“MI6 ” ذراع ترامب الأيمن في مفاوضاته مع بوتين
زهور أسامة – في يوم 16 يوليو، سيلتقي الرئيسان الروسي والأمريكي في عاصمة فنلاندا معا. مما يلفت النظر في هذا اللقاء هو رصيد الرئيس الروسي التفاوضي أمام ترامب الذي سيحضر هذا اللقاء صفر اليدين إذ لا يملك في جعبته شيئا لتقديمه والتفاوض عليه مع روسيا.
وعلى هذا الأساس من المؤكد أن ترامب سيطلب مساعدة روسيا ودعمها لحل جميع الصراعات في المنطقة هذا بالإضافة إلى مساعدته بشكل خاص في جميع الأزمات والانتقادات التي يواجهها في الولايات المتحدة منها: إتلاف جميع الوثائق بفضيحته في الفندق الروسي المعروفة بفضيحة (pee tape) كما إنه مستعد أن يدعم الرئيس الروسي في جميع القضايا التي تخص روسيا مقابل مساعدة هذا الأخير له في قضيته المثيرة للجدل أي التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016م.
من الجدير بالذكر أن نتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد يتفقون مع ترامب في هذا الموضوع ويشيدون بدور بوتين النشط في المنطقة. إذ أن الإمارات والسعودية تعهدتا بإنفاق مليارات الدولار لإقناع بوتين بالتخلي عن إيران ونشاطاته في المنطقة كما إنهم طلبوا من ترامب إنهاء العقوبات المتعلقة بقضية أوكرانيا ضد روسيا مقابل سحب القوات الإيرانية من سوريا.
حتى الآن ، يبدو أن ترامب قد وقع في مشكلة خطيرة جدا، وليس لديه أي خيار سوى الخضوع والانصياع أمام إرادة بوتين. وباختصار، فإن الرجل بصفته رئيس الولايات المتحدة، لا يمتلك وسيلة أخرى للوقوف أمام أنانية بوتين ومطالباته للدفاع عن مصالح أميركا. وعلى الأرجح أن ترامب في رحلته إلى بريطانيا كان يبحث عن رصيد قوي لإيجاد الموازنة مع بوتين في زيارته إلى روسيا.
كما تظهر التقارير المؤكدة أن تيريزا ماي قد سلمت إلى الترامب كل الوثائق التي حصلت عليها SIS (المعروفة باسم MI6) من فلاديمير بوتين وأفراد أسرته. وقد كان من المقرر أن تساعد SIS وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) في إعداد محتويات مفاوضات ترامب مع بوتين.
وبناء على هذا يتوجب على ترامب أن يقابل نظيره الروسي باحترام كبير لأنه يعرف جيدا أن الرئيس بوتين هو صاحب الخيار الأجدر والوحيد لحل أزمات المنطقة. ففي الإجتماع الذي سيعقد غدا يملك بوتين اليد العليا فعلا ويمكنه القيام بكل ما يخطر ببال الرئيس الأمريكي وتحقيقه بكل بساطة.
وفي هذه الظروف ينبغي على الولايات المتحدة ألا تتوقع الحصول على الكثير من هذه الزيارة وفي الواقع ، يجدر بها أن تعتبر الحفاظ على خطوطها الحمراء للمصالح الوطنية والأمن الأمريكي، مكسبا. وعلى الأمريكيين أن يأملوا ألا يضطر دونالد ترامب إلى التضحية باستقلال أمريكا وأمنها.