قطر قلبت الطاولة على السعودية

نشرت صحيفة “ايكونومي جورنال” الصينية, تقريرا تحدثت فيه الأزمة الخليجية, مشيرة إلى أنه بعد مرور عام، على أسوأ أزمة دبلوماسية على الإطلاق في منطقة الخليج العربي ما زالت الأوضاع على ما هي عليه.

 

وقال مراسل المجلة في تقرير له من الدوحة: كنت في قطر في الآونة الأخيرة، ووجدت أنه خلافاً للاعتقاد السائد، بقيت البلاد مزدهرة إلى حد كبير ولم تضعف واستطاعت مواجهة الهجمات المستمرة التي يشنها السعوديون.

 

وأضاف التقرير، أن الحكمة والعزيمة التي أظهرها شعب قطر وجهوده للتغلب على الأزمة تثير الاعجاب والاحترام.

 

وبينت الصحيفة الصينية، أن دول الحصار تصعد من خطابها وممارستها ضد الدوحة غير أن قطر لطالما كانت قادرة على الحفاظ على قنواتها المباشرة للحوار مع الولايات المتحدة، مما يمنع اي تهديد لمكانتها في المنطقة.

 

تجاوز الحصار

واعتبرت الصحيفة أن الحصار كان له جانب ايجابي حيث ساعد في توحيد أبناء الشعب القطري ووفر فرصة للتنمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الاقتصاد وإرساء أسس التنمية المستدامة.

 

كما أن الحصار عزز روح الانتماء لدى الشعب القطري، وأصبح الأمير تميم رمزا للصمود، حيث ينشر القطريون والمقيميون صورة الامير في أنحاء البلاد.

 

وتجد في كل مكان الملصقات العملاقة، بالإضافة إلى الهدايا التذكارية التي تحمل صورة الأمير عليها، في كل مكان في قطر. ويظهر الشعب القطري والمقيمون الدعم لحكومتهم في ظل الحصار الجائر.

 

وشددت الصحيفة على أن الدوحة تمكنت في ظل الأزمة من تعزيز وإبراز قيمتها الاستراتيجية الخاصة بها في أعين القوى الغربية الكبرى. ونجحت في تعزيز علاقتها مع عدد من البلدان من خلال فتح أسواق جديدة.

 

وحافظت على علاقتها مع الولايات المتحدة التي تنشر قواتها في قاعدة عسكرية رئيسية ولها استثمارات ضخمة مع الدوحة، مما يجعلها معنية بالحياد في الأزمة الخليجية والبحث عن حلول لها.

 

حيث دعا وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الرياض إلى إنهاء عدائها ضد الدوحة من أجل تسهيل الوحدة في المنطقة. حيث إن للولايات المتحدة مخاوف استراتيجية من تواصل الأزمة الخليجية.

 

نمو اقتصادي

وذكرت ايكونومي جورنال الصينية أنه في صيف عام 2017، واجهت قطر فجأة حصارا شاملا تحت قيادة السعودية والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى مثل البحرين. وتمكنت الدوحة من تجاوز هذه الأزمة سريعا وتمكنت الدولة من تزويد الأسواق بالبضائع والموارد الضرورية للبلاد.

 

وفي الوقت نفسه، بما أن بعض دول الخليج مثل الكويت وعمان ظلتا محايدتين طوال الأزمة الدبلوماسية، فقد وفرت لقطر ” مجالا حيويا” رئيسيا وسط الحصار الذي يفرضه السعوديون وحلفاؤهم.

 

وواصلت الصحيفة: تمكنت قطر من أن تكون مركزا عالميا للخدمات المصرفية والمالية، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمرات الدولية، وبينت أنها قادرة تمامًا على تحمل أي ضغط اقتصادي أو دبلوماسي تقوم به دول الحصار، ويبدو أن الدوحة مصرة على المضي قدما في خياراتها السياسية والاقتصادية.

Exit mobile version