نجل الرئيس الجزائري الراحل لـ بوتفليقة: لقد تقدم بك العمر كثيرا ومن الأفضل ان تستريح

لا تزال الانتخابات الرئاسية الجزائرية تعطي مزيداً من حالة الترقب الشديد بين أوساط الجزائريين، رغم أن موعدها لن يكون إلا في نيسان/إبريل المقبل، خصوصاً لدى توقعات كثيرة تشير إلى إمكانية سعي الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليفة إلى الترشح لفترة رئاسية خامسة.

 

بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ عام 1999، رآه نجل الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف، في تصريحات له، أنه قد “يكون مغلوباً على أمره في حال قرر الترشح لعهدة خامسة”، كما أن “العمر قد تقدم به كثيراً وإنه وصل إلى 82 عاماً، ومن الأفضل ان يستريح”.

 

وقال ناصر بوضياف الذي أعلن نيته الترشح لخوض الاستحقاق الانتخابي: “أنا لا أوجه إهانات لبوتفليقة، فقد قام بدور وطني وله فضل على الجزائر، برأي إذا ترشح لعهدة خامسة سيكون مغلوباً على أمره. هناك عصابة محيطة به وتضغط عليه من أجل البقاء بالحكم، وهذا كله بهدف أن تستمر في نهب ثروات وخيرات الجزائر، وأشعر أنه لولا هذه العصابة، ولولا المرض الملم بالرجل شفاه الله ، لقام بتسليم السلطة لجيل الاستقلال”.

 

وأضاف نجل الرئيس الراحل :”نحن لا نتكلم عن شخص أو اثنين أو ثلاثة، إنها عصابة معروفة متشعبة الأطراف… مسؤولون بمستويات قيادية عدة ورجال أعمال بارزون، والجميع بالإعلام والشارع يتحدثون عنهم، ومن ثم فلا داع لتحديدهم”.

 

كما انتقد بوضياف (63 عاماً) بشدة المناشدات الموجهة لبوتفليقة للترشح مجدداً من قبل كبار المسؤولين ورؤساء أحزاب الموالاة والنقابات الرسمية والروابط الممولة من طرف الدولة، معتبراً إياها “جزءاً لا يتجزأ من مخطط الاستفادة من بقاء الرجل بموقعه”.

وأكد في تصريحاته أن ”كل من يطالب بالعهدة الخامسة لا يهدف إلا لتأمين مصالح خاصة به في الدولة، لا مصلحة الجزائر ولا حتى بوتفليقة نفسه، لو كان هؤلاء يخافون الله لما فعلوا ذلك، بوتفليقة كبير بالسن ومريض ولا يتكلم، إنه لم يخاطب شعبه منذ عام 2012 أي منذ ست سنوات تقريباً، فهل هذا مقبول من رئيس دولة؟”.

 

وأضاف: ”اتركوه يرتاح، الجزائر بها الكثير من الرجال الأكفاء، المدافعون بضراوة عن العهدة الخامسة ربما يتخوفون من أن يأتي رئيس جديد يخلص الجزائر وأهلها، وعندئذ قد يتعرضون للمحاسبة، ولذلك يتحدثون كثيراً ويحاولون إخافة الناس بالحديث المتكرر عن محاولات لتخريب البلاد ووجود أياد خارجية”.

 

وشدد بوضياف على أن الهدف الرئيسي من ترشحه هو إنقاذ الجزائر مما آلت إليه أوضاعها، موضحا أن ”البلاد تعيش أوضاعاً بالغة الصعوبة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، رغم كل ما تتمتع به من ثروات طبيعية وبشرية ومساحة واسعة، المشكلة بالجزائر هي سوء التدبير لا قلة الإمكانيات، وحان الوقت لنغير ذلك”.

 

وتابع قوله: ”لا أقول إن بوتفليقة أو غيره مسؤول مسؤولية منفردة عن تدهور أوضاع الجزائر لهذا الحد برأيي، كافة المسؤولين وعلى كل المستويات وعلى مدار السنوات، مشاركون في المسؤولية عما حدث”.

 

وامتعض بوضياف بشدة من انتقادات البعض لقراره الترشح للرئاسة نظراً لكونه لا يتمتع بسابق ممارسة أو خبرة في المجال السياسي واعتماده المطلق على استغلال اسم والده، الذي تم اغتياله عام 1992، ورصيده السياسي والشعبي.

 

وقال:”ليس من الضروري أن أكون منخرطاً بقوة في العمل السياسي أو أن يكون لي علاقات بدوائر صنع القرار كي أترشح، أنا مواطن جزائري حر ونزيه. وأعتزم طرح برنامجي وأعول على اقتناع الجزائريين به من أجل تأييدي … أصوات الشعب هي القادرة فعلياً على إيصالي للسلطة”.

 

وتابع: “الناس يعرفونني ويعرفون نزاهتي، كما عرفوا من قبل أبي ونزاهته ونضاله، ترشحنا هو مشروع وطني قمنا بدراسته على مدار عام مع أصدقاء ومؤيدين لنا من المخلصين لهذا الوطن والراغبين في تجديد دمائه من القاعدة لهرم السلطة”.

 

وعن وصف البعض له بكونه “أرنباً جديداً من أرانب الرئاسيات” أي المنافسين الذين يلجأ لهم النظام لإكمال الصورة المطلوبة للانتخابات وتصوير الأمر على أن هناك تنافس مع بوتفليقة أمام الرأي العام الدولي، قال ناصر بوضياف: ”الكلام لا تُدفع عليه أموال، ومن يقولون ذلك سياسيون لا يريدون التغيير، وهؤلاء هم من أوصلوا الجزائر للهاوية، سندخل الانتخابات ولا نعلم بطبيعة الحال ما هي النتائج التي سنحصل عليه، ولكن نعتقد أنه لو جرت انتخابات نزيهة فإن نتائجنا ستكون جيدة”.

 

وعلى عكس كثيرين، قلل بوضياف من إقالة مدير الأمن العام عبد الغني هامل، وقال: ”الرجل انتهت مهمته، وكان من الطبيعي أن يتم تغييره مثله مثل غيره … ونستبعد أن تكون الإقالة بداية، كما يردد البعض، لعودة الصراع بين ضلعي المنظومة الحاكمة أي الرئاسة والعسكر”.

 

واستبعد ما يتردد بشأن وجود صراع بين الرئيس أو الدائرة المحيطة به وبين رئيس الوزراء رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، وهو الأمر الذي ثار بعد قيام الرئاسة مطلع حزيران/يونيو الماضي بإلغاء ضرائب كانت حكومة أويحيى تعتزم فرضها على المواطنين عند استخراج الوثائق الإدارية وأثارت غضباً شعبياً واسعاً.

 

وأضاف: ”برأيي هذا مرتب ومتفق عليه … وهو جزء من الحملة الانتخابية التي يجري إعدادها لبوتفليقة وتهدف لتكريس صورته وكأنه المتعاطف الوحيد مع الشعب دونا عن باقي المسؤولين … وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على الاستجابة من حين لآخر لمطالب إضرابات بعض القطاعات كالأطباء”.

 

وأبدى بوضياف ثقة كبيرة في جمع التوقيعات المطلوبة دستورياً لترشحه للرئاسة، وعددها 60 ألف توقيع، مستبعداً بدرجة كبيرة قيامه بالتنسيق مع أي من الأحزاب. وقال: ”مع فتح باب الترشح، سنبدأ مباشرة بجمع التوقيعات اللازمة … نحن نمد أيدينا للجميع، ولكننا لا نميل للتنسيق مع الأحزاب بما فيها المعارضة … نميل أكثر للتعويل على الشعب … فالشعب يريد التغيير ويريد شخصاً من خارج صفوف النخبة السياسية برمتها”.

تعليق واحد

  1. الذي لا يستطيع أن يحكم او يقدم نفسه للشعب لأنه ليس له قيمة عند الشعب ومعروف بتاريخه الاسود فهو يحكم بذريعة وجود بوتفليقة الميت حكما فهم معروفون باللعب القذر سواء
    من جانب رخص الدم الجزائري عندهم والعشر السوداء دليل عليهم
    او من جانب نهب الثروات وخيرات البلد ومن تتبع تطور البلد والمشاريع الوهمية وكمية المليارات المصروفة فيها عرف سر تعلقهم ببوتفليقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى