صافحوا بعضهم البعض.. ابن زايد وابن سلمان وإسرائيل دفعوا “ترامب” لعقد صفقة مع بوتين: أوكرانيا مقابل سوريا
في إطار التحقيقات التي يقودها المحقق الخاص روبرت مولر، وفريق من مكتب التحقيق الفدرالي “إف بي آي”، المكلّف بالتحقيق في تدخل روسيا في انتخابات عام 2016، فيما إذا كانت الإمارات سهّلت اتصالات بين فريق الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين روس، وسعت للتأثير على السياسة الأميركية، كشفت مجلة “نيويوركر” الأمريكية أنّ ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد، دفع وبشكل سري إدارة “ترامب” لعقد “صفقة كبرى” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عنوانها “أوكرانيا مقابل سوريا”.
وقالت المجلة في تقرير لها، إلى أنّ الفكرة طرحها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الذي أخبر الأمريكيين بأنّ الرئيس بوتين قد يكون مهتماً بحل الأزمة في سوريا، مقابل رفع العقوبات المفروضة رداً على تصرفات روسيا في أوكرانيا، وذلك خلال اجتماع خاص عقد قبل مدة قصيرة من انتخابات الرئاسة الأمريكية، في نوفمبر 2016.
ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم إنّ “بن زايد” لم يكن الزعيم الوحيد في المنطقة الذي فضّل التقارب بين خصوم الحرب الباردة السابقين، موضحين بأن السعودية وإسرائيل تدخلتا في هذه المساعي لتحقيق نفس الهدف.
ووقالت المجلة إنه “في الوقت الذي كان ينظر فيه إلى أقرب حلفاء أمريكا في أوروبا، بشعور مفزع، من اهتمام ترامب بالشراكة مع بوتين، فإنّ ثلاث جهات تتمتع بنفوذ لا نظير له مع الإدارة القادمة؛ وهي: “إسرائيل” والسعودية والإمارات، سعت إلى ذلك الهدف، بشكل سري”.
وكشفت المجلة أنّ مسؤولين من هذه الدول الثلاث شجعوا مراراً نظراءهم الأمريكيين على التفكير في إنهاء العقوبات المتعلّقة بأوكرانيا، مقابل مساعدة بوتين في إبعاد القوات الإيرانية من سوريا.
ورأى خبراء، بحسب الصحيفة، أنّ مثل هذه الصفقة كانت غير قابلة للتنفيذ حتى لو كان ترامب مهتماً بها، مشيرين إلى أنّ بوتين ليست لديه مصلحة ولا القدرة على الضغط على القوات الإيرانية لمغادرة سوريا.
وبحسب مسؤولين في الإدارة الأمريكية فإنّ سوريا وأوكرانيا، هي من الملفات التي سيبحثها ترامب وبوتين في قمتهما في هلسنكي، يوم 16 يوليو الحالي.
وكشفت الصحيفة أنّ مسؤولين إسرائيليين سعوا من أجل التقارب بين واشنطن وموسكو، بعد فوز ترامب في الانتخابات.
ونقلت الصحيفة، عن أحد الذين حضروا اجتماعاً خاصاً عقد خلال الفترة الانتقالية، قوله: إنّ رون ديرمير، السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وأحد أقرب المقرّبين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد أنّ الحكومة الإسرائيلية تشجع إدارة ترامب القادمة على التعاون بشكل أوثق مع بوتين، بدءاً من سوريا، على أمل إقناع موسكو بدفع الإيرانيين لمغادرتها.
ومثل محمد بن زايد، جعل نتنياهو “مغازلة” بوتين أولوية، لا سيما بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا، في عام 2015، وفق المجلة.
وكشفت المجلة أنّ نتنياهو أراد التأكيد أنّ القوات الإسرائيلية يمكنها أن تستمر في الوصول إلى المجال الجوي السوري، الذي يسيطر عليه الروس بشكل جزئي، لمنع نشر أنظمة أسلحة متقدمة من قبل إيران ووكلائها، الذين قد يهددون “الدولة اليهودية”.
ونقلت المجلة عن المسؤول الأمريكي قوله: “يمكنك فهم السبب في أنّ مساعدة روسيا في ملف سوريا هي أولوية أعلى بكثير بالنسبة لإسرائيل من الرّد على العدوان الروسي في أوكرانيا. لكنني اعتبرت الفكرة المقترحة امتداداً واسعاً لإسرائيل في محاولتها إقناع الولايات المتحدة بأنّ المصالح الأمريكية تخدم بشكل جيد أيضاً في حال إبعاد النظر عن العدوان الروسي في أوكرانيا. بالطبع، قد يخالف ترامب هذه الرؤية، لأسبابه الخاصة”.
ولفتت المجلة إلى أنّ فكرة “مقايضة أوكرانيا بسوريا أُثيرت مرة أخرى بعد تولّي ترامب منصبه، وذلك من قبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، وذلك خلال عشاء خاص، في مارس 2017، شمل العديد من الضيوف الآخرين.
ونقلت المجلة عن أحد الذين حضروا الاجتماع قوله، إنّ رسالة وزيري الخارجية كانت: “لماذا لا نرفع العقوبات على روسيا بشأن أوكرانيا، مقابل قيام الروس بدفع إيران خارج سوريا؟”.
في المقابل، قال مسؤول إماراتي رفيع المستوى، للصحيفة إنّه لا يتذكّر هذه المحادثات، لكنّه أضاف، وهو أحد الحاضرين: إنّ “العشاء لم يكن بالوناً تجريبياً، كانوا يحاولون إضفاء الطابع الاجتماعي على الفكرة”.
غير أنّ توقيت طرح هذه الفكرة لم يكن من الممكن أن يكون أسوأ من الناحية السياسية، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.
وكشفت المجلة أنّ الأمريكيين الذين سمعوا هذه الإشارة من الإسرائيليين والإماراتيين والسعوديين في أواخر عام 2016 وأوائل عام 2017، اعتبروا أنّ الفكرة ولدت ميتة.