تسريبات اجتماع مغلق لـ”نتنياهو”.. زعماء عرب رفضوا طلب “كوشنر” تمويل عملية إعادة إعمار غزة لإتمام “صفقة القرن”

نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر سياسية وصفتها بالمطلعة، وجود أزمة تعوق إتمام عملية “صفقة القرن” التي ترعاها أمريكا بقيادة صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر الموالي لإسرائيل، وتتمثل هذه الأزمة في رفض قادة دول عربية تمويل إعادة إعمار غزة كجزء من الخطة الموضوعة لإتمام الصفقة.

وذكرت القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ في تل أبيب، وصفتها بالمُطلعّة جدًا، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، قال في جلساتٍ مُغلقةٍ إنّه خلال اللقاء الذي عقده هذا الأسبوع مع مبعوثي الإدارة الأمريكيّة، غاريد كوشنير وجيسون غرينبلات، لم يُفصحا أمامه على تفاصيل خطّة السلام الأمريكيّة، المُسّماة بـ”صفقة القرن”.

وتابع مُحلّل الشؤون السياسيّة في التلفزيون، باراك رافيد، تابع قائلاً إنّ مسؤولاً رفيعًا شارك في الاجتماع أكّد أنّ نتنياهو قال إنّ الإدارة الأمريكيّة تُركّز جُلّ جهودها في هذه الفترة بالذات من أجل إيجاد حلٍّ للمشكلة الإنسانيّة في قطاع غزّة، ولكنّهما، أيْ كوشنير وغرينلات، يجدون صعوبةً بالغةً في إقناع دول العالم بدفع الأموال لإعادة بناء البنية التحتيّة في القطاع، على حدّ تعبير المسؤول الإسرائيليّ.

وشدّدّ الموظّف الإسرائيليّ الرفيع، كما أضاف التلفزيون العبريّ، على أنّ كوشنير وغرينبلات اهتمّا خلال زيارتهما الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط بالمشكلة الإنسانيّة، التي يُعاني منها قطاع غزّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الأزمة الإنسانيّة في غزّة تتصدّر أجندة البيت الأبيض في هذه الفترة، كما قال.

وكشف المسؤول الإسرائيليّ النقاب عن أنّ الإدارة الأمريكيّة تعمل جنبًا إلى جنب مع مبعوث الأمم المُتحدّة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادنوف، والذي يُركّز كلّ اهتمامه لمسألة غزّة، وحتى أنّه قام بإعداد خطّ عملٍ تشمل إقامة صندوق دوليّ تحت إدارة الأمم المُتحدّة، والذي يعمل على تجنيد الأموال من أجل تقديمها لقطاع غزّة، بهدف حلّ المشكلة الإنسانيّة فيها.

علاوةً على ذلك، أضاف الموظّف الإسرائيليّ الرفيع، في حديثه للقناة العاشرة العبريّة، فقد تمكّن الأمريكيون والمبعوث ميلادنوف من زيادة الاهتمام في الشرق الأوسط وفي المجتمع الدوليّ أيضًا بالأزمة الإنسانيّة في غزّة، ولكنّهم فشلوا في تشكيل مجموعةٍ من الدول لكي تعمل سويةً لحلّ الأزمة.

كما أضاف المسؤول أنّ الولايات المُتحدّة والأمم المُتحدّة تجدان صعوبةً بالغةً في إقناع الدول المانحة بالتبرّع لمشروع إعادة البنية التحتيّة في غزّة، كاشفًا النقاب في الوقت نفسه عن أنّ الخطّة الأمريكيّة لعقد اجتماع للدول المُرشّحة لدفع الأموال في العاصمة المصريّة، القاهرة، فشلت بعد أنْ أعلنت الدول المانحة رفضها دفع الأموال، التي يطلبها الأمريكيون لإعادة تأهيل الحياة الإنسانيّة في القطاع، على حدّ تعبيره.

وكما كان مًتوقعًا، فقد حملّ المسؤول الإسرائيليّ مسؤولية فشل مساعي الأمريكيين والأمم المتحدّة لرئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، الذي يرفض التعاون مع الأمريكيين بتاتًا، وبشكلٍ خاصٍّ في كلّ ما يتعلّق بقطاع غزّة، زاعمًا أنّ الحيرة الكبيرة لكلٍّ من كوشنير وغرينبلات تتمثّل في إقدامهما على مُواصلة الطريق في خطّتهما لإنقاذ قطاع غزّة من الأزمة الإنسانيّة بدون عبّاس أوْ بمعيته، مُضيفًا أنّ القرار، في حال اتخاذه هو قرار إستراتيجيّ، وهو الأمر الذي يمنع إدارة ترامب من اتخاذه حتى اللحظة، كما قال المسؤول الإسرائيليّ الرفيع للتلفزيون العبريّ.