كشف موقع إخباري فرنسي عن اجتماع “سري” جمع بين وزير الداخلية التونس المُقال لطفي براهم ورئيس المخابرات الإماراتي في جزيرة “جربة” جنوب شرق تونس نهاية شهر أيار/مايو الماضي لمناقشة سيناريو مشابه لـ”الانقلاب الطبي” الذي نفذه الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الحبيب بورقيبة.
وكشف نيكولا بو رئيس تحرير موقع “موند أفريك” في مقال بعنوان “التحالف الفاشل للإماراتيين مع لطفي براهم” عن “الاجتماع الليلي الأخير في جزيرة جربة الذي جمع بين بين الوزير المُقال ورئيس المخابرات الإماراتية بعد عودته من باريس حيث عُقد اجتماع تمهيدي في قمة ليبيا التي نظمها إيمانويل ماكروت في 29 أيار/مايو”.
وأضاف بو “خلال هذه القمة السرية، ناقش الجانبان التونسي والإماراتي خارطة الطريق التي كان من شأنها أن تؤدي إلى تغييرات على رأس الدولة: إقالة رئيس الوزراء يوسف الشاهد وتعيين وزير دفاع بن علي السابق، كمال مرجان رئيساً للحكومة، لكن هذه المقرحات رُفضت لاحقا من الرئيس الباجي قائد السبسي”.
وأشار الكاتب إلى أن الجانبين ناقشا أيضا تكرار سيناريو “الانقلاب الطبي” الذي قام به بن علي ضد بورقيبة عام 1987 بذريعة عدم قدرته على القيام بمهامه بسبب تقدم سنه، لافتا إلى أن براهم قام بالتمهيد لهذا الأمر عبر الاتصال بعدد من السياسيين من بينهم رضا بلحاج أحد مؤسسي “نداء تونس″ الذين انشقوا عنه لاحقا، فضلا عن عدد من السياسيين الذين تم اختيارهم بعناية بدعم مستمر من الإمارات بهدف تكرار السيناريو الليبي في تونس، “إلا أن تقارير استخباراتية من الجزائر وفرنسا وألمانيا حالت دون تنفيذ هذا المخطط، وشجعت الشاهد على استغلالها للحصول على “رأس″ خصمه السياسي لطفي براهم، بعد موافقة الباجي قائد السبسي”.
وكان محللون تونسيين أكدوا في وقت سابق أن إقالة براهم من قبل رئيس الحكومة جنّبت البلاد من سيناريو “كارثي” أعدته السعودية والإمارات للانقلاب على مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، ويعتمد ذات السيناريو الذي اعتمده الرئيس السابق زين العابدين بن علي للانقلاب على الحبيب بورقيبة.