تسببت تصريحات رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز حول رفض بلاده القاطع لفتح الحدود مع سوريا، وتشديده على أن الأردن لن يستقبل لاجئا واحدا بعد الآن، موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي انتفضت لمطالبة الحكومة بفتح الحدود أمام النازحين السوريين في مناطق الجنوب السوري التي تتعرض لحملة إبادة على أيدي قوات النظام والطيران الروسي.
وأطلق الناشطون الأردنيون عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” هاشتاجا بعنوان: “#افتحوا_الحدود”، حيث لقي الهاشتاج تفاعلا كبيرا من قبل المغردين جعله يحتل قائمة الوسوم الأكثر تداولا في الأردن.
وعبّر الأردنيون عبر الهاشتاج عن عمق العلاقات بين الشعبين، السوري والأردني، من خلال آلاف التغريدات التي انتشرت على الموقع خلال ساعات.
كما أظهر الهاشتاج المعدن الأصيل للشعب الأردني من خلال تأكيد العديد من المغردين عن استعدادهم لتقاسم لقمة الخبز مع إخوانهم السوريين.
لم أختر جنسيتي..كان من الممكن جدا ان اتواجد اليوم مع طفلاي على الحدود الاردنية بدلا من التواجد في مدينة الالعاب.
اطفال سوريا بيشبهوا كل الاولاد، زي ما بنخاف عاولادنا اهاليهم بيخافوا عليهم ودمهم غالي #افتحوا_الحدود— رانيا الصرايرة (@Raniaalsarayrah) ٢٨ يونيو ٢٠١٨
لما بتقرأ المكتوب على هاشتاج #افتحوا_الحدود بتتذكر قديه بتحب الناس، وقديه بشرّفك إنك تنتميلهم.
— jaber jaber (@jaber87) ٢٨ يونيو ٢٠١٨
اَي شخص ضد فتح الحدود مش معقول يكون إنسان طبيعي، أوضاعنا السيئة مش حجة، طول عمرنا إقتصادنا سيّء و كلنا عارفين إنه اللاجئين مش مسؤولين عن الفساد اللي بالبلد.
أصلاً بجميع الأحوال مش مقبول إخواننا تحت القصف و إحنا مسكرين الحدود بوجهم!
حرام اللي عّم بصير ول يا الله! #افتحوا_الحدود— Saja Bataineh (@Saja_AlBataineh) ٢٨ يونيو ٢٠١٨
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا ولكنَّ “انسانية الشعوب” تَضيقُ ..#افتحوا_الحدود
— ارنستو و شرَّفتو (@mohammad_adawi) ٢٨ يونيو ٢٠١٨
نحن لا نتبرأ من قرار اغلاق الحدود فقط بل نرفضه ايضاً بكل تبعاته #إفتحوا_الحدود ..
— ارنستو و شرَّفتو (@mohammad_adawi) ٢٨ يونيو ٢٠١٨
عندما ترى أشلاء أطفال درعا تملأ الشوارع نتيجة القصف الهمجي الروسي, وترى الأردن العربي المسلم يغلق حدوده في وجه إخوانه النازحين السوريين .. تكتشف كم نحن أمة مترهلة لا تستحق الإحترام! #افتحوا_الحدود
— واحد من الناس ! (@KeNt_977) ٢٨ يونيو ٢٠١٨
كل انسان حقه يهرب من الموت ومن مناطق الحروب واللي بيسلبه هالحق شريك في قتله، فش ظرف سياسي او اجتماعي او اقتصادي ممكن يبرر اغلاق الحدود بوجه شخص هارب من مجرمين بيقصفوا عشوائي #افتحوا_الحدود
— معاذ ابوعون (@MoathAbuOwn) ٢٨ يونيو ٢٠١٨
وكان رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، قد صرح بأن بلاده لن تستقبل أي لاجئ سوري جديد عبر الحدود، معتبرًا أن “الأردن استوعب أكثر من قدرته بكثير”.
وتأتي تصريحات الرزاز في الوقت الذي تشهد فيه محافظة درعا الحدودية مع الأردن عمليات عسكرية في مسعى من قبل قوات النظام المدعوم بالطيران الروسي للتقدم على حسب فصائل المعارضة، ما أثار مخاوف أردنية من موجة لجوء جديدة.
ونزح من محافظة درعا باتجاه الحدود الأردنية مؤخرًا ما يزيد على 45 ألف شخص باتجاه الحدود السورية- الأردنية، نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة، وفق تقديرات للأمم المتحدة.
واعتبرت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام، ستيفان دوجاريك، أن “نزوح آلاف المدنيين باتجاه الأردن، يشكل خطرًا على الأمن الإقليمي”، وأضاف أن “الأمين العام، انطونيو غوتيريش، يشعر بقلق بالغ جراء التصعيد العسكري الأخير في جنوب سوريا”.