كشفت صحيفة “واشنطن تايمز”، عن أن اعتقال هانيبال القذافي، نجل العقيد الليبي معمر القذافي في لبنان، يعمل على إحياء الجدل الطويل المتعلق بـ”المصير الغامض” لأبناء القذافي، ومصير الثروة “الأسطورية” الخاصة بالقذافي وأبنائه.
وقالت الصحيفة: “كان لدى العقيد القذافي 8 أبناء، ثلاثة منهم قتلوا خلال أحداث ثورة 2011، التي قتل فيها القذافي نفسه، فيما تفرق أبنائه الخمسة الباقون في دول عديدة بدرجات متفاوتة من الراحة والأمن والعزلة”.
وتابعت “رغم التحقيقات الدولية الموسعة، إلا أن أي جهة لم تتمكن في معرفة مكان اختفاء أصول القذافي السرية، التي تشمل أموال نقدية وماس وذهب، بحسب مصادر عديدة”.
ومضت “لم تتمكن الأمم المتحدة، إلا من تجميد بعض الأصول المرتبطة بالقذافي وعائلته في دولها، فيما أعادت جنوب أفريقيا نحو مليار دولار إلى ليبيا، لكن النصيب الأكبر من كنز القذافي لا يزال خفيا”.
وقالت “واشنطن تايمز” إن هناك تقارير سرية أطلعت عليها، تشير إلى وجود صناديق للصلب تحتوي على 560 مليون دولار تم إخفائها في عاصمة دولة بوركينا فاسو، غرب أفريقيا.
كما أشارت إلى أن التقارير السرية، أوضحت أن هناك 4 مصارف في جنوب أفريقيا لا تزال تحتجز 20 مليار دولار أمريكي.
كما أن هناك مخازن ومستودعات موجودة في مدينتي بريتوريا وجوهانسبرغ، لا تزال تحتفظ بمزيد من النقود والماس وسبائك الذهب، على حد قول الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن وثائق بنما، التي تم تسريبها عام 2016، وأطلعت عليها “واشنطن تايمز”، كشفت عن أنشطة واسعة من عمليات غسل الأموال المتورطة فيها مسؤولين تابعين لحكومة القذافي.
وكشفت كذلك الوثائق، والقول للصحيفة، أن هناك 8 مليارات دولار أخرى مخبأة في بنك كيني، لم تكشف عن اسمه.
وقالت الصحيفة:”حاول المحققون خلال السنوات الماضية، تعقب عمليات شراء الجماعات المتمردة في ليبيا للأسلحة، وعلاقتها بأسرة القذافي والكنوز المخبأة في غياهب أفريقيا، لكن لم يصلوا إلى معلومات واضحة تكن دليلا للوصول إلى تلك الكنوز الدفينة”.
وأوضحت الصحيفة أنه ما يثير الاهتمام أنه بخلاف هانيبال القذافي، بمصير أبناء العقيد الراحل، يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة.
وقالت: “مثلا الساعدي القذافي يعيش حاليا في النيجر، وغير معروف ماذا يفعل وهل هو مسجون أم تحت الإقامة الجبرية أم يمارس أعماله بحرية، كما أن النجل الأكبر للعقيد القذافي، سيف الإسلام، تم افعلان عن إطلاق سراحه، لكنه غير معروف مكان إقامته، وهناك أقاويل تتحدث عن احتمالية خوضه الانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة”.
وأضافت “كما أن أرملة القذافي، عادت إلى ليبيا في عام 2016، في حين ابنته عائشة تعيش بحرية في عمان مع أخيها محمد، لكن لا يزال غير معروفا هل هناك علاقات بين عائلة القذافي وتلك الكنوز المخبأة في غياهب أفريقيا، وهل سيتم استغلالها في الفترة المقبلة لإحداث تغيير في الحياة السياسية الليبية”.
يشار الى أنّ قاضية التحقيق في بيروت، ريتا غنطوس، قد أعلنت يوم الاثنين 16 يوليو/تموز، منع هانيبال القذافي من مغادرة الأراضي اللبنانية، وفقا لما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وأشارت غنطوس إلى أن القرار جاء بناء على القضية المرفوعة ضد نجل القذافي من قبل الدكتور حسين حبيش، بسبب جرائم بينها تشكيل عصابة مسلحة وارتكابها جرائم اختطاف ومحاولة قتل.
ويخضع نجل القذافي للاحتجاز من قبل السلطات اللبنانية، بعد صدور مذكرة توقيف بحقه في قضية فقدان الإمام موسى الصدر ورفاقه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين.