“القدس” على صفيح ساخن.. “ايفانكا” وزوجها وصلا لافتتاح السفارة والفلسطينيون يحتشدون وحدهم للمواجهة!

تشهد الأراضي الفلسطينية حاليا توتر غير مسبوق تزامنا مع إحياء يوم النكبة ويوم نقل السفارة الأمريكية للقدس غدا 14 مايو، حيث تسيطر حالة من الرعب على جيش الاحتلال الاسرائيلي خشية “الغضبة” الفلسطينية.

 

“إيفانكا” تنوب عن والدها

ووصل اليوم، الأحد، وفد أميركي لافتتاح سفارة واشنطن لدى إسرائيل، المقرر غداً الإثنين، بعد نقلها من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، على رأسه “إيفانكا ترمب”، ابنة الرئيس الأميركي، ومستشارته، إلى جانب زوجها، جاريد كوشنر.

 

وقبيل مغادرتها الولايات المتحدة أعربت إيفانكا عن شعورها “بسعادة كبيرة وفخر” لتوجهها إلى القدس لحضور حفل افتتاح السفارة. ونشرت صورة قديمة لها أمام حائط المبكى عبر “إنستغرام”، أتبعتها برسالة قالت فيها: “أعود بسعادة بالغة إلى القدس.. يشرفني الانضمام إلى الوفد الموقر الذي يمثل الرئيس ترمب وإدارته والشعب الأميركي في الحفل العظيم لإحياء ذكرى استقلال إسرائيل وافتتاح سفارتنا الجديدة بالقدس”.

 

وأضافت: “أتطلع للاحتفال بالذكرى الـ70 لاستقلال إسرائيل، والمستقبل المشرق الذي ينتظرنا”.

 

غضبة فلسطينية

وانتشرت كالنار في الهشيم دعوات على مجموعات الواتساب والمحادثات الشخصية، للحشد لتظاهرات مسيرات العودة التي ستنطلق غدا في قطاع غزة لخطف الأنظار عن مشهد الاحتفال بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة.

 

أبو بشير من سكان قطاع غزة، تلقى رسالة الحشد على هاتفه، وأبدى استعداداً للمشاركة في الحدث الذي اعتبره فارقاً رداً على الدعوات الأميركية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي حديث مع “عربي بوست” قال “شباب غزة سيخرجون بمشهد غير مسبوق، ستكون مفاجأة لكل العالم”

 

ويضيف أبو بشير “لدينا هذه المرة خطة، سنقتحم السياج الحدودي بمجموعات منظمة، وستشارك معنا كل الوحدات، وحدة الكوشوك ووحدة قص السلك ووحدة اقتحام السلك وبعد ذلك سيكون دخول أهلنا من نساء ورجال وشيوخ وأطفال إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإن اضطر الأمر إلى الجلوس في الأماكن لفترات فنحن لها ولو طالت لعام أو أكثر”.

 

وأضاف أبو بشير”الشباب الغزاوي يقود الحراك بكل قوة”، ولفت “نحن واثقون من أن المسيرات هذه المرة ستكون أقوى من أي مرة، نتحدث عن مئات الآلاف الذين سينخرطون في الزحف نحو ديارنا التي هجرونا عنها”

 

وإلى جانب إيفانكا وجاريد، يشارك في الوفد الأميركي سفير واشنطن لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، ونائب وزير الخارجية، جون سوليفان، ووزير الخزانة، ستيفن منوشين.

 

كما سيشهد الافتتاح أيضاً اجتماعاً للوفد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

 

يشار أن وفوداً دبلوماسية من النمسا وتشيكيا ورومانيا والمجر ستشارك في الحفل، بالرغم من الإجماع الأوروبي على رفض الخطوة.

 

ذكرى النكبة

ويتزامن يوم 14 مايو، مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، والذي تعتبره تل أبيب ذكرى قيامها. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد اتخذ قراراً بنقل السفارة، واعتبار المدينة الفلسطينية المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل، نهاية العام الماضي، وسط انتقادات دولية واحتجاجات فلسطينية.

 

مسيرات الزحف نحو القدس

أحمد أبو رتيمة أحد منسقي مسيرات العودة تحدث إلينا قائلاً “46 شهيداً قدمهم قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة قبل نحو شهرين، والتي كانت فكرتها  التحضير ليوم النكبة، وهو ذات اليوم التي قررت فيه إسرائيل نقل سفارتها إلى القدس نريد في هذا اليوم أن نعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، نعم سيكون هناك مشاركة بالملايين، ونحن لسنا وحدنا، بل العمل يتم في كل أماكن تواجد الفلسطينيين، في كل مكان”.

 

و في رام الله، قال عصام بكر منسق القوى والفصائل الفلسطينية لعربي بوست، إن الجميع جاهز وموحد” لتحرك غير مسبوق سيشمل كل مدن الضفة، والقدس، وعواصم ٤٦ دولة عربية وأجنبية” وأضاف “يوم الإثنين سيكون مميزاً بكل أحواله، لأنه أولاً وحد الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والقدس ولبنان وسوريا والأردن، وفي عواصم كل دول العالم، ولأنه سيشهد مشاركات مليونية من كل المناطق ستحمل عنوان مسيرات الزحف نحو القدس”.

 

استنفار لجيش الاحتلال

وذكرت صحيفة “هآرتس″ العبرية، أن جيش الاحتلال وقوات الشرطة الإسرائيلية ستعزز تواجدها في القدس والضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة، وفي مدن الداخل المحتل بآلاف الجنود وأفراد الشرطة، وقوات حرس الحدود، حيث سيتم نشر 11 كتيبة من الجيش على امتداد الحدود مع قطاع غزة، أما في الضفة الغربية سيتم تعزيز القوات بوحدات أخرى.

 

زياد حموري مدير مركز القدس للمساعدة القانونية، وأحد المشاركين في تحضيرات كبيرة ستشهدها المدينة غداً الإثنين قال لعربي بوست “نحن مستعدون لتظاهرات متعددة في مختلف مناطق القدس، لكن أكبر تظاهرة ستتوجه إلى حي أرنونا، الذي ستنقل السفارة الأميركية إليه”.

 

وقال الحموري” نتوقع مشاركة كبيرة رغم كل المحاولات الإسرائيلية التي تجري وستجري لمنعنا من التظاهر، ولا أحد يمكن أن يتنبأ إلى أن ستتجه الأمور. فمن جهة هناك حالة استنفار شديد من قبل الاحتلال، بعد ارتفاع حدة التوتر في ظل قرار ترمب.

 

ومن جهة الفصائل الفلسطينية ومؤسسات القدس جميعها تستهد على قدم وساق لتظاهرات ضخمة ستبدأ يوم الإثنين ولا نعلم إن كانت ستستمر أم تنتهي”. مشيراً إلى أن التحركات التي تخرج من مدينة القدس تحديداً دائماً ما تفاجئ الاحتلال، فبعد أن نصبت إسرائيل بوابات حديدية على مداخل المسجد الأقصى العام الماضي شهدت المدينة هبة جماهيرية استمرت قرابة شهر وانتهت بإزالة البوابات.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى