في محاولة جديدة لتبرئة ساحته والدولة التي تحتضنه، شن صبي “ابن زايد” القيادي الفلسطيني الهارب محمد دحلان هجوما شديدا على تركيا مهددا بمقاضاتها دوليا في أعقاب فضحه من قبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وكشف مسؤوليته عن تهريب الأموال للقائمين على المحاولة الانقلابية الأخيرة في تركيا.
وقال دحلان” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدتها “وطن” محاولا إظهار نفسه بالرجل الوطني الخائف على مستقبل القضية الفلسطينية:” في مثل هذه الظروف الخطيرة كنت أفضل أن لا أدخل في أي سجال أو تراشق إعلامي وسياسي مع أي كان محافظاً على تركيزي على الأولويات الوطنية الفلسطينية، وحشد كل الجهود حول تلك الأولويات بما يتطلبه من توحيد الطاقات وتوفير مستلزمات ومقومات الحياة والصمود في وجه الإعتداءات والإنتهاكات الإسرائيلية والأمريكية السافرة والمتزامنة مع هذا النهج الرسمي الفلسطيني الخطير والغير المسبوق” .
وأضاف قائلا:”لكن مسلسل التسريبات والتلميحات والإتهامات التركية بحقي، والتي حملت الكثير من الإسفاف والبطلان على مدى السنوات الماضية قد بلغت ذروة خطيرة أمس بعد أن وقع تكرارها هذه المرة رسميا على لسان وزير الخارجية التركي في محاولة بائسة ويائسة لتأسيس أي صلة بيني وبين جماعات تركية معارضة يدعي النظام التركي تورطها في أحداث الإنقلاب” .
وزعم “صبي ابن زايد” قائلا:”لقد فشلت كل جهود وتحقيقات السلطات التركية في إيجاد أي دليل مادي أو أرضية لتلك الإتهامات لأنها باطلة ومزيفة، لكنها ورغم كل ذلك الفشل لم تتوقف عن نهجها وسياستها للزج بأسمي بمناسبة ودون مناسبة في أحداث تركية داخلية، مما يفضح سلوك بعض قادة الاخوان المسلمين الهاربين من دولهم من جانب، وسعي الحكومة التركية لإتهام الخارج بأحداث داخلية تسويقا للأزمة من جانب آخر” .
وفي محاولة منه لزرع الفتنة التي كشف عنها وزير الخارجية التركي بين العرب وتركيا، قال “دحلان”:”كل ذلك يترافق ويتزامن مع نهج الحكومة التركية في إهانة العرب دولا ومؤسسات قومية تعبيرا عن سياسة التضليل وصرف الأنظار عن جرائمها المتكررة ضد الإنسانية وإحتلالها لإجزاء غالية من وطننا العربي، وعدوانها الدموي المتكرر على سوريا والعراق وليبيا واليمن، ومحاولات تضليل الرأي العام التركي والعربي بإدعاء إنجازات ومواقف وبطولات زائفة في القضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس، في الوقت الذي تنمو فيه العلاقات التركية الإسرائيلية مستويات نوعية مميزة أمنيا وإقتصاديا” .
واختتم صبي “ابن زايد” تدوينته مهددا تركيا بالقول: “لذلك كله، ومع أني لا أخشى إلا الله، ولم أحني يوما رأسي أمام عاصفة مهما كانت عنيفة، وكما قال زعيمنا الخالد الشهيد أبو عمار ياجبل مايهزك ريح، فإنني احتفظ بحقي في إتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لمقاضاة الحكومة التركية لردع هذه الحملة القذرة وخاصة بعد تبنيها على المستوى الرسمي علنا، وهو أمر بالغ الخطورة يخفي أغراضا وأهدافا دفينة ومبرمجة في فكر وعقيدة ونهج الرئيس رجب طيب أردوغان وحكوماته المتعاقبة، وبهذه المناسبة فأنني أطالب المؤسسات الدولية بإجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف في كل مزاعم وإتهامات الحكومة التركية بحقي وحق غيري من الدول والجهات الخارجية” .
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد شن جوما عنيفا على الإمارات والقيادي الفلسطيني الهارب محمد دحلان، مشيرا أن دولة عربية بعينها تتزعم معاداة تركيا وتعمل على تعكير علاقاتها بمحيطها العرب، في ما اعتبر إشارة واضحة للإمارات.
وقال الوزير خلال حوار أجري ، السبت، ضمن فعاليات الملتقى الأول للصحفيين العرب في إسطنبول إن هذه الدولة ، التي لم يسمها، تدفع الأموال لشركات علاقات عامة وجهات إعلامية أوروبية للعمل ضد بلاده، وإنها ساهمت في تمويل المحاولة الانقلابية التي جرت في تركيا منتصف 2016.
وبحسب “الجزيرة.نت” فقد أضاف جاويش أوغلو أن الأموال التي وصلت إلى “الانقلابيين من جماعة فتح الله غولن” في تركيا نقلت لهم عن طريق القيادي الفلسطيني السابق محمد دحلان، الذي يعمل منذ خروجه من قطاع غزة عام 2007 مستشارا لدى ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
وتساءل الوزير التركي عمن دفع بدحلان مجددا إلى المشهد الفلسطيني رغم تاريخه و”علاقاته المشبوهة”، وقال إن هدف تركيا في فلسطين هو أن تجمع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) معا، في حين تحرص تلك الدولة العربية على تعزيز الفرقة والدفع برجلها إلى الرئاسة، حسب قوله.
وأكد أوغلو أن السياسة الخارجية لبلاده تقوم على أسس مبدئية وعلى مصارحة الأشقاء في العالم العربي بما يرونه صوابا أو خطأ “وهو ما يثير حنق البعض”.
وأضاف الوزير “لذلك كرهونا عندما قلنا إن حصار قطر خطأ، ولكننا كنا سنؤكد الموقف نفسه لو كان من تعرض للحصار دولة عربية أخرى، ونحن نؤمن في تركيا بأن صديقك هو من يصدقك”.