آيات عرابي: مصر تعود لعصور الإقطاع ولا عجب إن أصدر “السيسي” قانونا لاستعباد المصريين

علقت الإعلامية المصرية المعروفة آيات عرابي، على القانون الجديد الذي أقره مجلس النواب أمس، الثلاثاء، بأوامر مباشرة من النظام حيث تُمنح بموجب هذا القانون حصانة وامتيازات لعدد من كبار ضباط القوات المسلحة، مشيرة إلى أن “السيسي” أعاد مصر لعصور الإقطاع المظلمة.

عودة لعصر الإقطاع

وقالت “عرابي” في تصريحات خاصة لـ(وطن) إن هذا القانون الذي يهدف “السيسي” من خلاله لتحصين نفسه وجنرالاته من المساءلة، يعبر عن حالة السعار التي وصل لها النظام ومحاولته إرضاء كل من تفوح منه رائحة العسكر.

وتابعت مستنكرة:”العصابة تقسم مصر فيما بينها ولا تستغرب إذا اصدروا قانونا باعتبار الشعب عبيداً لديهم، مصر تعود إلى عصور الإقطاع المظلمة حين كان الإقطاعيون يتحكمون في حياة المزارعين وأسرهم”

وفي واقعة تثبت خوف رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي من المساءلة في حالة ترك منصبه عن الجرائم والمذابح التي ارتكبها، وتزامنا مع الذكرى الخامسة للانقلاب الذي قام به على أول رئيس مدني منتخب في مصر، أقر مجلس النواب أمس، الثلاثاء، بشكل مبدئي مشروع قانون تقدمت به الحكومة تُمنح بموجبه حصانة وامتيازات لعدد من كبار ضباط القوات المسلحة ممن يختارهم رئيس الجمهورية، وينتظر القانون اكتمال نصاب الثلثين ﻹقراره بشكل نهائي.

ويهدف “السيسي” من وراء هذا القانون إلى تحصين قادة الانقلاب قضائياً من مسؤولية الجرائم التي ارتكبت بحق المعتصمين السلميين؛ إلى جانب معاملتهم معاملة الوزراء.

لماذا طلب “عبد الناصر” من محمد نجيب طباعة 10 آلاف جنيه جديدة

وأكدت الإعلامية المصرية أن نظام السيسي بات يشعر بأنه سيطر على مصر بالكامل ولهذا يحاولون تحصين أنفسهم حتى من المجازر التي ارتكبوها، مضيفة “ويخرجون لسانهم للشعب كله ويقولون له ان العسكر هم الضباط والوزراء والدبلوماسيون وليمت الشعب بغيظه”

وتابعت “عرابي” أن مثل هذه الأمور ليست جديدة على العسكر، مستشهدة بما فعله محمد علي باشا عندما كان حاكما لمصر بقولها:”فمحمد علي ورث مصر لاولاده ثم عسكر السي اي ايه اعتبروا مصر ((نهيبة)) حتى ان محمد نجيب ذكر في مذكراته ان عبد الناصر طلب منه طباعة 10 الاف جنيه جديدة (وهو مبلغ فلكي في ذلك الوقت) لتأمين مستقبل كل واحد من عصابة الضباط”

الشعب مستعد لتوديع حقبة العسكر

وأوضحت:”لكن هذا التوحش والسعار غير المسبوقين ربما كانا علامة على انتهاء تلك الحقبة المريرة التي استمرت قرنين من الزمان, فمن سنن الله في أرضه ان يملي للظالم ويأخذه في أشد لحظاته غرورا وزهواً”

واختتمت “عرابي” تصريحاتها لـ(وطن) مشددة على أن الشعب المصري الان أصبح على استعداد وجاهزية تامة بعد جملة هذه الأحداث على مدى 5 سنوات منذ الانقلاب في 2013، لتوديع حقبة العسكر وقد وصلت روحه إلى أنفه ولم يعد يطيق ولكنه يبحث عمن يقوده.

يشار إلى أن القانون الذي وصل للبرلمان صباح أول أمس، الإثنين، وأقر البرلمان مواده بشكل مبدئي أمس، لم يمر بدورة طويلة أسوة بأي قانون، بل ناقشته لجنتي الدفاع والأمن القومي في اجتماع مشترك ظهر اليوم، دون حضور صحفيين، ليخرج رئيس لجنة الدفاع كمال عامر، لتلاوة تقريره أمام النواب، ثم التصويت على مواده.

وأثار القانون موجة غضب واسعة بمواقع التواصل في مصر، وشن النشطاء هجوما عنيفا على عبد الفتاح السيسي وجنرالاته، مؤكدين أنهم نجحوا في تحويل مصر إلى “عزبة” خاصة بهم يقتلون أبنائها ويسرقون خيراتها.

“السيسي” حول جنرالات العسكر لـ آلهة لا تُسأل عما تفعل

ويتكون القانون الجديد من ستة مواد. بموجب المادة اﻷولى، يحدد رئيس الجمهورية قائمة بأسماء كبار ضباط القوات المسلحة المخاطبين بالقانون يتم استدعائهم لخدمة القوات المسلحة طوال حياتهم. وتمنح المادة الثالثة رئيس الجمهورية حق تحديد الامتيازات التي يتمتع بها هؤلاء الضباط، إلى جانب احتفاظهم بأي مزايا تمنحها لهم قوانين أخرى.

كما تمنح المادة الخامسة هؤلاء الضباط حصانة من الملاحقة القضائية على أي فعل ارتكبوه أثناء تأديتهم لمهام مناصبهم أو بسببها، إلاّ بإذن من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وذلك خلال المدة  بين تعطيل العمل بالدستور من 3 يوليو 2013، حتى تاريخ انعقاد مجلس النواب الحالي في 10 يناير 2016.

كما يتمتع هؤلاء الضباط، بحسب المادة السادسة، أثناء سفرهم خارج البلاد بالحصانات الخاصة المقررة لرؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية طوال مدة خدمتهم وكذا مدة استدعائهم، وتتخذ وزارة الخارجية كافة الإجراءات اللازمة لذلك.

وكان مجلس النواب أقر في ديسمبر الماضي تعديل قانون التقاعد والتأمين والمعاشات للقوات المسلحة برفع سن تقاعد ضباط القوات المسلحة برتبة فريق من 62 إلى 64 عامًا.