “وطن” إن ما ظهر في الفيديو المفبرك لا يدل على شيء ولا على إحداثيات ولم يعط أي قرائن دالة على ما يدعون، بل يبدو مصنعاً لصنع الهاونات الخفيفة العيار 120 والعيار 80 ويبدو أنهم-كما يقول– وضعوا بعض الزجاجات التي تحتوي على كتابات أتوا بها من مخابر الأسد.
وأردف محدثنا أن الفيديو المذكور صُور بوجود ضباط روس كما بدا من لهجتهم في نهاية الشريط ولكنهم لم يكونوا يرتدون وسائط أو أقنعة واقية، لأن أصواتهم لم تتبدل ولم يظهر عليها الخشونة كما يُفترض بمن يرتدي قناعاً واقياً، بل كانوا يتكلمون بأصوات واضحة، بينما بدا المكان عبارة عن قبو محصور يفتقر للتهوية وهذا دليل على تضليلات الأسد وأعوانه.
ولفت محدثنا إلى أن أي مخبر أو معمل كيماوي يتطلب وجود مجموعة تصفية للهواء الملوث الخارج حتى لا يصيب السكان المدنيين بينما –بحسب فيديو روسيا اليوم- بدا المكان مغلقاً وأشبه بمعمل لصناعة الهاونات، وتابع الساكت أن الأساور التي تم تصويرها بالخطأ وكذلك المغسلة كلها مظاهر توحي لأي عاقل واختصاصي وصاحب خبرة بأن الفيديو برمته مفبرك من قبل الروس وأن من قام بتصويره وفبركته يتسم بغباء مطلق.
الساكت الذي كان مسؤولًا في إدارة الحرب الكيماوية في الفرقة الخامسة بجيش النظام قبل أن ينشق أكد أن الدفتر الذي كان يقلبه أحد العناصر في الفيديو يتضمن تركيبات لصناعة المتفجرات كمادة الغليسرين وليس لصناعة المواد الكيماوية، مضيفاً أن “كل من يشاهد هذا الفيديو وغيره يتأكد من تورط النظام الروسي بهذه الفبركة مع نظام الأسد.
وكان المندوب الروسي قد قال في الأمم المتحدة أن هناك مصنعاً للمواد الكيماوية لدى جيش الإسلام في منطقة “الشيفونية” وهو عبارة عن مزرعة للأبقار دخل الروس إليها على أساس أنهم خبراء كيماويين، وظهر بينهم عقيد من قوات النظام يُدعى “نزار فندي” وهو قائد كتيبة الاستطلاع في الفرقة التاسعة ومن مجرمي الحرب وليس له علاقة بالاختصاص الكيماوي.
ولفت الساكت إلى أن من ظهروا في الفيديو كانوا يشرحون عن المراجل دون أن يرتدوا وسائط وقاية أو يتخذوا أي تدابير حماية مفترضة، في حين لو أن أي شخص دخل إلى معامل مواد التنظيف يجب عليه ارتداء وسائط وقاية تجنباً لتأثير المواد الكمياوية العادية فما بالك بمواد كيماوية سامة وأعرب الساكت عن أمله بأن يتم نشر الفيديو المفبرك على نطاق واسع لأنه يكشف للمجتمع المتحضر وخاصة الخبراء الكيماويين المختصين فبركات النظام والروس وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تورطهم في تسهيل استخدام الكيماوي إن لم يكن استخدامه.
وبدوره قال مدير مركز الدراسات العربية الأوربية لحقوق الإنسان “محمد كاظم هنداوي” لـ”وطن” أنه من الطبيعي أن تحاول روسيا فبركة مثل هذه الفيديوهات والأكاذيب بعد خروج أهالي دوما وإرسالها إلى العالم الغربي لإيهامه بأن أهل دوما هم المجرمون وأنهم استخدموا السلاح الكيماوي ليقتلوا أنفسهم في الداخل.
وأضاف محدثنا أن “هذه الفبركات ليست قادرة على إقناع إلا السذج من مؤيدي النظام ومن يسيرون في ركبه ممن يسهل إقناعهم، ولفت محدثنا الى أن الفيديو لم يعرض أي أجهزة مخبرية لتصنيع مواد كيماوية مضيفاً ـأن تصنيع مثل هذه المواد ليس بالأمر السهل فهناك-كما يؤكد- صعوبة كبيرة جداً في إدخال المواد الأولية، إضافة إلى ضرورة توفر شروط خاصة في التعبئة والتخزين.
وختم محدثنا أن “ما تم تعرضه لا يخرج عن كونه فيلماً سيء الإخراج والتمثيل” وكان الأولى بروسيا-حسب قوله- إنتاج فيديو احترافي غير أن المؤيدين ليسوا بحاجة لأكثر من ذلك ليقتنعوا بفرضيات النظام وفبركاته الساذجة.