البقرة الحلوب للحوثيين.. “التايمز”: الحديدة امتحان للسعودية وولي عهدها ونخشى من “حمام دم”

علقت صحيفة “التايمز” البريطانية عن العملية العسكرية التي يقودها التحالف العربي في “الحديدة” اليمنية, مشيرة إلى أن السعودية التي ترأس هذا التحالف تواجه حالياً امتحانا استراتيجيا في اليمن.

 

وتحت عنوان: “دم البحر الأحمر” تحدثت الصحيفة عن العملية التي تقوم بها القوات اليمنية المدعومة من السعودية في ميناء الحديدة اليمني وقصفته من البحر والجو.

 

وأضافت أن العملية التي تقوم بها أغنى دولتين في الشرق الأوسط على أفقر دولة فيه وذلك لطرد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بدا كمشهد قاتم.

 

وهناك مخاوف من تدهور الوضع الإنساني نتيجة توقف نقل المواد الإنسانية من الميناء للمحتاجين. ويعلم الهجوم ليس الفوضى المزمنة في الشرق الأوسط ولكن المعضلة الكلاسيكية في الشرق الأوسط والتي تعاني منها مناطق العبور الدولية، خاصة أن  الحديدة تواجه مضيق باب المندب، وما يجب عمله أمام الكارثة الإنسانية.

 

ففي الوقت الحالي يعيش اليمن  حالة من الحرب الأهلية والتي بدأت قبل ثلاثة أعوام عندما قام المتمردون الحوثيون بالسيطرة على العاصمة صنعاء وأجبروا بعد ذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى عدن ومنها إلى السعودية. وأضافت أن الحوثيين القادمين من الشمال قسموا اليمن بناء على الخطوط الطائفية والمناطقية. فهم يسيطرون على العاصمة لكن مصدرهم المالي أو بقرتهم الحلوب هي ميناء الحديدة الذي تصل إليه كل المساعدات الإنسانية.

 

ويتم فرض الضريبة على المساعدات وعادة ما  تنتهي في المناطق الخاضعة لهم. وتشير إلى أن الحوثيين أثبتو ا عجزا عن نهاية الفقر الذي يعاني منه اليمنيون. ويرغب هؤلاء أو معظمهم برحيلهم، ولكنهم يخشون حمام دم أو عمليات انتقامية لو أجبروا على الرحيل. ويقول السعوديون وحلفاؤهم أن “تحرير” المدينة سيؤدي لتحسين حياة السكان وستنقل المواد الغذائية سريعا للمناطق الداخلية  وستوزع بشكل عادل وهناك وعد بتحديث الميناء وقطع المساعدات الإيرانية.

 

والسؤال الكبير إن كانت هذه الوعود تبرر عملية عسكرية وتصعيدا في الحرب. فالمدينة يعيش فيها نصف مليون نسمة معظمهم من الأطفال. وعادة ما تخطيء السعودية الأهداف رغم الدعم الأمريكي والبريطاني .

 

وبدأ الحوثيون يذوبون بين المدنيين وقد يتبعون سياسة الأرض المحروقة بشكل تعطل من حركة الملاحة في الميناء.

 

وهذه مظاهر القلق والخيار الثاني هو ترك الحوثيين يثرون انفسهم ويزيدون من ترسانتهم وهذا ليس حلا.

 

وقرر السعوديون التحرك  لا لإنهم حصلوا على تقارير أمنية عن ضعف الحوثيين بل لاعتقادهم أن هناك انتصارا يمكن انتزاعه بسهولة ويغير من مسار الحرب الأهلية.

 

 

ولو تحقق هذا فيجب أولا إعادة نقل المساعدات الإنسانية، أما الثاني فهو مواصلة البحث عن حل سياسي للأزمة يقوم على يمن فدرالي بمؤسسات قوية.

 

وستكون معركة الحديدة امتحانا للأعصاب والمهارات لولي العهد  السعودي الأمير محمد بن سلمان. وكرجل يريد إقناع العالم بمهاراته السياسية فلا يستطيع تحويل الحديدة إلى حمام دم.

 

Exit mobile version