أينما حلّ الخراب ابحث عن “عيال زايد”.. مجاملة رجال “السيسي” لـ الإمارات وراء النهاية المبكرة للمنتخب بالمونديال
في مفاجأة جديدة ضمن سلسلة الجدل الدائر حول المنتخب المصري منذ إعلان توديعه كأس العالم رسميا عقب خسارته القاسية من روسيا، كشفت تقارير أن الصورة الهزيلة التى ظهرت بها مصر خلال منافسات كأس العالم الحالية، لم يكن وراءها الأداء الفني ومستوى اللاعبين فحسب، بل هناك ما هو أكبر.
وبحسب ما نقلته “وول ستريت جورنال” فإنه قد لا يتصور البعض أن فريق المنتخب الوطني كان يسافر آلاف كيلو المترات قبل كل مباراة، مما تسبب في إرهاق اللاعبين، حيث أعلن إيهاب لهيطة، مدير المنتخب، أن الاتحاد المصرى لكرة القدم وقع اختياره على مدينة جروزنى عاصمة الشيشان لتكون مقراً لإقامة الفريق الوطنى خلال مشاركته فى بطولة كأس العالم.
وبرر “لهيطة” فى مؤتمر صحفى أن هناك مجموعة أسباب لهذا الاختيار، أولها «القرب الجغرافى» لأن هذا المكان هو أقرب الخيارات المتاحة مع المدن التى ستقام فيها مباريات المجموعة، إلا أنه لم يذكر أن المسافة بين جروزنى ومدينتى يكاترينبرج وسان بطرسبرج، حيث يلعب الفريق مباراتيه الأوليين، تبلغ 2600 كيلومتر بالتمام والكمال، بينما المسافة مع مدينة فولجوجارد تبلغ 800 كيلومتر.
لم يضيع رئيس الشيشان الفرصة الذهبية، وأعلن بنفسه عبر حسابه الرسمى على وسائل التواصل الاجتماعى الروسية أن المدينة جاهزة لاستقبال بعثة المنتخب المصرى، وأن الفريق سيقيم فى أحد الفنادق الجديدة التى سيتم افتتاحها خصيصا قبل بداية بطولة كأس العالم.
من هنا يظهر خيطًا جديدًا في الأزمة، حيث أن فندق “The Local” ، الذى تم اختياره لإقامة بعثة المنتخب الوطنى طوال البطولة، لم يكن قد تم افتتاحه للعمل عندما اختاره الاتحاد، وأن هذا الفندق مملوك لمستثمرين من الإمارات حيث تم تصميمه على الطراز الشرقى العربى.
المسافات التى يقطعها كل فريق لأداء مبارياته فى البطولة استرعت انتباه «أندرو بيتون» محرر جريدة «وول ستريت جورنال» الشهيرة، خاصة أن روسيا هى أكبر دولة فى العالم من حيث المساحة، حيث كتب تحليلا مطولا عن تأثير هذه المسافات على أداء الفرق، وتوصل إلى أن أكثر فرق البطولة تأثرا بهذه السفريات المرهقة هو بلاشك الفريق المصرى.
ووفق الرقم الذى تم حسابه اعتماداً المسافة بين مقر إقامة الفريق والسفر ذهابا وإيابا لأداء مباريات المجموعة، يبدو أن جميع الفرق قطعت مسافات مختلفة للسفر، إلا أن بعض هذه الفرق تجاوز كل الحدود، وعلى رأسها الفريق المصرى الذى حل فى المركز الأول بمسافات سفر متوسطة بلغت 5288 ميلا، فى الوقت الذى قطع فيه فريق كولومبيا أقل مسافات بـ761 ميلا فقط.
ويوضح تقرير «وول ستريت جورنال» الموقف قائلا: «معسكر إقامة الفريق الروسى فى مدينة موسكو، وهى نفس المدينة التى استضافت مباراة الفريق الأولى، بعدها سافر الفريق إلى مدينة سان بطرسبرج لمواجهة مصر، ثم العودة قبل السفر مرة أخرى لينهى مباراته الثالثة فى مدينة سامارا، ويبلغ إجمالى المسافات 1320 ميلا، فى الوقت الذى يقطع فيه الفريق المصرى الموجود فى نفس المجموعة مسافات تتجاوز 5000 ميل».
ويكمل محرر الصحيفة الأمريكية أن جدول مباريات مصر هو الأكثر قسوة فى البطولة، بعد أن تم وضع معسكرهم فى أقصى جنوب البلاد، وعليهم القيام برحلات طويلة إلى الشرق وأقصى الشمال أيضا.
وبينما يبدو جدول تحركات الفريق المصرى مجهدا لأى مسافر، إلا أن الأمر يكتسب أبعادا أخرى فى المنافسة عندما تقارن تحركات المصريين إلى الملاعب المختلفة مع فريق آخر مثل كولومبيا على سبيل المثال.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن حديث الأرقام لا يكذب، فبينما كان “كوبر” وبعض اللاعبين سببا من أسباب الخروج المبكر للمنتخب الوطنى من بطولة كأس العالم، إلا أن اتحاد الكرة بقراراته الغريبة والمثيرة للريبة يتحمل جانبا أكبر من مسؤولية الفشل، الذى يحتاج بكل تأكيد إلى مراجعة، وإلى حساب.